افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري د. خالد سرور معرض «الحياة.. الحب.. الموت» للفنان د. محمود أبو العزم، وأشاد الحضور بشاعرية اللوحات، وارتحالها إلى عوالم الفانتازيا والخيال، واستحضارها مفردات البيئة المصرية، وارتكازها على العلاقة بين الرجل والمرأة، ورموز مستوحاة من التراث الشعبي، كآلة الناي، ورمزية القمر والأشجار، وتجسيد معاني الحب والأمومة. من جهته، لفت د. خالد سرور إلى تميز المعرض بعناصره المتناغمة، والمزج بين الخيال والطابع السوريالي، ومسطحات تصور موضوعات شديدة الارتباط بالوجدان الإنساني عموماً، ويمكن اعتبارها حالة من التجول أو اللجوء المتعمد إلى عالم الحلم بعيداً عن الواقعية المباشرة، رغم انشغال الفنان بالواقع وقضاياه، بما يفتح نافذة جديدة على فضاء جذاب برؤاه الفنية والفكرية.
د. محمود أبو العزم أستاذ متفرغ في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وله معارض خاصة عدة، ومشاركات دولية، من بينها بينالي القاهرة 2003، ورشح لتمثيل مصر في الكويت 1990، والأردن 2001، وهونغ كونغ 2005، وحصل على جوائز عدة، من بينها جائزة التحكيم من بينالي طشقند الدولي للفنون 2005، واقتنيت أعماله داخل مصر وخارجها.
الإنسان والطبيعة
من جهة أخرى، احتفى غاليري العاصمة في القاهرة بافتتاح «لاند سكيب»، أحدث معارض الفنانة أميرة مناح، وضم 25 لوحة تميل بطابعها إلى التجريدية التعبيرية، والتحرر من القوالب الكلاسيكية لتصوير المنظر الطبيعي، فضلاً عن أنها مفعمة بألوان مشرقة بالبهجة والجمال، وفضاءات تحفز الرائي على التخيل، وتمنحه متعة بصرية، ورحابة التأويل لكل لوحة، بما تحمله من دلالات ورموز، وتنوع الرؤى لثيمة واحدة «الإنسان والطبيعة». تضمن «لاند سكيب» حضوراً لافتاً للون كعنصر رئيس في تجسيد فضاءات اللوحات، وتعدد مستويات الطرح بين لون البحر والصخور، والمراعي الخضراء، وإطلالة البشر على سحر الطبيعة، واستطاعت الفنانة احتواء الواقع بتكويناته المتعددة، والتعامل مع عناصر الطبيعة المتنوعة في اختزال شديد، وتكرار لذات العنصر من دون رتابة، وفي تناغم فريد بين مناطق الظل والنور. تخرجت أميرة مناح في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1990، وأقامت معارض خاصة عدة ولها مشاركات دولية من بينها «شقائق النعمان» 2013، و«اتجاهات بين مصر وإيطاليا» في مركز الجزيرة للفنون 2000، و«إبداعات المرأة المعاصرة في الفنون البصرية» من 2000 إلى 2004. كذلك نالت جوائز وتكريمات عدة، من بينها جائزة لجنة التحكيم لصالون الشباب الحادي عشر 1999، واقتنيت أعمالها لدى مؤسسات وأفراد في مصر والسعودية والمغرب وسويسرا وبريطانيا.حكايات تشكيلية
استضاف غاليري «العاصمة» في حي الزمالك معرض «حكايات» للفنانين شيرين البارودي ومحمد الجنوبي، وتناغمت لوحاتهما في حوار إبداعي، ومزج بين «البورتريه» والرموز والشفرات البصرية، واستدعاء جماليات الفن التراثي، والرسومات الشعبية على جدران البيوت الريفية. واتسم أسلوب البارودي بتنوع الدلالات في قالب بنائي تعبيري، وفضاء بصري استلهمته من أشكال الخرائط لتقدم قراءة بصرية بصياغة تمزج بين الواقع والمتخيل، وتظهر اهتمامها بالشكل الإنساني، والمرأة والفن المصري القديم. ولفتت البارودي إلى أن هذا المعرض الثنائي يشكل تجربة جديدة للحكي من خلال اللون ومسطح اللوحة، والتعبير عن عالمها الخاص المليء بالرموز والشفرات البصرية، والتناغم بين المساحات البيضاء والكتل اللونية، فضلاً عن استلهام علم الخرائط بما يمزج بين الأرض والبشر في وحدة وتنوع، لتجسيد شخصيات من عالم خيالي برؤية ميتافيزيقية، تحمل تأويلات عدة. عن مشاركته، قال محمد الجنوبي إن «حكايات» يعيد صياغة الماضي، والأعمال الفنية المبكرة بعين الحاضر، وتراكم الخبرات والتجارب الفنية عبر سنوات، موضحاً أن غالبية اللوحات تدور حول البحث عن الذات، وتأصيل التجربة بخصائصها المصرية، وإطلاق الشعور الكامن، كمحاولة لاستكمال المشهد بوعي مغاير، ووضعه في إطار جديد، بالإضافة إلى رؤى تتشابك مع معطيات الحاضر، وتوثق صلته بتاريخ من التفاصيل والحوادث، وإعادة تشكيل القديم بريشة عصرية.