في مواصلة لمساعي سموه الحميدة لحل الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من الجهة الأخرى، وبعد مشاورات إيجابية أجراها، أمس الأول، في جدة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، زار سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أمس، إمارة دبي، للقاء المسؤولين الإماراتيين، قبل أن يتوجه إلى الدوحة.

وجاء تحرك سمو الأمير متزامناً مع تزايد الدعوات الدولية لإنهاء الأزمة من خلال الحوار، ودخول أكثر من دولة على خط الخلاف الذي أخذ أبعاداً دولية.

Ad

وفيما بدا أنه أول خيط نور في ظلام الأزمة، أكد كل من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، كل على حدة، أن هدف الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع ضد الدوحة تغيير السياسات لا النظام، وذلك رداً على «الهمس» عن نوايا الرياض وأبوظبي المضي بعيداً في المواجهة.

وبلهجته الدبلوماسية المعهودة، جدد الجبير، أمس، في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني زيغمار غابريل في برلين، مطالب بلاده من قطر، وفي مقدمتها قطع العلاقة مع جماعة «الإخوان» وحركة حماس، معرباً عن ثقته بأن الخلاف سيتم التعامل معه في أطر مجلس التعاون الخليجي، ولا حاجة إلى وساطات أوروبية.

وفي مقابلة مع «بي بي سي» البريطانية، نفى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، دعم جماعة الإخوان، مؤكداً: «إن كنا مخطئين فسنتراجع».

وبينما ذكر الوزير القطري أن بلاده ليست دولة عظمى، لافتاً إلى أنها منفتحة على الوساطة لحل الأزمة، نفى الوقوف إلى جانب إيران أو دعم حركات طائفية.

وكانت برلين اتخذت موقفاً في الأزمة، ودعت إلى التهدئة، منتقدة، خصوصاً، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ اتهمته بصب الزيت على النار.

وفي وقت حثت برلين دول المنطقة على عدم اللجوء إلى ما أسمته «نهج ترامب»، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التهدئة، بعد اتصالين أجراهما مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، غير أن باريس طالبت الدوحة باعتماد الشفافية والإجابة عن تساؤلات جيرانها.