ورطة كبيرة تقع فيها الشركات النفطية الحكومية الكبرى في الدول المصدرة للنفط
نمو الطلب على النفط سيتحول إلى السالب عام 2040
استعرض تقرير "الشال" مقالة لـ "جيسيكا شانكلمان" و"هيلي وارن"، -Jessica Shankleman and Hayley Warren- لوكالة "بلومبرغ" في 31 مايو الماضي، يعرض الكاتبان لنظرة مختلفة لمستقبل الطلب على النفط، معاكسة للسيناريو الأساس للطلب لكل من "أوبك" و"إكسون موبيل" و"بريتش بتروليوم" و"وكالة الطاقة الدولية".فالسيناريو الأساس لـ "أوبك" وشركات النفط الكبرى يتوقع نموا في الطلب على النفط من مستواه الحالي البالغ نحو 93 مليون برميل يوميا، إلى ما يراوح بين 109 و110 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2040، بينما تقدره "وكالة الطاقة الدولية" في سيناريو أساس بنحو 103.5 ملايين برميل يوميا لنفس الفترة.ولكن هناك 3 عوامل جديدة، يعتقدان أنها ستؤدي بالطلب الكلي إلى الانحسار بحلول عام 2040، ويخلصان إلى أن ورطة كبيرة ستصيب الشركات النفطية الحكومية الكبرى في الدول المصدرة للنفط.
العوامل الثلاثة وفقا للمقالة، هي كفاءة استخدام الطاقة، والتقدم التكنولوجي في قطاع النقل المسؤول عن 60 في المئة من استهلاك النفط، والتحول من النفط إلى مصادر نظيفة وبديلة. في التفاصيل، تعتقد وكالة الطاقة الدولية أن التقدم التكنولوجي في كفاءة حرق الوقود لكل وسائط النقل سيتسبب في فقدان الطلب على النفط نحو 11.6 مليون برميل يوميا، ذلك يعني أن هذا العامل فقط سيعود بالطلب الكلي على النفط إلى نحو 92 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040، أي إلى مستواه الحالي.وسوف يتسبب العامل الثاني أو انتشار استخدام السيارات الكهربائية وحتى المسير ذاتياً منها - من دون سائق- بفقدان الطلب الكلي على النفط نحو 5.2 ملايين برميل يوميا، ليصبح حجم الطلب الكلي بحلول عام 2040 نحو 87 مليون برميل يوميا، أي أقل بنحو -6.5 في المئة عن مستواه الحالي. والأثر السالب الأكبر سيكون للعامل الثالث، أو التحول إلى مصادر الطاقة البديلة، ومنها الغاز الطبيعي، فقد يتسبب هذا العامل في فقدان الطلب الكلي على النفط نحو 13.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040، ليقتطع نحو 30 مليون برميل يوميا من مستوى الطلب المتوقع في السيناريو الأساسي لـ "وكالة الطاقة الدولية".والخلاصة هي أن هناك من يعتقد أن الطلب الكلي على النفط، حتى وإن زاد في السنوات القليلة القادمة، إلا أنه سيفقد نحو 20 مليون برميل يوميا من مستواه في العام الحالي، ليراوح حول 73 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040، أي إن نمو الطلب على النفط سيتحول إلى السالب. الغرض مما تقدم هو أن النموذج التنموي الذي تبنته الكويت على مدى 70 سنة من عمر النفط، والهادف دائما إلى تنويع مصادر الدخل، نموذج فاشل، فالكويت حاليا أكثر اعتماداً على النفط من أي وقت مضى.الفارق الجوهري بين الماضي والمستقبل، هو أن سيناريوهات الطلب على النفط في الماضي كانت تمر بدورات، ولكنها تنتهي بترجيح النمو الموجب للطلب، بينما سيناريوهات المستقبل، بدأت تراهن على نهاية حقبة صدارة النفط لمصادر الطاقة، أي بدء انتهاء عصر النفط، وذلك قد يطول لعقود، ولكن مستوى الطلب عليه وانخفاض أسعاره لا يوفران مستوى من الدخل يضمن الاستقرار الاقتصادي والمالي والسياسي.وذكرنا في فقرة من هذا التقرير، مخاطر انفلات السياسة المالية بدعم من سلطتي اتخاذ القرار، التنفيذية والتشريعية، واستمرار الانفلات المالي مراهنة على مصير معظم المواطنين، ومستقبلهم في رقبتي هاتين السلطتين، والأسابيع القليلة الفائتة أثبتت أن تلك المسؤولية ليست ضمن اهتماماتهما.