رغم عملها مُدرسة، وحرصها على توفير حياة هادئة للزوج غير المستقر في مكان واحد، لم يكن ثمة ما يشغل الأم السيدة أمينة حسن، سوى وليدها صلاح الدين، إذ أصبح حياتها كلها. ورغم سعادتها البالغة هي والأب، بأن رزقهما الله بعد عامين من ميلاده، بابنة أطلقا عليها اسم «بهيجة» فإن اهتمام الأم بصلاح الدين لم يفتر، بل راحت توليه عناية بالغة. حتى أنه عندما بلغ عامه الرابع كان ينطق ويكتب كلمات كثيرة باللغة الإنكليزية، إلى جانب اسمه، خصوصاً أن والدته تدرِّس هذه اللغة، بل وجعلته يحفظ الأرقام من واحد حتى ألف باللغة الإنكليزية أيضاً، إضافة إلى العربية.راحت الأم تنتقي من مكتبة والدها الصحافي الكبير الضخمة، ما يتناسب مع عقل طفلها من كتب وتقرأها له. كان يجلس في هدوء غير عادي وينصت إليها باهتمام شديد، ولم يغره اللعب بكل ما يجلبه له والده من ألعاب الأطفال، التي بدأت تستأثر بها شقيقته بهيجة. وما إن بلغ عامه الخامس حتى لفت نظره اهتمام الجد بالقراءة والكتابة، فبدأ يلازمه.
ارتبط الجد أحمد حلمي، بحفيده صلاح الدين، وتعلّق به حتى أنه لم يعد قادراً على فراقه. ومع تنقلات الوالد القاضي، لم يرض الجد بأن يتنقل الحفيد بصحبة والده من مدينة إلى أخرى، وأصرّ على أن يبقى إلى جانبه في البيت الكبير، يلقنه الكلام، ويعلمه كيف يستمع جيداً قبل أن يتكلم. وما إن بلغ عامه الخامس، حتى أدمن الصغير النوم في «سرير» جده، ليستمع كل ليلة إلى واحدة من الحكايات قبل أن ينام.
حكايات دفتر الوطن
غير أن حكايات الجد لم تكن كتلك التي تقال للأطفال حول أساطير من نوعية «الشاطر حسن» أو «السندريلا»، بل كانت حكايات من «دفتر الوطن»، إذ راح يغرس في عقل ابن الخامسة، كيف دخل الإنكليز إلى مصر، وجهاد الزعماء المصريين، أحمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد، وصولاً إلى سعد زغلول، ضدّ المحتل الإنكليزي، فضلاً عن سرده بعض فصول من حياته وجولاته الصحافية لمكافحة هذا المحتل.أدمن الصغير تلك الحكايات، فلم يكتف بأن يسمعها كل ليلة قبل النوم، بل راح يطالب بها الجد كلما وجده جالساً يقرأ أو يكتب، فيقطع عليه انشغاله مطالباً إياه باستكمال واحدة من تلك الحكايات، ما كان يسعد الجد إلى حد كبير، لإحساسه بأنه يبدر بذرة صالحة في أرض خصبة، ليخرج للوطن مناضل جديد، ربما أكمل مسيرة نضاله ضد المحتل. وعمَّقت هذا الإحساس في داخله تلك الأسئلة الكثيرة التي لم يكف الصغير عن طرحها على الجد، ما كان يجعله يتحدث إليه كصديق في مثل عمره، أو على أقل تقدير أحد التلامذة الذين يحاول الأستاذ أن ينقل إليهم خبرة السنين، حتى فوجئ بسؤال من الصغير:* هو أنت كل يوم لازم تكتب يا جدو؟= طبعاً... لازم الواحد يشتغل كل يوم. هو في حد يشتغل يوم آه ويوم لا.* حضرتك مش بتشتغل.= أمال أنا بعمل إيه يا سي صلاح أفندي؟* حضرتك بتكتب.= طب ما هي الكتابة هي شغلتي!* هاهاها... هي الكتابة شغل يا جدو؟= طبعاً... الكتابة شغل... وشغل مهم كمان.* طب ليه حضرتك مش بتروح الشغل زي بابا.= علشان بابا بيشتغل قاضياً... لازم يروح المحكمة... والدكتور شغله في المستشفى... والمدرس شغله في المدرسة.* واللي بيكتب في البيت شغله فين؟= لا... اللي بيكتب زيي كده. شغله بيكون في الصحيفة اللي بيكتب فيها.* يعني إيه صحيفة؟= يعني دي... الجرنال ده اسمه صحيفة. واللي بيكتبوا فيه اسمهم صحافيين.* طب أنا عايز أبقى صحافيين. = هاهاها... صحافيين كده مرة واحدة. يعني مش كفاية تبقى صحافياً واحداً... ماشي يا سيدي بس قوللي عايز تبقى صحافيين ليه؟* علشان أبقى زي حضرتك.= وعايز تبقى زي حضرتي ليه؟* علشان أنا بحبك أوي يا جدو.= وأنا كمان بحبك أوي أوي يا روح جدو... بس ده مش كفاية علشان تبقى صحافياً يا سي صلاح.* ما هي ماما بتعلمني الكتابة علشان أكتب زي حضرتك وأبقى صحافيين. = ماشي يا سيدي... طب قوللي بقي يا سي «صحافيين» لما تتعلم الكتابة هتكتب إيه؟* هكتب... هكتب... هكتب تحيا مصر.= يا حبيب جدو... أنا واثق أن مصر هتحيا طول ما بتنجب أولاد زيك......رحيل مبكر
حرص الجد على أن يغرس في نفس الصغير شغف القراء والكتابة، وحب الوطن، ومعنى الأرض والدفاع عنها ضدّ المحتل الغاصب. غير أن القدر لم يمهل الجد ليكمل مهمته مع الحفيد، إذ مرض ورحل فجأة عام 1936، قبل أن يرى مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر، وهو يوقع معاهدة 1936 في لندن، والتي تقضي باعتراف إنكلترا باستقلال مصر، وفقدت ألأخيرة أحد أهم صحافييها المناضلين، الذين دفعوا ثمناً كبيراً من أجل استقلال الوطن.رحل الجد قبل أن يتم صلاح الدين عامه السادس، فكانت صدمة بالغة للحفيد، كره معها «الموت» الذي لم يدرك معناه في حينه، وضرورة وجوده في دنيانا، ليخطف أعز وأحب الناس إليه، فقرر أن ينام في سرير جده، ويجلس إلى مكتبه، بل أراد أن يرتدي نظارة القراءة الخاصة به، فشعرت الأم بخوف شديد على طفلها، الذي ساءت حالته النفسية بشكل كبير بسبب رحيل الجد، فلم يجد الأب حلا لهذه المشكلة سوى الانتقال بالأسرة كلها إلى مدينة أسيوط في جنوب مصر، بعد أن تم نقله إلى «محكمة أسيوط».سعى الأب والأم إلى أن ينغمس الابن صلاح الدين في تلك البيئة، ذلك عبر حثّه على إقامة صداقات جديدة، والخروج به إلى المتنزهات، والحدائق العامة، فضلاً عن إلحاقه بـ«روضة الكلية الأميركية» في أسيوط، التي سرعان ما اندمج فيها محقِّقاً نتائج مبهرة، بسبب إجادته القراءة والكتابة قبل التحاقه بالمدرسة. غير أنه لم يكتف بكتب الدراسة، بل راحت الأم تبحث في مكتبة الجد، عما يتناسب معه لقراءته، وفي ليلة الخميس من كل أسبوع، عندما كان الأب يقرّر اصطحاب الأسرة للسهر في نادي القضاة، كان صلاح الدين يتظاهر بالإرهاق وعدم القدرة على الذهاب. وما إن تذهب الأسرة إلى النادي، حتى يجبر صلاح الخادم على أن يصحبه إلى مقهى قريب، يقدم لرواده في ليلة الخميس «شاعر الربابة» الذي يقصّ عليهم حكايات من سير الأساطير وأبرزها، «أبو زيد الهلالي سلامة»، و«الأميرة ذات الهمة»، و«عنترة بن شداد» وغيرها، على أن يعود إلى المنزل قبل وصول الأسرة.بعد عامين في أسيوط، نُقل الأب ليعود مجدداً إلى القاهرة، ومعه الأسرة، والتحق صلاح بمدرسة «الناصرية الابتدائية» في القاهرة، غير أن استقرار الأب في القاهرة لم يدم سوى عام، إذ نقل إلى محكمة «شبين الكوم» بمحافظة المنوفية، لترافقه الأسرة أيضاً إلى هناك، من ثم يلتحق صلاح «بمدرسة شبين الكوم». ما إن مرّ العام حتى نُقل الأب، وبصحبته الأسرة، إلى أسيوط مجدداً.محاولات أولى
ما إن عاد صلاح إلى أسيوط مجدداً، حتى بدأ في البحث عن ذاته، وما يمكن أن يجد فيه نفسه، ومن دون أن يدفعه والداه إلى ذلك، حرص على أن يشارك في أنشطة مدرسية عدة، فانضم إلى جماعة الرسم وجماعة الخطابة، وجماعة الصحافة المدرسية، إضافة إلى جماعة الموسيقى وفرقة التمثيل، وراح ينهل من كل مجال شارك فيه، وحاول أن يتعلمه، بل ويتقنه، ويبحث عن كل سؤال يمكن أن يطرأ على ذهنه، في أي من هذه المجالات، حتى ضجّ أساتذته من كثرة أسئلته، لدرجة أنهم أصبحوا يتجنبون اللقاء معه، خشية أن يمطرهم بوابل من الأسئلة، فيخرج منه سؤال، قد يعجز أحدهم عن الإجابة عنه.ما إن لاحظ الأب اهتمام ابنه البالغ بتعلّم الموسيقى حتى أحضر له معلماً يلقنه دروساً في العزف على البيانو، وسرعان ما استجاب الصغير للتعلم، وأجاد العزف، وقبل أن يكمل دروسه في الموسيقى والوصول إلى مرحلة المهارة في العزف، وجده الأب ينشغل بأمر آخر، وهو الرسم، ويحرص على أن يرسم كل ما تقع عيناه عليه. عندئذ، ما كان من الأب إلا أن يستعين بمدرس التربية الفنية ليلقن الصغير دروساً في الرسم، وخلال أشهر عدة، استطاع صلاح أن يبهر مدرسه برسومه الموضوعية التي يضع أفكارها من ابتكاراته، حتى أنه كان يفاجئه بموضوع يرسمه في كل لقاء.لم يكتف صلاح الدين بتعلم الموسيقى والرسم، فضلاً عن مشاركته في جماعة الخطابة والصحافة المدرسية، اللتين كان يشعر من خلالهما بأنه يقترب من طموحه الذي وعد به جده. بل ما إن أعلن «مسعد أفندي» المشرف على فرقة التمثيل في المدرسة، فتح باب التقدم إلى الفرقة، لمن يجد في نفسه موهبة أو رغبة في التمثيل، حتى دوّن صلاح اسمه في أول القائمة، ليبدأ المشرف بتدريبهم على مسرحية «يوسف الصديق» لتقديمها في نهاية العام الدراسي.تردّد «مسعد أفندي» في أن يسند دوراً بارزاً في المسرحية إلى صلاح الدين، فهو يرى أمامه صبياً قصير القامة، مكتنز القوام، لا يتمتع بوسامة شكلية، قليل الكلام، وكثير الحياء. بمعنى أنه لا تتوافر فيه أي من مقومات الممثل. من ثم، أسند الأدوار الرئيسة كافة في المسرحية إلى من يرى فيهم تلك المواصفات من وجهة نظره، وقصر مشاركة صلاح على دور أحد حراس الملك، يقف خلف الملك صامتاً ممسكاً برمح. لكن ما إن بدأت تمرينات المسرحية، حتى وقف الطفل الذي يجسد دور «الساقي» صديق «يوسف الصديق» في السجن، صامتاً لم يستطع أن يؤدي دوره، وكلما طالبه «مسعد أفندي» بالحركة أو نطق جملة، انفجر ضاحكاً، فما كان منه إلا أن استبعده، بعدما تأكد أنه لن يصلح لأداء الدور، ووقف حائراً يبحث عمن يمكن أن يؤدي الدور، وهنا انبرى صلاح قائلاً:* أنا أقدر يا مسعد أفندي.= أنت إيه؟* أنا أقدر أعمل دور الساقي.= أنت يا محمد؟* أيوا أنا حافظ الدور كويس أوي... وحافظ كمان دور يوسف ودور الملك.= طيب يا سي محمد اتفضل أطلع لما نشوف. ما هو للأسف أنا ما عنديش خيار تاني... والوقت سرقنا. في ليلة عرض المسرحية، وقف أولياء الأمور وإدارة المدرسة، والمسؤولون من الإدارة التعليمية مشدوهين أمام ذلك الطالب محمد صلاح الدين بهجت، الذي يؤدي دور «الساقي»، وكيف استطاع أن يجسده بهذه البراعة الفائقة؟ ومن أين أتى بهذه القدرات التمثيلية؟ كأنه ممثل محترف تدرب لسنوات حتى يظهر بهذا المستوى.بين الفن والقضاء
كان من ضمن من أصابتهم الدهشة من مستوى صلاح التمثيلي، والداه، اللذان وقفا أكثر من مرة مندهشين منه. رغم أنه ابنهما ويعرفانه جيداً، ويصفانه بأنه «يخجل من خياله»، فإنهما لا يعرفان متى وكيف تعلم التمثيل ليصل إلى هذا المستوى. وزاد دهشتهما ما راحا يسمعانه من عبارات ثناء من بقية أولياء الأمور، على ذلك التلميذ الذي جسد دور «الساقي». غير أنهما لم يكونا وحدهما اللذين سمعا عبارات الثناء تلك، بل وصلت أيضاً إلى سمع الصغير صلاح، ما زاد من حالة النشوة التي يشعر بها، وإحساسه بأنه وصل إلى غايته وضالته التي يبحث عنها وسط تنقلاته الكثيرة بين الأنشطة والمجالات الفنية المختلفة، فصارح والديه برغبته:=إيه؟ أنت بتقول إيه يا ولد؟*عايز أتعلم تمثيل علشان أبقى ممثلاً يا بابا.=هو علشان سيبناك تلعب زي زمايلك في المدرسة، افتكرت أننا ممكن نسيبك تستمر في المسخرة دي.*بس أنا بحب التمثيل يا بابا.=ماهو ده اللي ناقص. مش ناقص بقى غير أني أوديك معهد التمثيل بعد ما تاخد التوجيهية.*أنا أسف يا بابا.=ما اسمعش موضوع التمثيل ده تاني... أنت لازم بعد التوجيهي تدخل مدرسة الحقوق... لازم تبقى قاضياً!بمجرد حصول صلاح الدين على شهادة الكفاءة عام 1946 من أسيوط، كان صدر قرار بنقل الأب إلى مديرية الغربية، للعمل في محكمة «طنطا»، فكان لا بد أيضاً من أن يلتحق صلاح وشقيقاته بالمدارس في طنطا، ليبدأ في البحث عن ذاته في طريق جديد، فلم يكن ثمة أفضل من الشعر ليتناسب مع مرحلة المراهقة التي راح يخطو فيها بحذر، كأنما يحاول اكتشاف نفسه فيها مجدداً.راح صلاح يقرأ في كتب الشعر بنهم شديد، ليبدأ في سن الرابعة عشرة بكتابة أولى محاولات له في الشعر. غير أن خجله منعه من أن يعرض كتاباته من أشعار على والده، أو أي من أساتذته، خشية أن يسخروا منه. لكنه شعر بأنه وضع يديه على ما يبحث عنه، إذ وجد في الشعر والرسم ضالته، أخرج من خلالهما حبه للتمثيل، فبدأ يجهز نفسه ليكون مصيره مرتبطاً بأي منهما، بمجرد حصوله على شهادة التوجيهية.قبل أن ينتهي العام، نُقل الأب، وبصحبته الأسرة، مجدداً إلى مدينة المنصورة، والتي حصل منها على شهادة «الثقافة» لتعود بعدها الأسرة مجدداً إلى مدينة طنطا، حيث حصل صلاح على شهادة «التوجيهية»، وسط معاناة أسرية مرهقة، إذ كانت الأسرة تضطر إلى مرافقة الأب في كل مرة ينتقل فيها إلى مدينة جديدة، حيث تنتقل معه بكامل مستلزمات حياتها من أثاث وملابس واحتياجاتها كافة للعيش، ما كان يمثل عبئاً عليها، لا سيما بعدما أصبح قوامها ستة أفراد، إذ رزقت الأم بشقيقتين لصلاح، بخلاف شقيقته «بهيجة».غير أن هذه الرحلات، من شمال البلاد إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، كانت فرصة رائعة ليمسح صلاح جغرافيا الوطن بعينيه، في بواكير تفتح بصيرته على الرؤية والاختزال، وتكوين مخزون استراتيجي من المعرفة، ذلك الذي عاد به إلى القاهرة، بعدما نُقل الأب مجدداً إلى العاصمة، لتأتي لحظة المواجهة بين الشاب الذي يهوى الشعر والرسم، وبين الأب الذي أراد لابنه أن يدرس الحقوق، ويسير مسيرته ليصبح قاضياً. غير أن الأب وكل أفراد الأسرة فوجئوا برغبته في السفر إلى باريس لدراسة الفن التشكيلي:=أنت بتقول إيه... فن إيه وباريس إيه؟ أنا مش عارف أنت جبت الأفكار السودة دي منين؟* دراسة الفن التشكيلي مش أفكار سودة يا بابا.= عايز تبقى رساماً. ما أنت بترسم. ما فيش مانع تبقى عندك هواية تمارسها. موسيقى رسم أي حاجة... لكن المستقبل حاجة تانية. أنت لازم تدرس الحقوق لأن مكانك منصة القضاء مش المرسم.* بس أنا نفسي أدرس الفن التشكيلي.= لما تبقى تتخرج من الحقوق أبقى أدرس اللى أنت عايزه.. ودي مسألة منتهية مش هنتناقش فيها تاني.لم يكن أمام صلاح سوى النزول عند رغبة الوالد، فتقدم بأوراقه إلى كلية الحقوق بجامعة القاهرة.وأنا في الضلام... من غير شعاع يهتكهأقف مكاني بخوف ولا أتركهولما ييجي النور وأشوف الدروب أحتار زيادة... أيهم أسلكه؟عجبي!!...نظرت في الملكوت كتير وانشغلت وبكل كلمة (ليه؟) و(عشان إيه) سألت أسأل سؤال.. الرد يرجع سؤالوأخرج وحيرتي أشد مما دخلتعجبي!!...خرج ابن آدم م العدم قلت: ياهرجع ابن آدم للعدم قلت: ياهتراب بيحيا.. وحيّ بيصير ترابالأصل هوّ الموت والا الحياة؟عجبي!!...ضريح رخام فيه السعيد اندفنوحُفره فيها شريد من غير كفنمرِّيت عليهم.. قلت ياللعجب لاتنين ريحتهم فيها نفس العفنعجبي!!...ياما صادفت صحاب وما صحبتهمشوكاسات خمور وشراب وما شربتهمشأندم على الفرص اللي أنا سبتهمولّا على الفرص اللي ما سبتهمشعجبي!!صلاح جاهين
البقية في الحلقة المقبلة