واقعة التضحية بـ«الجعد» يوم العيد منكرة
اعتمدها «داعش» في تبرير نحر خصومه يوم «الأضحى»
برّر تنظيم "داعش" الإرهابي فعلته الإجرامية بنحر عدد من خصومه صبيحة عيد الأضحى الماضي، وقال بيان صدر عن التنظيم وقتها وتم نشره في عدد من المواقع الموالية له، إنه ضحى بهم بديلاً للذبائح، وذلك على خطى الواقعة التي رواها عدد من كتب التراث، بينها كتاب "خلق أفعال العباد" للإمام البخاري، ص 12، وأبوبكر النجاد في كتاب "الرد على من يقول القرآن مخلوق"، ص 54، أن والي الكوفة خالد بن عبدالله القسري، ذبح الجعد بن درهم، يوم عيد الأضحى، وقد بارك فعله عدد من علماء الدين.ونقل التنظيم أن الجعد كان من بين من قالوا بخلق القرآن، نافياً صفة الكلام عن الله، فأوقفه خالد بن عبدالله القسري، والي الكوفة وقتها، وجاء في يوم عيد الأضحى، بعدما انتهى خالد من صلاة العيد والخطبة، فقال: "من كان منكم يريد أن يضحي فلينطلق فليضح فبارك الله، فإني مضح بجعد بن درهم"، وقد نزل من منبره وذبحه مثلما تذبح الشاه والخراف. وأكد التنظيم وقتها صحة الواقعة.
والأصل أن كتب السيرة لم ترو عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أنه باشر بنفسه واقعة بشعة كتلك، كما لم تجد النبي قد أمر بذلك من قبل، بل إن النبي كان يوصي الجند، قبيل انطلاقهم في الغزوات، بعدم الغدر بالأعداء إذا ما توافق الطرفان على هدنة لوقف القتال، وكذلك ألا يُغالي الجنود في قتل أعدائهم إذا ما قرروا الاستسلام، وكذلك عدم التمثيل بجثث قتلى الأعداء.أما بخصوص الواقعة التي يحتج بها "داعش" فلا تصح، إذ إن عدداً من أئمة المسلمين رفض راويات خالد القسري، فيقول الذهبي: "خالد بن عبدالله القسري، كان ناصبيا ورجل سوء"، وقال القاضي ابن خلكان: "كان يتهم في دينه"، حتى وإن صدقت رواية ذبح الجعد يوم عيد الأضحى على يد خالد القسري، فإن فعل خالد فعل شاذ لم يرد عن النبي أو كبار الصحابة، وإن فعل خالد لا يجب اتباعه، حتى وإن نقلت بعض من كتب السيرة أن عددا من التابعين أيدوا فعلته.