للمرة الأولى منذ 2015، وصلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه، أمس ، إلى الحدود مع العراق، وباتت على بعد نحو 70 كلم شمال شرق منطقة التنف الاستراتيجية، التي يتخذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مقراً لتدريب المعارضة السورية، وانطلاق عملياته في سورية.

ونقلا وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع الحلفاء، تمكنت من الوصول إلى الحدود مع العراق الشقيق، وتثبت مواقعها في المنطقة شمال شرق التنف بعد القضاء على آخر تجمعات تنظيم داعش الإرهابي على هذا الاتجاه".

Ad

ولم يعلق التحالف الدولي في شكل مباشر على هذا التقدم، لكنه أكد أن "ما تقوم به القوات الموالية للنظام قرب (مواقع) التحالف وشركائه لايزال يثير قلقنا والتحالف سيتخذ التدابير الملائمة لحماية" قواته.

وتستخدم قوات التحالف قاعدة في منطقة التنف لشن هجمات على الجهاديين، ولتدريب مقاتلين سوريين معارضين يقاتلون تنظيم "داعش".

وشهدت منطقة التنف مواجهات عدة في الأيام الأخيرة بين قوات النظام السوري وتلك المدعومة من التحالف الدولي. والخميس، أعلن التحالف إسقاط طائرة بدون طيار تعود إلى القوات المرتبطة بدمشق محذراً من أي "تصعيد".

خفض التوتر

وفي تصريحات غير مألوفة، اعتبر المتحدث باسم "البنتاغون" جيف ديفيس أن روسيا كانت "مفيدة جداً" في خفض التوتر، بعد أن أسقطت طائرة أميركية الطائرة من دون طيار مرتبطة بالنظام السوري، موضحاً أن "الروس يحاولون الاتصال بالأطراف الآخرين الموالين للنظام، الميليشيات الموالية لإيران، والقيام بالمطلوب ومنعهم من القيام بأعمال تزعزع الاستقرار".

وهي المرة الثالثة في أقل من شهر يعلن التحالف فيها ضرب أهداف للنظام في المنطقة. ويوم الخميس، قصف الطيران الأميركي شاحنتي بيك أب مسلحتين لحلفاء النظام، والثلاثاء قصف مجموعة تضم "أكثر من 60 جندياً" كانت تشكل "تهديداً".

النظام والرقة

في موازاة ذلك، حققت قوات النظام، بدعم ميليشيا "حزب الله"، تقدماً في الريف الغربي للرقة على حساب "داعش"، ووصلت إلى نقاط تماس مع قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي واصلت توغلها في المدينة وسيطرت أمس على حي الرومانية بمدخل المدينة الشمالي الغربي، بعد معارك عنيفة مع التنظيم.

وأتى تقدم النظام السريع بعد نحو 48 ساعة من تمكن قواته من اجتياز الحدود الإدارية للرقة وسيطرتها على أول قريتين، هما خربة محسن وخربة السبع، وعلى نحو 500 كلم مربع من ريف الرقة الغربي.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن التقدم أتى بإسناد من المدفعية الروسية، مؤكداً أن هذه القوات تتحضر للاستمرار في هجومها نحو جنوب المناطق التي سيطرت عليها في ريف الرقة الغربي، وتهدف إلى إجبار "داعش" على الانسحاب من مناطق وجوده بشكل كامل في محافظة حلب.

تقدم «قسد»

وأكد قائد عسكري كردي أن "قسد" بانتزاعها حي الرومانية بعد حي السباهية أصبحت على محور الطريق الغربي، وباتت على مشارف حي الدرعية أكبر أحياء الرقة من الجهة الغربية، مشيراً إلى أن مسلحي "داعش" حاولوا صد الهجوم مستخدمين الدراجات المفخخة والعبوات الناسفة.

وكانت قوات النخبة التابعة لتيار الغد السوري المعارض سيطرت أمس الأول على أجزاء واسعة من حي المشلب شرق المدينة بعد معارك مع التنظيم.

محادثات سرية

في غضون ذلك، تجري الإدارة الأميركية محادثات سرية مع روسيا، في محاولة لإقامة منطقة لتخفيف التوتر في جنوب غرب سورية، حيث سيتم الفصل بين القوات الحكومية والمتمردين، على أمل إنهاء الإعمال العدائية في المنطقة.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مسؤولين مطلعين على سير المحادثات، أنه تم عقد اجتماعين على الأقل حتى الآن، كان آخرهما قبل أسبوعين في الأردن، موضحة أن هذه اللقاءات جاءت عقب زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو في أبريل الماضي.

معرة النعمان

داخلياً، انتهى الهجوم الذي نفذته "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً الموالي للقاعدة)، يوم الخميس، على مقرات للجيش الحر في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، بفرض شروط الأمر الواقع وحلّ "الفرقة 13".

وتوصّلت الهيئة وفصيل "جيش إدلب الحرّ" أمس الأول إلى اتفاق ينهي المظاهر المسلحة داخل معرة النعمان، وذلك على حساب حلّ "الفرقة 13" التابعة للجيش الحر.

وينص الاتفاق على تشكيل لجنة قضائية يرتضيها الطرفان للنظر في الأحداث الأخيرة في معرة النعمان، وما نتج عنها من قتلى وإصابات، نتيجة الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" والفرقة 13. كما تضمن الاتفاق حلّ الفرقة 13 بشكل كامل، على أن يتكفل جيش إدلب الحرّ بتسليم كل المطلوبين من الفرقة إلى لجنة قضائية.