فرنسا تقترع وماكرون على أعتاب «أغلبية تاريخية»

نشر في 10-06-2017
آخر تحديث 10-06-2017 | 19:00
ماكرون خلال مشاركته في احتفال بذكرى «مذبحة سورغلان» التي وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية جنوب فرنسا  اليوم (أ ف ب)
ماكرون خلال مشاركته في احتفال بذكرى «مذبحة سورغلان» التي وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية جنوب فرنسا اليوم (أ ف ب)
تتجه الحركة الجديدة التي أنشأها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل عام نحو الحصول خلال الانتخابات التشريعية التي تجرى دورتها الأولى اليوم على أغلبية نيابية مريحة، في حين قد تتلقى الاحزاب التقليدية اليمينية واليسارية على حد سواء ضربة قاسية.

وبعد شهر من انتخابه رئيسا يبدو أن ماكرون (39 عاما) في طريقه للحصول على أغلبية مريحة تتيح له تنفيذ الاصلاحات التي وعد بها اثناء حملته الانتخابية، عبر جمعية وطنية جديدة ذات تركيبة جديدة بالفعل.

وتساءلت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية امس "موجة أم تسونامي؟"، معتبرة ان "الناخبين يبدون مستعدين لمنح مفاتيح الجمعية لايمانويل ماكرون".

ومنحت آخر الاستطلاعات حركة ماكرون "الجمهورية الى الامام"، 30 في المئة من نوايا التصويت امام حزب الجمهوريين (يمين-20 في المئة) والجبهة الوطنية (يمين متطرف-18 في المئة).

كما توقعت الاستطلاعات حصول حركة "فرنسا المتمردة" بزعامة اليساري المتشدد جان لوك ميلانشون على 12.5 في المئة ثم الحزب الاشتراكي (8 في المئة).

وقال رئيس الوزراء ادوار فيليب اليوم الأول بحذر: "من واقع التجربة، يتعين المضي في الحملة حتى النهاية... الامر ليس محسوما سلفا".

وسيشكل حصول ماكرون على عدد كبير من النواب تأكيدا للرغبة الكبيرة في التغيير السياسي لدى الفرنسيين.

وكانت رغبة الرئيس ماكرون في كسر الخطوط السياسية التقليدية دفعته الى تشكيل حكومة تضم شخصيات من اليمين واليسار على حد سواء، ومن المجتمع المدني.

وستنظم الانتخابات مرة أخرى تحت رقابة امنية مشددة مع نشر 50 ألف شرطي ودركي بسبب المخاوف من التهديدات الارهابية.

ويخشى حزبا اليمين واليسار التقليديان اللذان تقاسما الهيمنة على الساحة السياسية منذ 60 عاما وخرجا من الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية، من تلقي ضربة قاسية من حركة ماكرون التي قد تسيطر على المشهد السياسي الفرنسي بعد الحصول على اكثرية نيابية مريحة.

ويشير العديد من التوقعات الى احتمال ان تحصل حركة ماكرون على نحو 400 مقعد، وهو عدد يفوق بكثير عتبة الـ289 مقعدا المطلوبة للحصول على الاغلبية المطلقة، حتى وإن دعا المختصون الى الحذر، خصوصا بسبب نسبة الامتناع عن التصوبت التي يمكن ان تصل الى رقم قياسي لم تشهده منذ 1958.

وقال فرنسوا باروان المكلف الانتخابات التشريعية في حزب الجمهوريين (يمين) أمس، ان ماكرون وحركته "يتبعان استراتيحية هيمنة (...) لا اعتقد ان هذا الامر صحي للنقاش الديمقراطي في السنوات الخمس المقبلة".

من جانبه، اعتبر دومينيك روسو استاذ القانون الدستوري، انه اذا حصل ماكرون على الاغلبية المطلقة "سيشكل ذلك مكسبا سياسيا كاملا، كما سيعني، على الاقل لبعض الوقت، تدمير الاحزاب التقليدية".

وأيد الناخبون في الخارج الذين صوتوا نهاية الاسبوع الماضي، مرشحي حركة ماكرون التي يمكن ان تفوز في 10 من الدوائر الإحدى عشرة.

وأكد تصويتهم استمرار الاجواء المواتية لماكرون وايضا استمرار انهيار اليمين واليسار.

وهو وضع مقلق بالنسبة لنحو 350 نائبا يعيدون الترشح اليوم وبينهم العديد من الشخصيات المعروفة الذين قد يدفعون فاتورة "سياسة ارحل" التي باتت تغري الفرنسيين.

وفي كل الأحوال فان تجديد الجمعية الوطنية مضمون مع عدم اعادة ترشح نحو 40 في المئة من النواب الحاليين.

back to top