شهد الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك الجاري نشاطاً كويتياً مكثفاً في تقديم المساعدات للاجئين والنازحين والمحتاجين بالمنطقة في إطار جهود دولة الكويت المتواصلة على الصعيد الإنساني.

وتنوعت المساعدات التي قدمتها الكويت خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة بين الغذائية والمالية والعينية والصحية وتركزت في الأردن ولبنان واليمن إلى جانب مدينة القدس.

Ad

وفي هذا السياق، أعلنت لجنة زكاة القدس في المسجد الأقصى أنها نفذت مشروع موائد الرحمن بتمويل من لجنة العالم العربي بجمعية احياء التراث الإسلامي بدولة الكويت.

وقالت لجنة زكاة القدس في بيان إنها شرعت بتنفيذ المشروع مع الأيام الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى بدعم دولة الكويت حيث تسعى لمساعدة رواد المسجد الوافدين من كل أنحاء فلسطين كافة والفقراء من المدينة المقدسة في توفير وجبة الإفطار.

وأعربت اللجنة عن شكرها إلى جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية ولجنة العالم العربي التابعة لها على ما تقدمانه من أعمال خيرية مشيدة بالجهود التي تبذلها الكويت حكومة وشعباً في دعم صمود الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته خاصة في مدينة القدس.

الأردن

كما قامت جمعية النجاة الخيرية الكويتية بتوزيع 10400 وجبة إفطار صائم إضافة إلى سلال غذائية تضم أهم المواد الغذائية الأساسية التي تكفي الأسرة مدة شهر تقريباً ضمن حملة شملت اللاجئين السوريين في الأردن وعدداً من النازحين في الداخل السوري.

وقال مدير إدارة المشاريع الإغاثية بالجمعية المهندس ثامر السحيب لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الجمعية تعاقدت مع شركات مواد غذائية ذات سمعة جيدة لتقدم منتجات ووجبات تليق بقيمة العمل الخيري الكويتي، مشيراً إلى أن خطوة توزيع الوجبات والسلال الغذائية بدلاً من إقامة ولائم الإفطار ساهمت في زيادة شرائح المستفيدين منها لتشمل كبار السن والأطفال غير القادرين على حضور الولائم.

وعلى الصعيد نفسه دشنت (الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية) مشروع (افطار الصائم) لإغاثة الشرائح الأقل فقراً واللاجئين السوريين بمختلف المحافظات الأردنية.

وباشرت الهيئة بالتعاون مع الجمعيات المحلية الأردنية توزيع أكثر من 1800 طرد غذائي تضم 12 صنفاً من المواد الغذائية الأساسية كالأرز والسكر والعدس والتمر والزيت وغيرها من المواد التي تحتاجها الأسر في شهر رمضان.

وقال المشرف العام في مكتب الهيئة خليل حمد لـ (كونا) أن مشروع (افطار الصائم) ينفذه المكتب سنوياً منذ 20 عاماً ويشمل هذا العام إلى جانب الشرائح الفقيرة والمحتاجة الأردنية أكثر من 700 أسرة لاجئة سورية، موضحاً أن عمليات التوزيع تجري بموجب كشوفات أعدت من قبل الجمعيات الخيرية المحلية على الأسر الأشد فقراً في مختلف المناطق والمحافظات الأردنية.

لبنان

وفي السياق نفسه، أعلنت هيئة الإغاثة في دار الفتوى اللبنانية البدء بمشروع توزيع الحصص الغذائية خلال شهر رمضان الفضيل بتمويل من الأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت جرياً على عادتها وتحت اشراف بيت الزكاة الكويتي.

وقال رئيس عمدة الهيئة رياض عيتاني لـ (كونا) أن المشروع يشمل 15 ألف أسرة لبنانية وأخرى نازحة سورية في المحافظات اللبنانية، مشيداً بدور دولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً في مساعدة المحتاجين اللبنانيين والسوريين ودعمهما في مختلف الظروف.

على جانب آخر، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي تكفلها بكل النفقات العلاجية لثلاثة أطفال سوريين أشقاء لاجئين في لبنان يعانون مشكلات في السمع.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور هلال الساير لـ (كونا) إن الجمعية ستتحمل كل النفقات العلاجية لهؤلاء الأطفال وذلك بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مشيراً إلى أنهم سيجرون الفحوصات اللازمة تحت إشراف طاقم طبي متخصص في الأنف والأذن والحنجرة في لبنان وسيتم تحديد نوع العلاج والعمليات التي تحدد لهم فيما لن تتوانى الجمعية في تقديم الدعم الصحي والنفسي لهم.

وبالنسبة للاجئين الفلسطينيين في لبنان وزعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي مساعدات غذائية على خمسة آلاف أسرة فلسطينية في مخيمات اللجوء بلبنان وذلك بالتعاون مع جمعية الصليب الأحمر اللبناني.

وسلم وفد من متطوعي جمعية الهلال الأحمر الكويتي الحصص الغذائية لأمانة سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان في مخيم (مار الياس) للاجئين الفلسطينيين ببيروت بحضور ممثل سفارة دولة الكويت لدى لبنان القائم بالأعمال بالانابة محمد الوقيان وممثل سفارة دولة فلسطين حسان ششنية.

وقال الوقيان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن المساعدات المقدمة تأتي استمرار لمسيرة البذل والعطاء للعمل الإنساني الذي تقوم به دولة الكويت في المجتمع الدولي على وجه العموم ومساندة لوضع اللاحئين الفلسطينيين في لبنان بشهر رمضان المبارك على وجه الخصوص.

ووجه رسالة شكر وامتنان للدور الرائد الذي تقوم به الجمهورية اللبنانية الشقيقة والتي لم تأل جهداً باستضافة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين على حد سواء.

كما أشاد الوقيان بالجهد الذي تقوم به جمعية الهلال الأحمر الكويتي في لبنان مع الصليب الأحمر اللبناني عبر مشاريع وأنشطة فعالة دعمت الجانب الإنساني وخففت معاناة عدد كبير من المتضررين والمنكوبين.

ومن جانبه، وجه ششنية الشكر لدولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً على هذه المبادرة الإنسانية الطيبة تجاه الشعب الفلسطيني في لبنان، لافتاً إلى أن بصمات الكويت في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته واضحة منذ انطلاقة النضال والثورة الفلسطينية وحركة (فتح).

ولفت إلى مساهمة الكويت بإعادة إعمار قطاع غزة ودعم أهله، معرباً عن أمله بأن تبقى الكويت دائماً داعماً أساسياً للشعب الفلسطيني ولقضيته.

العراق

وفي الموصل، وزعت حملة (الكويت بجانبكم) التي تمولها جمعية الهلال الأحمر الكويتية دفعة جديدة من المساعدات الغذائية للنازحين في مدينة الموصل العراقية وذلك بالتزامن مع شهر رمضان المبارك.

ووزعت المساعدات عن طريق الجمعية الطبية العراقية الموحدة للإغاثة والتنمية الشريك المحلي للجمعية الكويتية للإغاثة وبإشراف سفارة دولة الكويت في العراق وخلية إدارة الأزمات المدنية التابعة لمكتب رئيس الوزراء العراقي.

وقال رئيس الجمعية الطبية العراقية الدكتور أحمد الهيتي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن المساعدات الجديدة شملت أربعة آلاف سلة غذائية ممولة من قبل جمعية الهلال الأحمر الكويتي في إطار حملة (الكويت بجانبكم).

وبين أن التوزيع كان على دفعات بدأت اليوم بتوزيع 750 سلة غذائية على النازحين في منطقة (الشقق السكنية) في حي اليرموك بالساحل الأيمن للموصل على أن توزع باقي الكمية خلال الأيام الثلاثة المقبلة.

وأعرب الهيتي عن شكره وامتنانه للدعم الذي تقدمه دولة الكويت وبشكل خاص من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.

وفي اليمن دشنت حملة (الكويت إلى جانبكم) أيضاً مشاريع مياه خاصة بمحافظة (الضالع) اليمنية بتكلفة بلغت 500 ألف دولار في مرحلتها الأولى.

وأعرب محافظ (الضالع) فضل الجعدي في كلمة خلال افتتاحه المشاريع عن شكره لحكومة وشعب الكويت، مشيداً بمواقف الكويت الدائمة بالوقوف على مدى نصف قرن إلى جانب الشعب اليمني ومشاريع التنمية المتميزة التي قدمتها في مختلف المجالات.

اليمن

من جانبه، أوضح الرئيس الدوري للهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة إبراهيم القرشي أن مشروع المياه المقدم من حملة (الكويت إلى جانبكم) يشمل بناء خزانين بسعة 450 متراً مكعباً وكذلك صيانة وتشغيل الآبار وضخ المياه إلى مديرية (سناح)، مشيراً إلى أنه بعد استكمال امداد الأنابيب سيتم ضخ المياه إلى خزان (تبة العرشي) وخزان (تبة الخزان) الذي بدوره سيوصل الماء إلى كل أنحاء مدينة (الضالع) ليستفيد منه أكثر من 50 ألف نسمة.

على جانب آخر، أطلقت حملة (الكويت إلى جانبكم) المرحلة الثالثة من مشروع توزيع السلات الغذائية لنازحي محافظة تعز بالمخيمات بمديرية (البريقة) غربي مدينة (عدن) اليمنية.

وقامت الحملة في اطار هذه المرحلة بتوزيع خمسة آلاف سلة غذائية مكتملة مكونة من دقيق وسكر وأرز وتمور وفاصوليا وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي من شأنها مساعدة النازحين اليمنيين وتخفيف معاناتهم.

كما قدمت دولة الكويت قافلة مساعدات مخصصة للشعب اليمني مكونة من أدوية خاصة بمعالجة مرض الفشل الكلوي ووباء الكوليرا عبر الجمعية الكويتية للإغاثة والهلال الأحمر الكويتي وصندوق إعانة المرضى الكويتي.

محلياً

وعلى الصعيد المحلي أعلن الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية حسن كاظم بلوغ حصيلة جمع التبرعات ضمن حملة (ابشروا بالخير) التي نظمتها جمعية النجاة الخيرية أربعة ملايين دينار كويتي.

وأوضح كاظم في تصريح صحفي أن حملة (ابشروا بالخير) استمرت 12 ساعة في الثاني من يونيو الجاري واستهدفت جمع تبرعات خيرية توزع داخل الكويت على أسر محتاجة والطلبة الدارسين بالخارج، مبيناً أن حصيلة التبرعات بلغت أربعة ملايين دينار ما بين شيكات واستقطاعات بنكية جمعتها الجمعية مع التزامها بضوابط واشتراطات وزارة الشؤون المنظمة للعمل الخيري.

من جانبه، ذكر بيت الزكاة الكويتي أن مشروعه لولائم الافطار المحلي يقدم 19 ألف وجبة افطار بتكلفة تقدر بـ 700 ألف دينار كويتي (نحو 2.3 مليون دولار أمريكي) تبرعاً من أهل الكويت بدعم من الأمانة العامة للأوقاف والهيئة العامة لشؤون القصر.

وأوضح مدير المشروع في بيت الزكاة عايد المطيري لـ (كونا) أن هذا المشروع يعد من أكبر المشاريع التي ينفذها بيت الزكاة هذا العام إذ يغطي ما يقارب 200 مسجد وموقع في جميع محافظات الكويت، مشيراً إلى أن المشروع عبارة عن تقديم الطعام للصائمين عبر وجبة تحوي مواد غذائية متكاملة وفق أحدث الاشتراطات الخاصة بالأغذية السليمة التي حددتها الهيئة العامة للغذاء والتغذية.