ماكرون يتجه إلى ولاية أولى مريحة بأغلبية برلمانية «تاريخية»

• حزبه يتقدم في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية و51.29% امتنعوا عن التصويت
• «الجمهوريون» قاوموا «تسونامي الرئيس» و«الاشتراكيون» انهاروا أمامه وأقصى اليسار واليمين أثبتا حضورهما

نشر في 13-06-2017
آخر تحديث 13-06-2017 | 00:12
ماكرون مستقبلاً نظيره السنغالي في حديقة الإليزيه أمس (أي بي أيه)
ماكرون مستقبلاً نظيره السنغالي في حديقة الإليزيه أمس (أي بي أيه)
حقق حزب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تقدماً مريحاً في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت اليوم ، وسط توقعات بأن يحصل على أغلبية تاريخية في الجمعية الوطنية تطلق يده في إجراء الإصلاحات التي وعد بها.
يتجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخطى واثقة نحو ولاية أولى من 5 سنوات مريحة، بعد أن بات حزبه "الجمهورية إلى الأمام" الوسطي، على وشك الفوز بأغلبية ساحقة في الجمعية الوطنية (البرلمان)، مسقطاً الحزبين التقليديين الأكبرين في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأول.

أكثر من 400 مقعد

وبحسب توقعات معاهد استطلاعات الرأي، فإن "الجمهورية إلى الأمام" الذي فاز مع حليفه الوسطي حركة "موديم" بحوالي ثلث الأصوات، سيحصل بعد الدورة الثانية من الانتخابات الأحد المقبل على 400 إلى 445 مقعدا في الجمعية الوطنية من أصل 577.

حتى الوزير ريشار فيران، الذي يواجه تحقيقاً بشأن صفقة عقارية، تصدر نتائج دائرته بفارق كبير يضعه في موقع قوة للدورة الثانية.

ووفق النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية ليل الأحد- الاثنين، فإن "الجمهورية إلى الأمام" وحليفه الوسطي يتصدران بفارق كبير الأصوات بحصولهما على 32.32 في المئة، متقدمين على الجمهوريين (21.56 في المئة) وحزب "الجبهة الوطنية" حزب أقصى اليمين (13.20 في المئة).

وفاز حزب "فرنسا المتمردة" اليساري الراديكالي الذي يترأسه جان لوك ميلونشون والحزب الشيوعي معاً بـ13.74 في المئة من الأصوات، مقابل 9.51 في المئة فقط للحزب الاشتراكي وحلفائه، و4.30 في المئة لأنصار البيئة.

مقاومة جمهورية

بعدما كان اليمين يأمل في بداية الحملة أن يحرم الرئيس من الأغلبية ويرغمه على حكومة تعايش، تشير التوقعات إلى حصوله على ما يتراوح بين 70 و130 نائباً. ودعا زعيم الجمهوريين في الانتخابات التشريعية فرنسوا باروان إلى التعبئة لتفادي "تركيز السلطة" بيد "حزب واحد أوحد".

وإلى اليسار، انهار تمثيل الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه الرئيس السابق فرنسوا هولاند إلى أقل من 40 مقعدا بعدما كان يسيطر على نصف الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها، في "تراجع غير مسبوق" على حد قول زعيمه جان كريستوف كامباديليس الذي خرج من السباق أمس الأول على غرار مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية بونوا آمون.

اليمين واليسار المتطرفان

وشكلت الدورة الأولى انتكاسة لحزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف الذي يتوقع أن يتراوح تمثيله بين مقعد وعشرة مقاعد فقط في الجمعية الوطنية المقبلة، مقابل مقعدين في الجمعية المنتهية ولايتها، وذلك بعد شهر على وصول زعيمته مارين لوبن إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وأقر نائب رئيسه فلوريان فيليبو بأن هذه النتيجة تشكل "خيبة أمل" للحزب المعادي للهجرة ولأوروبا.

وتدخل لوبن للمرة الأولى إلى البرلمان الفرنسي بعدما تصدرت نتائج دائرتها في شمال فرنسا، وهي دعت "الناخبين الوطنيين" إلى "تعبئة قوية".

في الطرف الآخر من الساحة السياسية، يتوقع أن يحصل اليسار الراديكالي بزعامة ميلونشون على 10 إلى 23 مقعداً.

امتناع قياسي عن التصويت

ولم تنجح هذه الانتخابات في تعبئة الفرنسيين بشكل مكثف، ولأول مرة منذ نحو ستين عاما، تخطت نسبة الامتناع عن التصويت في دورة أولى من انتخابات تشريعية عتبة 50 في المئة إذ وصلت إلى (51.29 في المئة)، مما يشير برأي الخبراء إلى حالة من الإذعان أمام "موجة" أو بالأحرى "تسونامي" ماكرون.

التجديد

وفي مطلق الأحوال، فإن النتائج تؤكد رغبة الفرنسيين في التجديد السياسي، بعدما أخرجوا من سباق الانتخابات الرئاسية ممثلي الأحزاب التقليدية لمصلحة مرشح في الـ39 من العمر كان مجهولا تماما من الرأي العام قبل سنوات قليلة وتضم حكومته شخصيات من اليمين واليسار والمجتمع المدني.

وبين المرشحين الذين عينتهم "الجمهورية إلى الأمام" عدد كبير من المواطنين الذين لم يسبق أن انتخبوا من قبل، يأتون من آفاق مختلفة بينهم على سبيل المثال اختصاصي رياضيات وطيار حربي.

غير أن شعبية الرئيس تعوض، على ما يبدو، عن قلة خبرتهم أو كونهم غير معروفين، وبعد خطواته الأولى الناجحة على الساحة الدولية وإبداء المستثمرين ثقتهم بفرنسا، بات البعض يتحدث عن "مد ماكرون" حقيقي.

وهذه الاغلبية الواسعة تطلق يد ماكرون لتنفيذ برنامجه القائم على إصلاحات اجتماعية- ليبرالية، من بينها فرض المعايير الأخلاقية على الحياة السياسية، وتليين قانون العمل، وخفض العجز في الميزانية العامة التزاما بالمعايير الأوروبية.

وفي برلين، هنأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الرئيس الفرنسي على "النجاح الكبير" لحزبه في الجولة الاولى من الانتخابات التشريعية. وكتبت ميركل على "تويتر": "التهاني الحارة لايمانويل ماكرون للنجاح الكبير لحزبه في الدورة الاولى. انه تصويت من اجل الاصلاحات".

back to top