لما كانت الليلة الرابعة والستون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن «الملكة نور الهدى» لما سمعت كلام حسن البصري الصائغ عن زوجته، التي تركت بيته في بغداد، وقالت لأمه إذا كان حسن يريدني فليأت إليَّ في «جزائر واق»، حركت الملكة رأسها، ثم قالت له: لو كانت لا تريدك ما قالت لأمك هذا الكلام، ولا كانت أعلمتك بمكانها ولا طلبتك إلى بلادها. فقال لها حسن: يا سيدة الملوك والحاكمة على كل ملك وصعلوك، أخبرتك بما حدث، وما أخفيت منه أمراً، وأنا أستجير بالله وبك، فارحميني وساعديني على الاجتماع بزوجتي، وردي لهفتي. ثم بكى وأنَّ واشتكى.

أطرقت الملكة نور الهدى وقتاً طويلاً، ثم رفعت رأسها وقالت له: رحمتك ورثيتُ لك، وعزمتُ على أن أعرض عليك كل بنت في المدينة وفي بلاد جزيرتي فإن وجدتَ زوجتك سلمتُها إليك، وإن لم تجدها قتلتك وصلبتك على دار العجوز. فقال لها حسن: قبلت ذلك يا ملكة الزمان، ثم أنشد هذه الأبيات:

Ad

أقمتم غرامي في الهوى وقعدتم

وأسهرتم جفني القريح ونمتمُ

وعاهدتموني أنكم لن تماطلـــوا

فلما أخذتم بالقيادِ غدرتــــُـــمُ

عشقتكم طفلاً ولم أدر ما الهوى

فلا تقتلوني... إنني متظلـم

أما تتقون الله في قتل عاشـــــق

يبيت يراعي النجمَ والناس نوَّم

فبالله يا قومي إذا مت فاكتبـــوا

على لوح قبري: إن هذا مُتيــَّمُ

لعل فتى مثلي أضرَّ به الهوى

 إذا ما رأى قبري علىَّ يسلمُ

لما فَرغ من شعره، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم أمرت الملكة نور الهدى بإحضار كل بنتٍ في المدينة إلى القصر، وعهدت إلى العجوز شواهي في تنفيذ هذا الأمر، فلم تترك بنتاً في المدينة إلا أحضرتها، وصارت الملكة تدخل البنات على حسن مئة بعد مئة، حتى لم يبق في المدينة بنت إلاَّ عرضتها عليه، وكانت تسأله: هل زوجتك فيهن؟ فيقول: لا يا ملكة ما هي فيهن، فاشتد غضب الملكة عليه وقالت للعجوز: أخرجي كل من في القصر من بناتنا أيضاً لعرضهن عليه، ففعلت ذلك، لكنه لم ير زوجته فيهن، وقال للملكة: وحياة رأسك يا ملكة ما هي فيهن.

فغضبتْ وصرختْ على من حولها وقالت: خذوه واسحبوه على وجهه فوق الأرض لضرب عنقه، حتى لا يجرؤ أحد بعده على المجيء إلى بلادنا ويطأ أرضنا وجزائرنا، فسحبوه على وجهه، وطرحوا ذيله فوقه، وأغمضوا عينيه، ووقفوا بالسيوف على رأسه ينتظرون الإذن بقتله، وفي هذه اللحظة تقدمت شواهي إلى الملكة وقبلت الأرض بين يديها وأمسكت ذيلها ورفعته فوق رأسها، وقالت لها: بحق تربيتي لك لا تعجلي على هذا المسكين الغريب، فإنه ما خاطر بنفسه، وقاسى ما قاساه إلا طمعاً في رحمة الله عز وجل، وقد سَمَع بعدلك فدخل بلادك آملاً، فإذا أمرتِ بقتله فإن الأخبار تنتشر عنك مع المسافرين بأنك تبغضين الأغراب وتقتلينهم وهو على كل حال تحت أمرك ورهن بسيفك إن لم تظهر زوجته في بلادنا.

وفي أي وقت تطلبين حضوره، أتعهَّد برده إليك، والله ما أجرته إلا طمعاً في كرمك بسبب ما لي عليك من حق، وقد ضمنتُ له أنك توصيلنه إلى بغيته، لعلمي بعدلك وشفقتك، ولولا أني أعلم منك هذا ما كنت أدخلته بلدك، ولا سمحت لنفسي بأن أسمع الملكة ما يقوله من الأشعار والكلام المليح الفصيح الذي يشبه الدر المنظوم، ثم هو دخل بلادنا وأكل زادنا فوجب إكرامه علينا.

«منار السنا»

لما كانت الليلة الخامسة والستون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملكة نور الهدى لما سمعت كلام شواهي العجوز، قالت لها: ما دام لم يجد زوجته عندنا فلا بد من قتله، جزاء ما ظهر من كذبه. فقالت لها شواهي: يا ملكة الزمان، أنت تعرفين أن الفراق صعب، وهذا الشاب أضناه الفراق، فالعفو عنه من مكارم الأخلاق، وقد بقيت من النساء عندنا واحدة لم ير وجهها، ولعلها هي زوجته، أما هذه التي لم يرها فهي أنت يا مولاتي، فقالت الملكة: أنا ما رأيته قبل أن تحضريه، فكيف يكون زوجي؟ ومع هذا فلينظر إلى وجهي كي أبطل حجته، ثم كشفت وجهها، فلما رآه حسن صرخ صرخة عظيمة وخر مغشياً عليه، فلم تزل العجوز تلاطفه حتى أفاق من غشيته، وأنشد هذه الأبيات:

يا نسيماً هبَّ من أرض العراق

في زوايا أرض من قد قال: واقِ

بلِغ الأحباب عني أنني

مِت من طعم الهوى مُر المذاقِ

يا أهيل الحب منوا واعطفــــــوا

ذاب قلبي من تباريح الفـراقِ

لما فرغ من شعره عاد ينظر إلى الملكة، ثم صاح صيحة عظيمة كاد القصر منها أن يسقط على من فيه، ثم وقع مغشياً عليه، ولما أفاق، سألته العجوز عن حاله فقال: إن هذه الملكة أشبه الناس بزوجتي.

لما كانت الليلة السادسة والستون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الملكة لما سمعت كلام حسن، قالت لشواهي: هذا الغريب مجنون أو مختل. فقالت لها العجوز: إنه معذور، وقد قيل في المثل: مريض الهوى ما له دوا، وهو والمجنون سواء. ثم بكى حسن وأنشد هذين البيتين:

أرى آثارهم فأذوب شوقا

وأسكب في معاهدهم دموعي

وأسأل من بفرقتهم بلاني

يمن عليَّ منهم بالرجوع

ثم قال للملكة: ما أنت زوجتي، ولكنك والله أشبه الناس بها. فضحكت حتى استلقت على قفاها ومالت على جنبها، ثم قالت له: دع عنك الجنون والحيرة والذهول، واشرح معنى ما تقول، فقال لها حسن: يا سيدة الملوك، وملجأ كل غني وصعلوك، إني حين نظرتك جننت، لأنك أشبه الناس بزوجتي.

سألته: أي شيء في زوجتك يشبهني؟ فقال: جميع ما فيك من مظاهر الجمال والجلال، ومعاني الظرف والدلال، فهي تشبهك في قوامك، وعذوبة كلامك، وحلاوة ابتسامك. التفتت الملكة إلى شواهي أم الدواهي وقالت لها: ارجعيه إلى موضعه الذي كان فيه عندك، واخدميه بنفسك حتى أفحص أمره، فإن كان صاحب مروءة يحفظ الصحبة والود، وجب علينا مساعدته في قضاء حاجته، خصوصاً وقد نزل أرضنا وأكل من طعامنا، وبعد ما تحمله من مشتقات الأسفار، ومكابدة أهوال الأخطار، ومتى أوصلته إلى بيتك فاوصي عليه أتباعك وارجعي إليَّ بسرعة، وإن شاء الله تعالى لا يكون إلَّا خيراً.

فرحت العجوز بخلاص حسن من القتل، ثم مضت به إلى منزلها فأمرت جواريها وخدمها وحشمها بخدمته، وأن يحضروا له ما يحتاج إليه، ولا يقصروا في حقه. ثم عادت إلى الملكة بسرعة، فلما وقفت بين يديها أمرتها الملكة بأن تعد ألف فارس من الشجعان، وتزودهم بالسلاح، ثم تسير بهم إلى مدينة الملك الأكبر والدها وتنزل عند ابنته «منار السنا»، أختها، وتقول لها: البسي ولديك الدرعيْن اللتيْن عملتهما لهما، وأرسليهما إلى خالتهما، فإنها مشتاقة إليهما.

ثم قالت للعجوز: أوصيك يا أمي بكتمان أمر حسن عن أختي، وأبلغيها أنني مشتاقة إلى رؤيتها أيضاً، ولكن لها أن تحضر على مهلها. أما ولداها فأحضريهما معك بسرعة، وواصلي سفرك ليلاً ونهاراً، واحذري أن يطلع على هذا الأمر أحد.

زيارة

لما كانت الليلة السابعة والستون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الملكة نور الهدى وعدت العجوز شواهي بأن تساعد حسناً في أخذ زوجته وولديه إلى بلاده، إذا ظهر أن أختها «منار السنا» هي زوجته، وأن ولديها ولداه، ثم قالت لها: إِنْ صدقت توقعاتي تكون أختي منار السنا هي زوجته، فإن الأوصاف التي ذكرها كافة لا توجد في غيرها. قبلت العجوز يدها، وتوجَّهت إلى حسن فأعلمته بما قالته الملكة، فطار عقله من الفرح، وقام إلى العجوز وقبل رأسها، فقالت له: يا ولدي لا تقبِّل رأسي، بل قبلني في فمي واجعل هذه القبلة حلاوة السلامة، ولا تستكره تقبيل فمي، فلولا كلامي مع الملكة ما نجوت بحياتك، ولا كان لك أمل في اجتماعك بزوجتك وولديك، فكن منشرحَ الصدر قرير العين مطمئن النفس. قبل حسن فمها، ثم ودعته وانصرفت مع عساكرها، قاصدة مدينة الملك الأكبر، فلما خلا إلى نفسه، بكى وأنشد يقول:

لي في محبتكم شهود أربع

وشهود كل قضية اثنان

خفقان قلبي واضطراب جوارحي

ونحول جسمي وانعقاد لســــاني

ولم تزل العجوز سائرة ومعها ألف فارس، حاملين السلاح حتى وصلت إلى تلك الجزيرة التي فيها «منار السنا» أخت الملكة، وكانت بين مدينة نور الهدى وبين مدينة أختها ثلاثة أيام، فلما دخلت شواهي على منار السنا، سلمت عليها وأبلغتها سلام أختها نور الهدى، ثم أخبرتها باشتياقها إليها وإلى ولديها وقالت لها: سيدتي تعتب عليك لعدم زيارتك إياها. فقالت لها الملكة منار السنا: الحق مع أختي، وأنا مُقصرة في حقها وسأزورها الآن، ثم أمرت بإخراج خيامها إلى خارج المدينة، وأخذت تعد للبحث عما يصلح لها من الهدايا والتحف.

واتفق أن كان أبوها ينظر من شرفة قصره، فلما رأى الخيام منصوبة، سأل عن سبب ذلك، فقالوا له: الملكة منار السنا أخرجت خيامها إلى الطريق لأنها تريد زيارة أختها نور الهدى. لما سمع ذلك انشرح خاطره وأخرج لها من خزائنه كثيراً من الأموال والتحف والجواهر، مما يعجز عنه الوصف. وكانت ابنته منار السنا أصغر بناته السبع، وهي من أم أخرى غير أم أخواتها الست، وأكبرهن نور الهدى، والثانية نجم الصباح، والثالثة شمس الضحى، والرابعة شجرة الدر، والخامسة قوت القلوب، والسادسة شرف البنات.

وبعد ذلك، دخلت العجوز على منار السنا، وقبَّلت الأرض بين يديها، فقالت لها منار السنا: هل لك حاجة يا أمي؟ فقالت لها: الملكة نور الهدى أختك تريد أن تلبسي ولديك الدرعين اللتين فصلتهما لهما، وأن ترسليهما معي لأسبق بهما وأكون المبشرة بقدومك عليها. لما سمعت منار السنا كلام العجوز، أطرقت وتغيَّر لونها، ثم رفعت رأسها وقالت لها: يا أمي ارتجف فؤادي وتملكني القلق، لأن ولدي منذ ولادتهما لم ينظر إلى وجهيهما أحد من الجن أو البشر، لا أنثى ولا ذكر، وأنا أغار عليهما من النسيم إذا سرى. فقالت لها العجوز: أي شيء هذا الكلام يا سيدتي، أتخافين عليهما من أختك؟

حسن يلتقي ولديه

لما كانت الليلة الثامنة والستون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد أن الملكة منار السنا، لما علمت من العجوز شواهي أن اختها الملكة نور الهدى تريد رؤية ولديها، تملكها القلق وساورتها الوساوس، فأخذت تحاول إقناع العجوز بصرف النظر عن ذلك الأمر. ولكن العجوز قالت لها: لا يمكن مخالفة الملكة نور الهدى في هذا الأمر، ولا شك في أنك معذورة في الحرص على ولديك لأنهما صغيران، ولأن أحداً لم يرهما، فضلاً عن محبتك الشديدة لهما، والمحب مولع بسوء الظن. ولكنك يا ابنتي تعلمين مقدار حبي لك، وقد ربيتك أنت وأخواتك أحسن تربية، فكيف لا يطمئن قلبك إذا أخذت ولديك معي إلى أختك. سأحفظهما في عيني وقلبي، ولا أحتاج إلى من يوصيني بالحفاظ عليهما، كذلك أختك الملكة نور الهدى فهي خالتهما والخالة أم كما تعرفين، وستتحققين من صدق قولي عند حضورك بعدي بيوم أو يومين، إذ ترين ولديك هناك في أحسن حال.

لما سمعت الملكة منار السنا كلام مربيتها العجوز، لم تجد بدا إزاء إلحاحها من إجابة طلبها، فسمحت بإرسال ولديها معها إلى أختها، وأسلمتهما إليها بعدما أدخلتهما الحمام وألبستهما الدرعين، ولم تزل العجوز شواهي سائرة بهما مع عساكرها ليلاً ونهاراً، إلى أن وصلت إلى مدينة الملكة نور الهدى، وتوجهت بهما إلى قصرها مباشرة. لما رأتهما أعجبت بجمالهما وظرفهما، وقبلتهما بحنان، ثم أجلست أحدهما على فخذها الأيمن، وأجلست الآخر على فخذها الأيسر، وقالت للعجوز: اذهبي الآن إلى حسن وأحضريه إلى هنا، واعلمي أني أعطيته الأمان، وأجرته من حسامي، ما دام تحصن في داري، ونزل في جواري، وكفاه ما قاسي من شدائد وأهوال، فقبلت العجوز يديها وشكرتها.

قالت العجوز شواهي للملكة نور الهدى: يا ملكة الزمان، ماذا يكون مصير ذلك المسكين إذا تبيَّن ألا صلة له بالملكة منار السنا وولديها؟ هل تصفحين عنه وتسمحين برده إلى بلاده؟ لما سمعت الملكة نور الهدى كلامها، غضبت غضباً شديداً، وقالت لها: ويلك يا عجوز النحس، إلى متى هذه المخادعة في شأن هذا الغريب؟ كيف أصفح عنه إذا ظهر كذبه، بعدما دخل بلادنا وأطلع على أحوالنا وأسرارنا؟ ألا تعلمين أنه بعد ذلك لا يحجم عن الخوض في حقنا ويجعلنا مضغة في أفواه الناس؟ مفاخراً بأنه أول إنسي تمكن من دخول «جزائر واق»، واجتياز أرض الوحوش والطيور والجان؟ كلا! إنَّ هذا لن يكون أبداً، وأقسم بخالق السماء وبانيها، وباسط الأرض وداحيها، وخالق الخلق ومُحصيها، إن لم يثبت أنه زوج أختي الملكة منار السنا، ووالد هذين الغلامين، لأضربن عنقه بيدي، وأجعله عبرة لمن أراد الاعتبار.

بعد ذلك، أمرت الملكة نور الهدى بأن يذهب مع العجوز شواهي 20 حاجباً ومملوكاً لإحضار حسن، فخرجت العجوز معهم وقد أصفر وجهها وارتعدت فرائصها، وكان حسن في تلك الساعة جالساً في منزلها، فلما رآها قادمة، نهض لاستقبالها وقبل يديها، فقالت له: نصحتك بالرجوع إلى بلادك فلم تسمع النصيحة، والآن أرسلت الملكة في طلبك، واعتزمت أن تقتلك بيدها إن لم يثبت صدق دعواك، ولا ذنب لي معك، فأنت الذي اخترت لنفسك هذا المصير.

لما سمع حسن كلام العجوز، ورأى ما هي عليه من الخوف والاضطراب، يئس من الحياة، وسار معها إلى قصر الملكة، والمماليك من خلفهما، وكان لسانه طول الطريق لا يفتر عن ذكر الله، ويتمتم قائلاً: يا سلام سلم، اللهم الطف بي في ما قدرته عليَّ من بلاء، واسترني يا ستار إنك ارحم الراحمين. ولم يزل سائراً على هذه الحالة وهو حزين القلب مكسور الخاطر، إلى أن دخل على الملكة نور الهدى، فما كانت عيناه تقعان على الصبيين الجالسين في حجرها حتى صرخ صرخة عظيمة، ووقع مغشياً عليه.

فلما كانت الليلة السبعون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد أن الولدين لما سمعاً صرخة حسن، وشاهداه وهو يقع مغشياً عليه، قفزا من حِجر خالتهما الملكة نور الهدى، وسارعاً إليه باكيين، ثم ارتميا عليه وأخذا يقبلان وجهه ويديه، وكل منهما يصيح: أين كنت يا أبي؟ ماذا جرى لك؟ بالله افتح عينيك وكلمنا. فبكى الحاضرون والحاضرات حتى الملكة نور الهدى، رحمة بالغلامين وشفقة عليهما، وما زالوا يرشون وجه حسن بالماء وينعشونه بالمنعشات المختلفة إلى أن أفاق من غشيته، وما فتح عينيه ورأى ولديه إلى جانبه حتى نهض فاحتضنهما، وأخذ يقبلهما وهو يبكي من شدة فرحه باجتماع شمله بهما بعد طول الفراق. لما رأت الملكة نور الهدى ذلك، وتحققت أنه زوج أختها ووالد الغلامين، تملكها غضب شديد، ما عليه من مزيد، ثم صرخت في وجهه صرخة عظيمة.

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى حلقة الغد