«حماس»... والخيار الصحيح!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كنت سألته، رحمه الله، بينما بقي يودع بيروت ورفاق السلاح إلى أن غابت عن عينيه، وذهبت السفينة التي أقلته إلى منفى جديد بعيداً بين أمواج البحر الأبيض المتوسط: "إلى أين يا أبا عمار؟"، وكان جوابه السريع التلقائي: "الله... إلى فلسطين"، وكان قد قال لي عندما زرته لاحقاً في "المقاطعة" على شواطئ غزة، وكنت أول مواطن عربي يزوره بعد عودته إلى هذا الجزء من وطنه: "ألم أقل لك إنني ذاهب إلى فلسطين... ها أنا في فلسطين وسأبقى في فلسطين". أنا كمواطن عربي عادي لا يمكن إلا أن أحترم "حماس" وشهداءها، لكنني أختلف معها بسبب خلفيتها "الإخوانية"، وبسبب رفضها الانضمام إلى منظمة التحرير، التي اعتبرتها قمة الرباط العربية في عام 1974 ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، رغم أن (أبو عمار) كان قد عرض على الأخ خالد مشعل، في اجتماع بمنزل "الإخواني" السوري عدنان سعد الدين في عمان، كنت أحد حضوره، حصة مجزية في المجلس الوطني الفلسطيني... وحقيقة إنه كان واضحاً منذ البدايات ومنذ ذلك الحين وقبل ذلك أن لـ"حركة المقاومة الإسلامية" موالها الخاص "المُمول" بأموال الذين دأبوا ومازالوا على العمل لزعزعة الوحدة الوطنية الفلسطينية وغير معروف لماذا... وما الهدف؟! الآن... وحيث إن هذه الحركة تفكر في الانتقال كقيادة إلى طهران فإن عليها أن تأخذ في اعتبارها أن هذا "المنفى" الجديد... البعيد سيكون مكلفاً جداً، فإيران "داخلة" في حروب ضروس بالعراق وسورية واليمن ولبنان، وهي حروب تشكل حرباً على الأمة العربية، ولذلك فإن كل من يقبل بأن يستضاف في عاصمتها عليه أن ينخرط مقاتلاً في هذه الحرب، ولذلك ومرة أخرى فإن خيار قادة "حماس" هو خيار العودة إلى غزة، الذي هو الخيار الصحيح... وإن انضمامها إلى منظمة التحرير هو الخطوة التي سيقدرها الشعب الفلسطيني وكل من يصر على أن فلسطين عربية وستبقى عربية.