ترامب يقترح حواراً بشأن قطر... وباريس تنضم لجهود الحل

• «بريد الإمارات» توقف خدماتها إلى الدوحة... وموانئ أبوظبي تعيد القيود على موادها البترولية
• وزير الخارجية القطري إلى موسكو غداً
• المنامة للدوحة: ابتعدوا عن طهران

نشر في 08-06-2017
آخر تحديث 08-06-2017 | 18:20
رواد سوق شعبي بالدوحة يلتقطون الصور مع خيالة الشرطة أمس (أ ف ب)
رواد سوق شعبي بالدوحة يلتقطون الصور مع خيالة الشرطة أمس (أ ف ب)
مع تلقي أطراف الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة في مجلس التعاون الخليجي عروضاً أميركية وفرنسية جديدة لحل الخلاف مع قطر، فتحت البحرين كل الخيارات للتعامل مع الأزمة، واشترطت ابتعاد الدوحة عن عدوها الأول إيران، في حين واصلت الإمارات إجراءات تضييق الخناق عليها بوقف جميع الخدمات البريدية، وتشديد القيود على شحن المواد البترولية.
بذلت الكويت وواشنطن وباريس جهودا مكثفة لاحتواء الأزمة غير المسبوقة في الخليج بين قطر من جهة والسعودية والبحرين والإمارات ومصر وحلفائها من جهة ثانية.

وتزامنا مع قيام أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بجولات مكوكية شملت توجه سموه تباعا إلى السعودية والإمارات وقطر، أجرى الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون سلسلة اتصالات هاتفية مع قادة الدول المعنية.

وبعد جلسة مباحثات في قصر السلام بجدة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكد ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أن «السعودية تدعم أمننا ضد التدخلات القطرية والإيرانية»، داعيا قطر إلى «تصحيح مسار سياستها التي تهدف إلى زعزعة أمن دولنا وتهدد وحدة مجتمعاتنا».

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن العاهل البحريني شدد قبل مغادرته إلى مصر للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، على ضرورة أن تفي القيادة القطرية بالتعهدات التي التزمت بها لسد مداخل الفوضى، والقضاء على كل الممارسات التي تهدف إلى زعزعة أمن دولنا، وتهدد وحدة مجتمعاتنا وسلامة أوطاننا لتعود العلاقة كما كانت لخير أهلنا الأعزاء في قطر وللجميع.

خيارات مطروحة

وشكك وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في أن تغير قطر من سلوكها، و»جميع الخيارات واردة الآن في التعامل معها»، مشيرا إلى أن «الدوحة لم تعط أي فرصة لنجاح وساطة الكويت، وهي تتحمل كامل المسؤولية عن ذلك».

وقال آل خليفة في حوار مع صحيفة «مكة»، إن العاهلين السعودي والبحريني خلال لقائهما أكدا «وحدة الموقف والاستمرار وعدم التراجع عما فيه مصلحة واستقرار وأمن المنطقة، واتفقا على أن المسألة حاليا أمام القيادة القطرية للتغيير من نهجها للتجاوب وإصلاح موقفها، والالتزام بكل التعهدات والابتعاد عن عدونا الأول إيران، وأن تعي أن مصالحها معنا وليس مع بلد يتآمر علينا ويريد أن يهيمن علينا ويفرقنا بلداً عن الآخر».

وردا على سؤال حول إمكان تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي أكد أن «هذا الموضوع لا يمكن التعليق عليه الآن، ولكنني أستطيع القول إن أي خطوة تحمي دولنا وشعوبنا ومجلسنا من أي خطر يأتيها من الداخل أو الخارج هي واردة الآن، فليس هناك أي تردد في حماية مصالحنا، ولن نعود إلى الوراء بأي شكل من الأشكال».

القرار السياسي

واتساقا مع القرار السياسي والإجراءات المتخذة تجاه قطر، نبهت وزارة شؤون الإعلام البحرينية أمس وسائل الإعلام كافة إلى ضرورة الالتزام بموقف المملكة المعلن، وعدم نشر ما يتضمن مساسا بمصالحها العليا المستهدفة من تلك الإجراءات.

وحذرت الوزارة من نشر أو تداول ما يشكل اعتراضا على قرارات المملكة أو الدول المتضامنة معها في هذا الشأن، مما يتضمن في محتواه ما ينال من هيبة البلاد واعتبارها، أو مسايرة لسياسة دولة قطر أو تبريرها، أياً كانت وسيلة النشر أو التداول.

وأكدت الوزارة أنها ستتخذ إجراءاتها القانونية حيال كل من ينسب إليه المنشور من ذلك القبيل، أو يسهم في نشره بأي صورة، وإخضاعه للمساءلة الجنائية والإدارية بحسب الأحوال.

تصعيد إماراتي

وفي الإمارات، أوقفت السلطات أمس جميع الخدمات البريدية إلى قطر، اعتباراً من السادس من يونيو، مع إعادة كل ما تم تسلمه سابقا ولم يرسل من الهيئة الوطنية للبريد، بحسب وكالة أنباء الرسمية (وام).

وبعد تخفيف القيود لساعات، قررت هيئة الموانئ البترولية في أبوظبي منع دخول أي سفن تحمل شحنات متجهة إلى قطر أو قادمة منها، مؤكدة في تعميمين ملاحيين، أمس، أن الحظر المفروض على جميع السفن التي تحمل العلم القطري والسفن المملوكة للدوحة أو تشغلها يظل ساريا، ولن يُسمح لها بدخول الموانئ البترولية التابعة للهيئة.

الأزمة كبرت

وبعد تأكيده أن هدف أبوظبي والرياض ليس تغيير النظام القطري، أشار وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إلى أن «الأزمة كبرت، ونحن بلغنا طريقا مسدودا في مساعي إقناع قطر بتغيير مسارها»، مطالبا إياها «بالتوقف عن لعب دور المروج الرئيسي للتطرف والإرهاب في المنطقة».

وأوضح قرقاش في تصريح نشرته «وام» مساء أمس الأول أن قطع العلاقات «حصيلة تراكمات سنوات عديدة من السياسات التخريبية ودعم المنظمات المتطرفة والإرهابية»، مشيرا إلى سلسلة خطوات على الدوحة القيام بها لإعادة العلاقات معها، «أولها وقف دعم التطرف والإرهاب وانخراط سياسي واضح يعكس تغييرا في مساراتها السياسية عبر خريطة طريق واضحة لتنفيذ خطوات تم الاتفاق عليها خلال أزمة مشابهة عام 2014».

أجندة متطرفة

وذكر أن «الدوحة تحاول الإيحاء بأن الدول الخليجية والعربية المقاطعة لها تسعى إلى اختطاف سياستها الخارجية، إلا أن هذا الأمر غير صحيح»، مشددا على ضرورة «وقف قطر استخدام الإعلام من أجل الترويج لأجندة متطرفة»، في إشارة إلى قناة «الجزيرة» الفضائية.

وطالب قرقاش الدوحة بأن «تتحرك في مواجهة العديد من الأفراد الذين فرضت الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة عليهم عقوبات ويقيمون حاليا في قطر، وبينهم من يسهم في تمويل تنظيم القاعدة»، مشيرا إلى عناصر في جماعة «الإخوان المسلمين الذين ينشرون التعصب في المنطقة، يجب ألا يكون لهم ملجأ في قطر».

ورأى قرقاش أن «الوساطة في الوقت الحالي لن تؤدي إلى نتيجة، ولكنها تأتي مع بدء تنفيذ الشروط»، معتبرا أن أن إيران هي المستفيدة من الأزمة، «فهي تستفيد من أي أزمة بين جيرانها». وقال الوزير: «لا علاقة للأزمة الحالية بقاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، فهذه ليست مسألة تعنينا».

مساعدة ترامب

وفي ثاني تدخل له في يومين، عرض الرئيس الأميركي، في اتصال مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأول، المساعدة في حل الأزمة الدبلوماسية»، داعيا كل الأطراف إلى حل خلافاتها، بما في ذلك من خلال اجتماع في البيت الأبيض إذا دعت الحاجة».

وأكدت قطر المكالمة بين ترامب والأمير تميم، موضحة أنه «أعرب عن استعداده لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية في الخليج، مؤكدا حرصه على استقرار المنطقة».

وذكر البيت الأبيض أن ترامب دعا في اتصال بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الوحدة بين دول الخليج العربية «على ألا يكون ذلك أبدا على حساب القضاء على التمويل للتطرف أو هزيمة الإرهاب».

وفي باريس، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأول، اتصالات هاتفية مع قادة كل من السعودية وقطر وإيران، دعاهم خلالها إلى «مواصلة الحوار» في سبيل حل الأزمة الخليجية غير المسبوقة.

ووفق «الإليزيه»، فإن ماكرون شدد على مسامع القادة الثلاثة على «تمسكه بالحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وعلى التصدي بشكل لا لبس فيه للإرهاب ولتمويل أي حركة من أي نوع كانت»، مؤكدا أنه سيواصل جهود الوساطة هذه خلال الأيام المقبلة.

وكان ماكرون قد تحادث هاتفيا الثلاثاء مع أمير قطر والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يدعم الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط والغاز، إضافة إلى ولي عهد أبوظبي.

روسيا تحذر

وفي موسكو، نقلت وكالة الإعلام الروسية وقناة «روسيا اليوم» عن مصدر بـ «الخارجية» أن «وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني سيزور موسكو غدا لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، موضحة أن المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف أوضح أن الرئيس فلاديمير بوتين لا ينوي مقابلته خلال الزيارة.

وفي وقت سابق، أعرب لافروف عن قلق موسكو من وجود انقسام في العالم الإسلامي حول قطر، داعيا إلى تسوية الأزمة الحالية من خلال الحوار، وإلى التركيز على مكافحة الإرهاب في المنطقة.

واعتبرت المتحدثة باسم «الخارجية» الروسية ماريا زاخاروفا أن انقسام العالم العربي بشأن قطر يأتي في فترة حرجة للمنطقة، وأن الإرهابيين يستفيدون منه، مؤكدة أن «كل دولة ذات سيادة يحق لها أن تقيم سياستها الخارجية المستقلة»، إلا أن الظروف المعاصرة «تتطلب التوحد لا الانقسام».

وغداة الإعلان عن محادثات تشمل تركيا لتدبير إمدادات الغذاء والماء، كشفت قناة «برس. تي. في» الإيرانية، في تغريدة على حسابها بموقع تويتر، أمس، أن إيران أرسلت أول طائرة شحن محملة بمواد غذائية إلى قطر.

البحرين تدعو وسائل إعلامها إلى الالتزام بموقف المملكة من قطر
back to top