بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الهجومين الإرهابيين في طهران، اللذين استهدفا مجلس الشورى (البرلمان) ومدفن الخميني، إلى 17 قتيلا بعد وفاة 4 مصابين في المستشفى، أكدت وزارة الاستخبارات الإيرانية، أمس، أن منفذي الاعتداءات هم إيرانيون انضموا إلى تنظيم «داعش» في سورية والعراق وعادوا إلى إيران في صيف 2016.وقالت وزارة الاستخبارات، في بيان، إن المنفذين 5 وليسوا 6، مضيفة أن «الإرهابيين المعروفين (...) وبعد الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، غادروا البلاد وشاركوا في جرائم ارتكبها هذا التنظيم الإرهابي في الموصل والرقة».
ونشرت الوزارة الصور والأسماء الأولى لمنفذي الاعتداءات، وقالت، في بيان، إنهم كانوا ضمن شبكة دخلت إيران في يوليو وأغسطس 2016 ويقودها «عايش أبوعائشة» الذي وصفته بأنه «قيادي بارز في داعش»، بهدف «تنفيذ عمليات إرهابية في المدن المقدسة». وأضاف البيان أن «أبوعائشة» قتل، وأن أعضاء الشبكة أرغموا على الهرب من البلاد، لكنهم عادوا. وذكر التلفزيون نقلا عن بيان لوزارة الأمن أنه تم تحديد هويات منفذي الهجمات، وهم أبو جهاد وقيوم وفريدون وسرياس ورامين، من دون أن يذكر أسماء عوائلهم، وذلك لأسباب أمنية، وفق البيان.
المنفذ السادس
وما زال هناك لغط يدور حول المنفذ السادس الذي تقول المصادر الأمنية إنها لم تتعرف عليه. ويؤكد الشهود العيان في الحادث وكاميرات المراقبة أن عدد مهاجمي مجلس الشورى كانوا 4، في حين أن القوى الأمنية لم تتعرف إلا على 3 منه. ويشكك البعض في أن أحد المنفذين استطاع الهرب سالما، الأمر الذي تنفيه السلطات حتى الساعة. وكان تنظيم «داعش» أعلن أن 5 من عناصره قاموا بالعملية.أصول كردية وعربية
وأكدت مصادر أمنية لـ «الجريدة» أن 3 من المنفذين من أصول كردية واثنان منهم من عرب خوزستان، في حين أن السيدة التي اعتقلت هي من أهالي محافظة فارس جنوب إيران، مؤكدة أنهم غير متصلين بروابط عائلية.وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي السيد عطاء الله بروجردي أكد الخبر الذي نشرته «الجريدة» نقلا عن شهود عيان عن أن أحد مهاجمي مدفن الخميني كانت امرأة وتم اعتقالها.وأكد عضو الهيئة الرئاسية للجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، محمد جواد جمالي لـ «الجريدة»، أن جميع المنفذين الذين قتلوا إضافة الى السيدة التي تم اعتقالها إيرانيون، وأن الأجهزة الأمنية كشفت على جثث القتلى، وتبين أنهم جميعا من المناطق الغربية.اعترافات
وأشارت مصادر لـ «الجريدة» إلى أن السيدة التي تم اعتقالها كانت فيما قبل عضوة في تنظيم «مجاهدي خلق» الإيراني المعارض سابقا، وكانت تقيم في معسكر أشرف في العراق، وأنها التحقت بتنظيم «داعش» منذ 3 سنوات، واعترفت بأن التخطيط وقيادة العمليتين كان على عاتقها، وأنها لم تكن تعرف العناصر التي شاركت في العملية من قبل، ولكن 3 منهم تدربوا في الرقة، في حين أن الثلاثة الباقين كانوا مدربين في الموصل. وحسب المصادر، فإن المنفذين الستة التحقوا جميعا بتنظيم «داعش» خلال السنوات الأربع الماضية، وكانت الأجهزة الامنية الإيرانية تبحث عنهم، لكنهم استطاعوا العودة الى إيران خلال السنتين الماضيتين دون أن يتم الكشف عنهم.من جهته، صرح مساعد استخبارات الحرس الثوري، محمد نجاة، بأن مهاجمي مجلس الشورى «تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاما».ظريف
الى ذلك، صرح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في تغريدة على «تويتر»، أمس بأن رد فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إن الذين يدعمون الإرهاب يمكن أن يصبحوا ضحايا له، «بغيض».إلا أن تصريحات ترامب جاءت مطابقة تقريبا لم قاله المرشد الأعلى علي خامنئي قبل يومين في ذكرى ولادة الخميني، عندما علق على عملية لندن الإرهابية بشيء من الشماتة قائلا إن الإرهاب الذي رعته الدول الغربية ينقلب ضدها. وكتب ظريف متجاهلا تصريحات المرشد أن «بيان البيت الأبيض بغيض (...)، بينما يواجه الإيرانيون الإرهاب المدعوم من زبائن الأميركيين». وقال الوزير الإيراني إن «الشعب الإيراني يرفض مثل هذه التصريحات الودية من الولايات المتحدة».وكان الرئيس الأميركي حذر طهران بعد الاعتداءات من أن من يدعمون الإرهاب يعرضون أنفسهم ليكونوا من «ضحاياه». وقال في بيان: «نشير الى أن الدول التي تدعم الإرهاب يمكن أن تصبح من ضحايا الشر الذي تدعمه». وأكد ترامب في البيان ذاته أنه «يصلي من أجل الشعب الإيراني والضحايا الأبرياء».في سياق آخر، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي أمس الأول بأغلبية 92 صوتا مقابل 7 على قانون يفرض عقوبات جديدة على إيران، ولاسيما بسبب «دعمها لأنشطة إرهاب دولي». وسيتم التصويت مجددا على النص في وقت لاحق لإقراره بشكل نهائي.