أدلى البريطانيون بأصواتهم، اليوم ، للاختيار بين الاستمرارية الممثلة بزعيمة المحافظين تيريزا ماي أو «الثورة» مع جيريمي كوربن، في انتخابات تشريعية مبكرة تجري وسط إجراءات أمنية مشددة، محورها خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وطغت عليها العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها البلاد.

وفرضت السلطات إجراءات أمنية بالغة المرونة في لندن ليتاح نشر قوات للشرطة بالسرعة القصوى، بعد خمسة أيام على اعتداء أسفر عن سقوط ثمانية قتلى في العاصمة البريطانية. ومن المفترض أن تعلن النتيجة النهائية اليوم. ودعي إلى هذا الاقتراع أكثر من 47 مليون بريطاني للمشاركة فيه، قبل ثلاث سنوات من انتهاء ولاية ماي، التي تأمل تعزيز أغلبيتها في مجلس العموم لتتمكن من التفاوض من موقع قوة بشأن «بريكست» مع الدول الـ27 الأخرى في الاتحاد الأوروبي.

Ad

وأشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم المحافظين، لكنها تكشف عن تقلص الفارق بينهم وبين العماليين بقيادة جيريمي كوربن بمقدار النصف على الأقل، بعدما كان أكثر من عشرين نقطة عند الإعلان عن الانتخابات المبكرة في أبريل الماضي. ويبلغ مجموع المقاعد 650 مقعداً. ويتجاوز رهان الانتخابات إلى حد كبير حدود البلاد بما أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يبدأ في أقرب وقت ممكن المفاوضات حول بريكست.

وتأمل تيريزا ماي، التي تولت رئاسة الحكومة خلفاً لديفيد كاميرون بعد الاستفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016، في تعزيز الأغلبية التي تتمتع بها وورثتها عن كاميرون في البرلمان بفارق 17 صوتاً لتتجنب أي تمرد في معسكرها عند التفاوض حول «بريكست» قاسٍ.

وفي حال فشلت في الحصول على أغلبية أكبر، فإن مغامرتها ستنتهي. ويبلغ مجموع المقاعد 650 مقعداً حيث يتطلب الفوز بالأغلبية بـ 326 مقعداً.

وطلبت من الناخبين طوال حملتها منحها تفويضاً واضحاً للتفاوض حول أفضل اتفاق ممكن للمملكة المتحدة.

أما خصمها جيريمي كوربن أحد أعمدة الجناح اليساري في حزب العمال ولم يشغل في الماضي أي منصب وزاري، فلا يشكك في واقع بريكست، لكنه يريد تبني موقف أكثر تصالحاً مع المفوضية الأوروبية والمحافظة على منفذ إلى السوق الأوروبية الواحدة.

ولم تتحدث ماي اليوم ، مع الصحافيين عندما وصلت مبتسمة مع زوجها فيليب للإدلاء بصوتها في قرية سونينج على نهر التايمز في دائرة ميدينهيد الانتخابية.

أما كوربن فقد وصل مبتسماً، ليدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية المبكرة، في مدرسة ابتدائية بشمال لندن.

وقال كوربن للصحافيين لدى خروجه من مركز الاقتراع في منطقة هولوواي في العاصمة «إنه يوم ديمقراطيتنا. لقد أدليت بصوتي، وإنني فخور بحملتنا الانتخابية».

ومع أن سبب التصويت هو بريكست، الذي يشكل إحدى القضايا الرئيسية للبريطانيين، فقد غاب الموضوع عن المناظرات. وباستثناء الجدل حول المسؤول الأفضل لقيادة المفاوضات حول بريكست، لم يقدم كوربن ولا ماي رؤية مستقبلية للمرحلة التالية.

وحدهم وسطيو الحزب الليبرالي الديمقراطي والقوميون الاسكتلنديون في الحزب الوطني الاسكتلندي وضعوا القضية في صلب الحملة.

لكن الليبراليين الديمقراطيين لا يشغلون سوى نحو عشرة مقاعد بينما الحزب الوطني الاسكتلندي هو حزب جهوي يبقى هدفه الرئيسي استقلال اسكتلندا.

على الصعيد الوطني، تناولت الحملة، التي سادها توتر وكانت قصيرة جداً وتخللتها اعتداءات، قضايا مثل الدفاع عن النظام الصحي الوطني الذي يعزز عادة موقع العماليين بقيادة كوربن.

وبدا كوربن مرتاحاً على الأرض بعدما أدهش حزبه، الذي حاول 80 في المئة من نوابه الإطاحة به، وهم على قناعة بأن الحزب لا يملك أي فرصة للفوز إذا بقي «جيز» على رأسه.