عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، لقاء مع وزير خارجيته ريكس تيلرسون وبحث معه التطورات الأخيرة في منطقة الخليج، وعرض إمكان قيام واشنطن بجهود للوساطة، لكنه شدد على أنه يفضل أن تتوصل دول مجلس التعاون الخليجي إلى تسوية فيما بينها لتلك التطورات، حسب ما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت. وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤول قطري أمس الأول أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لن يقبل دعوة ترامب لحضور محادثات في واشنطن للوساطة في الخلاف الخليجي، مضيفا أن "الأمير ليست لديه خطط لمغادرة قطر والبلاد تحت حصار".
برلين والدوحة
وفي مؤتمر صحافي عقد مشترك بين وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابريل، ونظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن في فولفنبوتل، أكد الوزير الألماني أن "قطر شريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى أنه "يجب التوصل إلى حل ورفع الحصار الجوي والبحري عن قطر".وقال غابريل إن "قطر جزء مهم من التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، ولا نريد إضعاف هذا التحالف، وأنه يجب التركيز على داعش بعد الانتهاء من الأزمة مع قطر".من جهته، قال الوزير القطري إن هناك تحشيدا لضم دول أخرى ضد قطر، مشيرا إلى "وجود تصعيد متتال من الدول التي اتخذت الإجراءات ضد قطر"، وأضاف أنه "من باب أولى حل المشاكل الدبلوماسية والحوار بدلا من التصعيد"، محذرا من أن "الإجراءات سيكون لها عواقب سلبية على المنطقة، وستؤثر بالسلب على النسيج الاجتماعي في منطقة الخليج".ووصف "الحصار على قطر بأنه انتهاك للقانون الدولي، وقال إن هناك محاولة لتعبئة الرأي العام الدولي ضد قطر".وأشار الى أن "الإجراءات التي اتخذت لم تتخذ ضد دول معادية"، وأن "قوائم الإرهاب التي تم إعلانها تضم مؤسسات خيرية لها صفات استشارية لدى الأمم المتحدة"، وأن "القائمة تحتوي على أسماء ليس لها علاقة بقطر وليست موجودة بها". وفي بيان منفصل، قالت وزراة الخارجية الألمانية، أنه "من المهم ألا تفعل إيران شيئاً من شأنه تصعيد الوضع في الخليج".الجبير
وأجرى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الأول، محادثات في مسقط مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي، الذي زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، كما زار الكويت، حيث التقى سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.قرقاش
من ناحيته، وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على "تويتر" تصريحات لوزير الخارجية القطري قال فيها إن بلاده لن تغير سياستها الخارجية، ودافع عن نية تركيا إرسال قوات عسكرية الى الدوحة، بـ "التصعيد الكبير"، معتبرا أن "طلب الحماية السياسية من دولتين غير عربيتين والحماية العسكرية من إحداها لعله فصل جديد مأساوي هزلي".وتمنى قرقاش "أن تتغلب الحكمة لا التصعيد، وأن يراجع الشقيق حساباته لمصلحة موقعه الطبيعي في محيطه، الهروب إلى الأمام والحماية الخارجية لا يمثلان الحل".لافروف
الى ذلك، وعشية زيارة وزير خارجية قطر الى روسيا، قال نظيره الروسي سيرغي لافروف إن موسكو وطهران تدعوان إلى تسوية الوضع حول قطر عن طريق الحوار، وذلك عقب اجتماعه مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، على هامش قمة "شنغهاي للتعاون" المنعقدة في أستانة عاصمة كازاخستان، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية، وأضاف لافروف: "تحدثنا حول إمكان تأثير القصة المحيطة بقطر على عمليات وجهود التسوية في سورية".عقوبات
وأصدرت السعودية ومصر والإمارات والبحرين في وقت متأخر من مساء أمس الأول، بيانا مشتركا أعلنت فيه وضع 59 شخصا و12 كيانا قالت إنهم مرتبطون بقطر على قوائم الإرهاب.وجاء في نص البيان: "تعلن كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، أنها في ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه، ونتيجة لاستمرار انتهاك السلطات في الدوحة للالتزامات والاتفاقات الموقعة منها، المتضمنة التعهد بعدم دعم أو إيواء عناصر أو منظمات تهدد أمن الدول، وتجاهلها الاتصالات المتكررة التي دعتها إلى الوفاء بما وقعت عليه في اتفاق الرياض عام 2013 وآليته التنفيذية والاتفاق التكميلي عام 2014 مما عرض الأمن الوطني لهذه الدول الأربع للاستهداف بالتخريب ونشر الفوضى من قبل أفراد وتنظيمات إرهابية مقرها في قطر أو مدعومة من قبلها.فقد اتفقت الدول الأربع على تصنيف 59 فردا و12 كيانا في قوائم الإرهاب المحظورة لديها التي سيتم تحديثها تباعا والإعلان عنها".وتابع البيان: "هذه القائمة مرتبطة بقطر وتخدم أجندات مشبوهة في مؤشر على ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى".وأضاف: "تجدد الدول الأربع التزامها بدورها في تعزيز الجهود كافة لمكافحة الإرهاب، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتؤكد أنها لن تتهاون في ملاحقة الأفراد والجماعات، وستدعم السبل كافة في هذا الإطار على الصعيدين الإقليمي والدولي، وستواصل مكافحة الأنشطة الإرهابية واستهداف تمويل الإرهاب أيا كان مصدره، كما ستستمر في العمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل فعال للحد من أنشطة المنظمات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي لا ينبغي السكوت من أي دولة عن أنشطتها". وختم البيان: "تؤكد الدول المعلنة لهذا البيان شكرها للدول الداعمة لها في إجراءاتها في مكافحة الإرهاب والتطرف والعنف، وتعتمد عليها في مواصلة الجهود والتعاون للقضاء على هذه الظاهرة التي طالت العالم وأضرت بالإنسانية".ومن بين الأفراد الذين صنفهم البيان ضمن قوائم الإرهاب قطريون وليبيون وأردنيون ويمنيون ومصريون وإماراتيون وكويتيون، أبرزهم الداعية يوسف قرضاوي، والليبي عبدالحكيم بلحاج والمصريان وجدي غنيم وأحمد البلتاجي وطارق الزمر، والقطري عبدالله بن خالد آل ثاني، والكويتيان حجاج العجمي وحامد العلي. أما أبرز الكيانات فهي مركز قطر للعمل التطوعي شركة "دوحة أبل"، ومؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية.ونددت قطر أمس بلائحة الإرهاب، وقالت الحكومة القطرية، في بيان، إن اللائحة "تؤكد مجددا اتهامات لا أساس لها".إردوغان يوافق
في سياق متصل، وافق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على تشريع لإرسال قوات تركية إلى قطر، فيما يمثل تعبيرا عن الدعم للدوحة. وأقر البرلمان التركي مشروع القانون يوم الأربعاء، وأعلن مكتب إردوغان تصديقه عليه في وقت متأخر من يوم الخميس ونشر في الجريدة الرسمية أمس، لتكتمل بذلك العملية التشريعية.كما صدق إردوغان على اتفاق آخر بين تركيا وقطر يتعلق بالتعاون في مجال التدريب العسكري في وقت متأخر من مساء أمس الأول. وصيغت مسودتا التشريعين قبل بدء النزاع. كما تعهدت تركيا بتوفير إمدادات الغذاء والمياه لقطر.القرضاوي خارج «مجمع الفقه»
أنهت "رابطة العالم الإسلامي" عضوية الداعية المصري الشيخ يوسف القرضاوي، أحد أبرز رجال الدين المقربين من جماعة الإخوان المسلمين والمقيم في قطر، في "مجمع الفقه الإسلامي" في جدة، وذلك على خلفية إدراجه في قائمة "إرهاب" سعودية عربية.وقالت الرابطة في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية انها تؤيد القائمة التي أصدرتها المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات والبحرين، وهي دول قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.وأضافت انها اتخذت بناء على ذلك "قرارا بإنهاء عضوية القرضاوي في "المجمع الفقهي الإسلامي" التابع لها، معتبرة أن القائمة تؤكد التزام السعودية "وشقيقاتها بمحاربة الإرهاب ومحاصرة مصادر تمويله ودعمه".ورابطة العالم الإسلامي منظمة عالمية مقرها مدينة مكة المكرمة، وتقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه. أما مجمع الفقه فيضم فقهاء وعلماء ومفكرين من أنحاء العالم الإسلامي لدراسة "مشكلات الحياة المعاصرة" والاجتهاد فيها، بحسب موقع المجمع.