خاص

أستاذ التاريخ الإسلامي وعضو اتحاد المؤرخين العرب الدكتور صبري سليم لـ الجريدة.:

«داعش» تنظيم إرهابي ليس له أصل في الإسلام
«نحتاج إلى تربية أجيال قادرة على مواجهة الفكر المتطرف»

نشر في 09-06-2017
آخر تحديث 09-06-2017 | 00:11
أكد أستاذ التاريخ الإسلامي وعضو اتحاد المؤرخين العرب الدكتور صبري سليم أن أفكار تنظيم "داعش" الإرهابي ليس لها أصل في الإسلام، مشيراً إلى أن هذا التنظيم ليس مكوناً عربيا وإسلاميا فقط، بل يمتد إلى دول أخرى لها مصلحة في تمزيق وحدة الأمة العربية، ولفت سليم في مقابلة مع "الجريدة" إلى ضرورة تربية أجيال قادرة على مواجهة الفكر المتطرف، وفيما يلي نص الحوار:
● إلى أين تعود الجذور الفكرية لتنظيم داعش الإرهابي؟

- أي فكر متطرف يبقى دائماً فكر أقليات، وهذه التنظيمات المتطرفة ترى أن لها مكاناً داخل المجتمع وينبغي أن تفرض نفسها بقوة، وهذه الآراء غريبة على المجتمع الإسلامي الذي يقوم على التسامح، ويجب الانتباه إلى أن تنظيم داعش ليس مكوناً عربياً وإسلامياً فقط، لكنه يمتد إلى دول أخرى لها مصلحة في تمزيق وحدة الأمة العربية، فعلى سبيل المثال هذا التنظيم ظهر بعد سقوط صدام حسين في العراق، وامتد خطره إلى دول عربية أخرى منها ليبيا وسورية واليمن.

وإذا أردنا أن نعود إلى الجذور الفكرية لهذا التنظيم فسنجد أن مجموعة من الفرق استخدمت قديماً نفس المنهج الفكري، هذا الفكر ليس له أي جذور إسلامية، لكنه ممتد من طبيعتهم الخاصة، ويهدف هؤلاء إلى جذب الشباب بطرق مختلفة ويجعلونهم ينفذون لهم ما يريدون من عمليات قتل لأعدائهم، ويزعمون أن قيامهم بذلك سيدخلهم الجنة في الآخرة.

تجديد الخطاب الديني

● من خلال قراءتك للتاريخ الإسلامي، كيف يمكن التصدي لمثل هذه الأفكار المتطرفة؟

- لا يصح التصدي لمثل هذا الفكر المتطرف بالعنف، لكن يجب التعامل معه من خلال تربية أجيال قادرة على مواجهته فكرياً، وعبر تجديد الخطاب الديني، مثلما يحاول الأزهر الشريف أن يفعل في الوقت الراهن، إضافة إلى تنمية الثقافة الإسلامية عن طريق فتح مساحة حوار مع المعارضين وإظهار سماحة الإسلام.

الحضارة الإسلامية

● إلى أي مدى تأثرت الثقافة الإسلامية بصراع الحضارات؟

- الحضارة الإسلامية بُنيت على تعاليم الإسلام السمحة، والصراع بين الحضارات والأديان خلاف مشروع، لكن بعض الناس يزيدون من هذا الخلاف حتى يصبح صراعاً، وإذا اطلعنا على تعاليم المسيحية واليهودية فسنجد أنها قريبة من الإسلام، إلا أن هناك من يغالون في أفكارهم إلى حد يدفع للعنف والتطرف.

الهجمة الغربية

● ما الآليات التي نمتلكها لمواجهة الهجمة الغربية على الإسلام؟

- بالنسبة للدول الغربية هناك سياسة قديمة جداً وخطيرة جداً، ألا وهي سياسة "فَرِّق تَسُد"، فعندما شعر الغرب أن الإسلام بدأ يسترد عافيته مرة أخرى ظهرت فكرة تقسيم منطقة الشرق الأوسط، وهي فكرة أميركية خالصة بدأت بادعاء أن هناك ما يُسمى بالربيع العربي، لكن مثل هذه الأفكار نبتت لإيقاع الفرقة بين أهالي المنطقة الواحدة، وهذا ما يحدث الآن في العراق وسورية وليبيا واليمن، وكانوا يحاولون جر مصر أيضاً إلى هذا المستنقع، لكن الله سبحانه وتعالى حماها من السقوط في هذا الفخ.

تنمية الثقافة الإسلامية عن طريق فتح مساحة حوار مع المعارضين وإظهار سماحة الإسلام.

back to top