من أول مايو كان من الصعب على «أمانة الطليعة» أن تجتمع. كنا جميعاً نباشر أعمالاً سياسية أو تنفيذية، ومنساقين وراء تدافع الحوادث المتسارعة، ولكن لما ضاقت الحلقات، وكثرت التطورات، كان لا بد من جمع «قيادة طليعة الاشتراكيين» لننظر في خطواتنا المقبلة.فرضنا على الاجتماع قيوداً من السرية، لأننا شعرنا في الفترة الأخيرة بوجود متابعة لبعض تحركاتنا بوساطة أفراد موالين لأنور السادات، لذلك اتفقنا على أن يستقل كل اثنين أو ثلاثة سيارة واحدة، ومن دون السائقين، كي لا نلفت الأنظار إلى وجود اجتماع كبير في مكتب شعراوي.
ضمّ الاجتماع المهم إلى جانبي بصفتي «أمين الطليعة»، كلاً من حلمي السعيد، عضو الأمانة ومسؤول جنوب القاهرة، وسعد زايد، عضو الأمانة مسؤول الشمال، ومحمد فائق عضو الأمانة مسؤول غرب القاهرة، وسامي شرف، عضو الأمانة ومسؤول الشرق، ومساعده أحمد شهيب. ومن أعضاء الأمانة الآخرين، حضر كل من محمود أمين العالم، ومحمد عروق المسؤولين عن التثقيف، بالإضافة إلى آخرين.كان الهدف من اجتماع أمانة تنظيم «طليعة الاشتراكيين» مناقشة تطورات الموقف الداخلي، وما حدث في الاحتفال بعيد العمال في أول مايو، كذلك إقالة علي صبري، وما يثار داخل لجان الاتحاد الاشتراكي حول الموقف ضد تصرفات أنور السادات. كانت النقطة الثانية على جدول أعمال الاجتماع مناقشة الموقف السياسي الخارجي، خصوصاً زيارة روجرز، وما تخللته من وقائع وأسرار. والنقطة الثالثة أن أشرح لهم ما تم بيني وبين السادات يوم 2 مايو كي يتعرفوا إلى الخط الذي يسير فيه الرئيس. والنقطة الرابعة أن نتدارس معاً الموقف من الاجتماع المقبل بيني وبين أنور السادات والمحدد له صباح يوم 13 مايو، وكان الهدف منه التوقيع على التعليمات النهائية الخاصة بالمعركة، وإن كنتُ أتوقع أن يثير السادات معي نقاطاً أخرى في الوضع الداخلي تبعدنا عن موضوع المعركة.
اجتماع عاصف
بدأ الاجتماع وشرحت الخطوات كما ذكرتها سابقاً، وأطلعتهم على الأهداف التي يسعى أنور السادات إلى تحقيقها من هذه المناورات والإجراءات من أول مايو، وشرحت لهم تفاصيل ما جرى في إقالة علي صبري، وتحدثنا حول الصورة التي عليها الاتحاد الاشتراكي في هذه اللحظة، وثورات الأعضاء ضد تصرفات أنور السادات وتحركاته الأخيرة.شرحت لهم بعد ذلك ما تخللته زيارة روجرز، وأكدت أن موقف أميركا عموماً، كذلك في التحركات الأخيرة لوزير خارجيتها في المنطقة، لا هدف له غير تمييع القضية. وأذكر أن مناقشاتنا في هذه النقاط انتهت إلى استنتاج قوي واتفقنا جميعاً على أن السادات لا يريد المعركة، بل ضرب المؤسسات، وأنه خرج عن خط عبدالناصر، وتراجع عن النقاط التي اُتفق عليها أثناء ترشيحه.كنتُ قررت تأجيل الحديث حول الحوار الذي دار بين أنور السادات وجوزيف سيسكو إلى آخر لحظة، كي ننتهي من المناقشات الأولية، وحين عرضت تفاصيل ما جرى بينهما، وذكرت ما دار في هذا الحوار، خصوصاً ما قاله السادات لسيسكو من أنه يصلي كي يأتي ديان رئيساً للوزارة في إسرائيل، وأنه ينوي إجراء تغييرات داخلية قريبة، ووعده بأنه سيتخلص من وزيري الخارجية والحربية لأنهما يضغطان عليه كي يحارب، وأنه يوشك على أن يجري عملية تصفية وتغييرات عميقة.عندها ثارت ثائرة الحاضرين في الاجتماع، وغضبوا جميعاً، وقالوا: لم يعد الأمر يتوقف عند حدود أنه لا يريد المعركة، وأنه يسعى بشتى الطرق إلى تأجيلها، من دون مبرر. ولكنه بهذا الكلام الذي قاله لسيسكو يدخل نفسه في «خانة الخيانة». ووسط ثورة الحاضرين من هول ما سمعوه للتو، أشار البعض إلى «ضرورة تدخل القوات المسلحة». ولكن رُفض هذا الكلام، واتفقنا على ضرورة أن نضع خطة لمواجهة سياسية مع السادات، وأن نتصدى لخطه وسياسته بالجماهير.كان قرارنا أن نتصدى لأنور السادات وهدفنا فضح خطه الجديد أمام الجماهير، ووقع اختيارنا على لجنة مكونة من: محمود أمين العالم، وعبد الهادي ناصف، ومحمود عروق، ويوسف غزولي، وعادل الأشوح، مهمتها اختيار الأفراد القادرين على حمل هذه الرسالة والتوجه بها إلى الجماهير والتصدي للرئيس.في الوقت نفسه، تفرز الأعضاء المترددين الذين بدأوا في سياسة إمساك العصا من المنتصف، أو أولئك الذين أعلنوا انحيازهم إلى أنور السادات. انتهى الاجتماع الأول في 12 مايو، على هذه القرارات التي تصورناها كافية.ولكن تطوّر الحوادث بعده أثبت أننا للأسف الشديد كنا بدأنا متأخرين جداً، وأعترف الآن أننا لو انطلقنا بالعمل بهذه الطريقة، وأطلعنا الجماهير، وقواعد الاتحاد الاشتراكي في القلب منهم مبكراً على ما يجري خلف الأبواب، لكان من الممكن تحقيق نتائج مغايرة لما جرى لاحقاً. وللحق، كان أنور السادات سبقنا بخطوات كثيرة لتحقيق مخططاته.كانت لي مجموعة تنظيم طبيعي تتعامل معي مباشرة، من بينهم أساتذة جامعة وبعض المثقفين، والأخوة اليساريين، ومجموعة أخرى منتخبة، ودعوتهم إلى الاجتماع في مساء اليوم نفسه، الأربعاء 12 مايو، واجتمعنا إلى ما بعد منتصف الليل، وناقشنا النقاط نفسها التي جرت مناقشتها في الاجتماع الصباحي، ووضعتهم في صورة ما يجري، وجلسنا نفكر في تقدير الموقف، وكان السؤال الذي يلحّ على الاجتماع يتعلّق بالخطوات التي سيتخذها أنور السادات، والخطوات التي يجب أن نتخذها من جانبنا.قبل أن ينتهي الاجتماع بقليل، نحو الساعة الواحدة صباحاً، رن جرس الهاتف، وكان على الطرف الآخر الفريق محمد أحمد صادق رئيس الأركان الذي أبلغني أن الرئيس السادات كان في جولة مرور على بعض وحدات القوات المسلحة، فقلت له: أنا عارف. وسألته: ما الموضوعات المهمة التي أثيرت في الجولة؟ أجاب: هو تكلم في موضوعات عامة، ولم يتطرق إلى المعركة. شعرت بحزن عميق، وانتهى اجتماعنا عند الثانية صباحاً.إقالة شعراوي جمعة
كان السادات سبقنا، فكان قراره بإقالتي في 13 مايو 1971، ثم كانت الاستقالات، وكل ما تلاها معروف. لم يمثّل قرار إقالتي أية درجة من درجات المفاجأة بالنسبة إلي. كانت المعلومات تتوارد بعد إقالة علي صبري بأن الدور في الإقالة على شعراوي. كان ثمة تنظيم طليعي في الشرطة بعيد عن الأجهزة وعن المباحث، كان بعض عناصره على صلة بأفراد متصلين بأنور السادات، لذا كانت تصلني المعلومات، وما يتردد بين الموالين للرئيس من أن الإقالة المقبلة ستطاولني، لأنه سيأخذ إجراءات بحل الاتحاد الاشتراكي وخلافه.جاءني تقرير موقع من كاتبه يوم 12 مايو من الزيتون، وفيه أن طلعت شقيق أنور السادات يجتمع بالبعض في الزيتون، ويقول إن السادات سيخلع شعراوي جمعة بالقريب العاجل، وجاءني تقرير من غير هذا الطريق يؤكد هذا الكلام أيضاً، والجميع كانوا يشعرون بهذا الاتجاه. والحقيقة في هذا الخصوص مركبة بعض الشيء. صحيح أني كنت أتوقع الإطاحة بي من جهة، وصحيح أنني كنت أستبعد هذا التوقع من جهة أخرى، ولم يحدث مني ما فعله علي صبري، الذي فتح معركة كبيرة جداً على السادات في الاتحاد الاشتراكي.كنت أعرف أن البلد يمرّ ببلبلة كبيرة جداً، واستبعدت في بعض الأوقات أن يسير الرئيس في خطوات في إقالتي، وتصورت أنه سيواجه حينها زوبعة أكبر، كذلك كنت أحاول باستمرار أن أدفع أنور السادات إلى الخروج من ساحة الصراعات الداخلية، والدخول إلى ساحة المعركة مع العدو. ولكن نحن كنا نفكر بطريقة وهو يفكر بطريقة أخرى تماماً. نحن نحاول أن ندخله في طريق المعركة، وهو يخطط لطريق بعيد جداً عنها، لذلك لم أستطع توقع ما يقوم به، لأن الاختلاف بيننا كان كبيراً جداً.حتى يوم إقالتي ذهبت إلى الوزارة صباحاً كالمعتاد، وأجريت ثلاث مقابلات، كانت الأولى مع كل من حامد محمود وفؤاد مرسي وكلاهما قالا لي: ثمة معلومات أكيدة أن الرجل سيتخلص منك قريباً. ولكن لم يحددا التاريخ. اطلعت على «البوسطة»، ووجدت فيها كشفاً بالإفراج عن 150 معتقلاً، فيبقى في المعتقلات مئة فرد من «الإخوان المسلمين»، ولم تكن لي علاقة بـ150 معتقلاً، إذ قبضت عليهم المخابرات الحربية في سيناء في عمليات أمنية، ما يعني أن المعتقلات التي يقول السادات إنه صفاها، كانت في الحقيقة صفيت في عهد عبدالناصر وفي عهدنا. وإذا كنت وقعت القرار فلن يتبقى في السجون غير مئة واحد، ولكنني لم أوقعه فبقي نحو 250 معتقلا.تهنئة سالم
ثم وصلتني معلومات أن ممدوح سالم وصل إلى رئاسة الجمهورية، وبعد فترة قالوا إن رئيس الحكومة د. فوزي حضر بالرئاسة، وبعد ذلك طلبوا سامي شرف فذهب حيث من المفروض أثناء حلف اليمين يحضر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ويحضر وزير شؤون رئاسة الجمهورية، ووصل سامي ووضع في غرفة، وحلف ممدوح سالم اليمين وزيراً للداخلية خلفاً لي، ودخل بعد ذلك سامي شرف فقال له أنور السادات: أنا قبلت استقالة شعراوي. اذهب وبلغه بها.حين تأكدت من وجود ممدوح سالم وفوزي في الرئاسة، طلبت مدير مكتبي وقلت له: سأترك الوزارة ونازل لأن ممدوح سالم سيأتي وزيراً للداخلية. وفي تلك الأثناء دخل مكتبي سعد زايد، فاصطحبته إلى القيادة العامة لزيارة الفريق فوزي كي أعطيه تقريراً سريعاً حول الموقف. حين وصلت القيادة العامة تذكرت أن ثمة أوراقاً مهمة وخاصة ببعض الأفراد وموجودة عند اللواء حسن طلعت، مدير المباحث العامة.اتصلت من مكتب فوزي باللواء حسن طلعت وهو في الحقيقة أحد الضباط الذين سعدت بالعمل معهم، فقلت له: «يا حسن الراجل هيشيلني وممدوح سالم حضر وحلف اليمين». يعني أعطيته الحقيقة واضحة قبل أن أطلب منه أي طلب، وقلت له: «الأوراق الخاصة بفلان وفلان أرجو أن تحرقها»، وقال لي: حاضر وفعلاً أحرق كل الأوراق.بعد ذلك، جاء الفريق محمد صادق وجلسنا وكان الفريق فوزي في اجتماع مع بعض الضباط الكبار، فشعرت بأن الموقف سيصبح حرجاً جداً، ضباط في اجتماع وأنا موجود وسعد زايد موجود، وفي حالة ثورة عارمة، ومحمد صادق جالس، فأنا قدرت أن الأفضل أن نذهب إلى البيت عندي، وقلت للفريق فوزي: حين يصل سامي شرف سأضعك في صورة ما حدث. وقبل أن أتحرك من مكتب فوزي علمت بوصول ممدوح سالم إلى الوزارة، فطلبته بالهاتف وقلت له: مبروك. فقال لي: أنا في غاية الأسف ولم أكن أتمنى هذا اليوم. وشكرته ورجوت له التوفيق وأغلقت الهاتف.انصرفت أنا وسعد زايد إلى البيت، ونزل معي الفريق فوزي والفريق صادق وودعونا حتى الباب، وكان صادق في غاية الأسف، وظل في وداعنا حتى الباب الخارجي لمبنى القيادة، وكان يبدو عليه الحزن، على عكس حقيقة موقفه الذي ظهر بعد ذلك.استقالات مايو
يقول البعض إن ما شهده 13 مايو كان مجموعة من السلبيات الكثيرة، وأنا أقول إنه تضمّن إيجابيات عدة. مجموعة فقيرة، موجودة في السلطة تستقيل! من ناحيتي، أعتبر استقالتها في جوهرها عملاً إيجابياً كبيراً. وأن يقول وزير له مميزات الوزارة وجاهها ووجاهتها ويتقاضى مرتباً كبيراً ويتمتع بالسلطة: لا أريد هذا كله، لأني لا أريد أن أشارك في الخط الذي يسير فيه أنور السادات! هذا في نظري أمر إيجابي جداً.والنقطة الإيجابية أيضاً في هذا اليوم كانت إذاعة الاستقالات من دون أمر أو تعليمات رئيس الجمهورية. في الحقيقة، حين يستعيد المرء هذا التاريخ يرى أن هذا اليوم كان عظيماً رغم نقد بعض الناس لنا، وحديث البعض عن أننا تركنا البلد.أخطرت الإذاعة بإعلان خبر قبول استقالتي من وزارة الداخلية، في نشرة الساعة الخامسة، بعدها جاء إلى بيتي سامي شرف وقال لي: الريس قبل استقالتك، ولم يعملها في صورة إقالة أو إعفاء، وقال لي: «قل لشعراوي إنني قبلت استقالته، لأنه كان متهاوناً في الفترات دي كلها ونحن أمسكنا شريطاً لشعراوي من ضمن المتآمرين وأنه كان يدير اللجنة المركزية ضدي». سامي شرف قال له: لا مش ممكن شعراوي يعمل كده. فردّ: قررت أن نفترق كصديقين، وكل واحد منا يذهب إلى مكانه، وسأقوم بتحقيق في هذا الكلام. وكتب السادات بياناً وأذيع، ولكنه لم يكرر. كان يريد أن يصوِّر أن خروجي من وزارة الداخلية جاء بسبب الإرهاب والضغط الذي تمارسه وزارة الداخلية في عهدي على الجماهير، وأراد بهذا الهجوم الشديد على شخصي أن يقطع صلتي الطيبة بوزارة الداخلية ويخيف أعضاء تنظيم طليعة الاشتراكيين الذين على علاقة طيبة بي فأراد أن يخرجني في صورة سيئة.المهم جاء سامي شرف وأبلغني هذا الكلام، وقال لي: أنا تعبان. واتصل بأنور السادات وقال له: أنا تعب ولن أستطيع العمل. فردّ: «هدي نفسك وخذ إجازة». وهو كان مرهقاً فعلاً، وهاتفني محمد فايق وقال: الرجل يستعجل إذاعة استقالتك، هي إيه حكاية الاستقالة؟ أجبته: يا محمد لازم تذيع الاستقالة.وظلّ السادات وفوزي عبد الحافظ يتصلان بالإذاعة للسؤال عن سبب تأخر إذاعة خبر استقالة شعراوي جمعة، وتعيين ممدوح سالم بدلاً منه حتى أذيع الخبر في نشرة أخبار الثامنة والنصف.أذيع الخبر وتوافد كثيرون إلى منزلي، واستعرضوا تطورات الموقف مع السادات وقرروا أن يستقيلوا. جاء محمد فايق فقالوا له: سنستقيل. ثم اتصل بي عبد المحسن أبو النور، وقال: بتعملوا إيه؟ أجبت: المجموعة عندي وستستقيل. فقال: أنا أيضاً سأستقيل من اللجنة التنفيذية العليا ومعي لبيب شقير وضياء الدين داود. ووضعت أسماءهم.واتفقنا مع محمد فايق على أن يذيع الاستقالات قبل الساعة الحادية عشرة إلا خمس دقائق، وكان أشرف مروان جاء، وقررنا معه أن يأخذ الاستقالات ويوصلها إلى أنور السادات الساعة الحادية عشرة ويكون فايق أذاعها، وهنا أعترف أن خطأ كبيراً حدث في هذه النقطة بالذات.نحن لجأنا إلى الاستقالات، وهذا حقنا، ولكن كان يجب أن يذاع معها بيان يوضح للناس لماذا استقلنا، وهو ما لم يحدث، وهذه إحدى الأخطاء الكبيرة، ولو كنا حدّدنا في أسباب الاستقالة، اتصال أنور السادات بموشيه ديان، واتصاله بسيسكو وحديثهما، كان الناس عرفوا المدى الذي وصل إليه السادات في تعامله مع أعداء الأمة والوطن. للأسف، كانت إيجابيات هذا اليوم معلقة بمثل هذا الإجراء الذي كان سيضع الناس في حقيقة ما يجري.تغيرت خارطة البرامج على إذاعة «صوت العرب» وتحوّلت من برامج عادية إلى برامج ثورية، خطب وأغانٍ وشعارات جمال عبد الناصر. أصحبت الإذاعة خلية ثورية، وموقفها هذا يعتبر إحدى أكبر الإيجابيات التي شاهدتها وأحسست بها في هذا اليوم ومرت علينا آنذاك.ولا بد من تقييم الإيجابيات والسلبيات كافة، بكل ما فيها من علامات على الطريق لكل من يريد أن يتخذ موقفاً شجاعاً، والتظاهرات التي خرجت يومي 14 و15 مايو من دون توجيه أو قيادة تهتف ضد أنور السادات وتؤيدنا شكّلت موقفاً إيجابياً.طبعاً، الاستقالة عمل سلبي، ولكن كانت أصبحت إيجابية لو خططنا من البداية أن نقاوم وأن نرصد تحركات أنور السادات ونفضحها.