• هل مازلت تخفي سنة ميلادك الحقيقية؟- نعم، إنني من مواليد 18 ديسمبر، وما يتم ذكره في الإنترنت عن سنة ميلادي خطأ.• ما هو ترتيبك بين إخوتك؟- الخامس، نحن خمسة أشقاء، وثلاث شقيقات.• من هم جيرانك؟- كان في فريجنا بحولي من الأسر الكويتية، بوقماز، اللهو، المطوع، الأثري، الغريب، بوعركي، المهنا، بوحمد، العنيزي، والحريم يلتقين في السطوح ومن فرية لفرية، لأن البيوت متلاصقة جداً، ليس بها فاصل مثل اليوم، ووالدي كان لا يدخل البيت إلى وقت الغداء لأنه يعلم بوجود الحريم في بيتنا أو عند الجيران، فوالدتي تطبخ غداءنا منذ الضحى وتتركه بعد انتهائه، فنأتي نحن لنتناوله سواء كان حاراً أو بارداً.لدينا الكثير من المناسبات الجميلة، سواء كانت في شهر رمضان أوغيره، مثل القرقيعان، وناصفوه، ليلة السهر التي اندثرت الآن، حيث كنا نسهر من الغرب حتى صباح اليوم التالي، كل الفريج سهران، رجال ونساء.• كيف كانت أجواء القرقيعان؟- كنا نقرقع، من خلال فريقين، الأول الصغار، والثاني من هو أكبر منا، نتجول بداية في كل فريجنا، بعدها ننتقل إلى الفرجان الأخرى، والقرقيعان في ذلك الوقت عبارة عن حب وجاكليت، والفلوس لا يتم منحها كثيراً إلا من قبل المقتدرين، وهي لا تزيد على خمسين فلساً.كان مع الصغار أكياسهم الخاصة، وخلفهم الكبار، وهم يغنون ويضربون على الطبول والتنك، كأنك في عرس أو زفة.أما اليوم أصبحت مناسبة القرقعيان مع الخدم، وفي منطقتنا بكيفان يقرقعون ويغنون لكن ليس كالماضي. • ماهي لعبتك المفضلة؟- عشت طفولة بريئة، وأحببت لعب «التيل» كثيراً، وصيدة ما صيدة، واللبيدة والمفردة أتت من يلبد أي يختبئ، وهذه اللعبة تسمى عند أهل الشام «غميضة» والمصريين «استغمايه»، نلعبها في الفريج حيث يتم ربط وجه واحد منهم لمنعه من الرؤية ويقوم بالبحث عن بقية زملائه بين البيوت وهم يهربون من حوله مصدرين أصواتاً تربك حركته فإذا استطاع الإمساك بأحدهم يحل محله في البحث، ويختبئ الطفل أحياناً في أحد البيوت، لأن أكثرية المنازل لا تغلق أبوابها، ولله الحمد كنا ننعم بالأمن والأمان ولا نزال. وبالنسبة لي أعود إلى البيت الساعة الثامنة مساءً، وإذا دخلنا قبل الوالد نعاقب. أما البنات فيلعبن اللبيدة داخل المنزل.• ماذا عن دكان والدك؟- كان يمتلك الوالد دكاناً أو بقالة يبيع فيها كل شيء من خضار وحلويات للأطفال وغيرها. عندما يذهب إلى الصلاة يتركني في الدكان، ومع الأسف «ينقص» علي من الغير، ما يجعل والدي غاضباً مني، وأنا الوحيد من بين إخوتي لا يضربني، لأن اسمي على جدي، وكنت متعلقاً بوالدي كثيراً وقريباً منه جداً، ويثق بي لذا يتركني مكانه في الدكان، لكنني حصلت منه في حياتي على صفعة واحدة فقط. الفنان القدير عبدالرحمن العقل ممثل عشق خشبة المسرح، وعاصر روادها، فاشترك في معظم أعمالهم، وأثبت أنه من الممثلين القلائل الذين يؤدون أدوارهم بطريقة روائية مميزة تتوازن وتتساوى مع بقية أفراد العمل، حتى وصل به المطاف أن يكون ممثلاً رائداً ومتناغماً مع أصعب مسرح، ألا وهو مسرح الطفل.في تعابيره يتغلغل صدق الكلمة، فيحضر الزمان والمكان شاهدين على الحدث والرواية، فتزداد الأسئلة وعلامات التعجب حتى تصل إلى أجوبة في نهاية القصة.واستطاع من خلال مخارج الحروف، التي يجيدها أن يشد المشاهد إلى الحالات الإنسانية والسياسية المبطنة في حركة عضلات وجهه وجسمه، كل ذلك أتى من خلال حياته اليومية، التي يعيشها دون تكلف أو مزايدة.إنه الفنان عبدالرحمن العقل، الذي تحدى العادات والتقاليد باحترافه الفن والتمثيل في المسرح سواء كان للكبار أم الأطفال، وفي أداء الأدوار الكوميدية أو التراجيدية على حد سواء.في الحلقة الأولى، يستدعي الفنان عبدالرحمن العقل «بوخالد» ذكريات الطفولة، التي قضاها في حولي، وألعابه الشعبية المفضلة في الصغر مثل التيل وصيدة ما صيدة واللبيدة.ويستذكر أيام القرقيعان قديماً، وبتكوين فريقين واحد من الصغار والثاني من أكبرهم عمراً لغناء الأهازيج على الطبول والتنك، وكان القرقيعان أيام زمان يتكون من الحب (البذورات) وحلوى السكاكر(جاكليت)، وفي مرات قليلة تمنح لهم النقود، وهي 50 فلساً.وتحدث العقل أيضاً عن مشاركته في الرياضة ما بين الجمباز حيث كان واحداً من أبطالها على مستوى المدارس، والألعاب الأخرى ككرة القدم والسلة والطائرة... حول التفاصيل دار هذا الحوار:
العقل الأقرب شبهاً لتجسيد دور فنان العرب محمد عبده
أكد الفنان القدير عبدالرحمن العقل أن فكرة تنفيذ مسلسل درامي عن سيرة حياة فنان العرب محمد عبده موجودة في ذهنه منذ فترة، وقد طلب منه أحد المنتجين في السعودية تجسيد شخصية هذا الفنان الكبير، مشيراً إلى أن الموضوع يحتاج إلى موافقة عبده (بو نورة) نفسه، ومن ثم التفرغ لكي يتحدث عن مسيرته الفنية والحياتية لكي يكتبها درامياً أحد المؤلفين.وأضاف العقل أن تلك الجهة قالت، إنها ستتحدث مع فنان العرب لأخذ الموافقة منه، وكذلك على من سيجسد شخصيته في المسلسل، لكن المشروع لم يدخل حيز التنفيذ، مؤكداً أنه أقرب شخص من الفنانين في درجة الشبه بينه وبين عبده. وذكر أن محمد عبده علم كبير من أعلام الفن الغنائي في منطقة الخليج والعالم العربي، وأنه يزداد شرفاً بأن يعمل في مسلسل درامي يحكي سيرته الذاتية ومشواره الفني الثري بالأعمال الرائعة.
• أين درست؟- أنا من أبناء المرقاب، وحولي، درست في مدرسة ابن زيدون الابتدائية، ثم حولي المتوسطة، وبعد وفاة والدي رحمه الله انتقلنا إلى خيطان، لأن والدتي حزنت كثيراً على رحيله ولم تتحمل وجودها في البيت نفسه، فأكملت مرحلة الثانوية في خيطان، وبعدها الجامعة.• هل مارست الرياضة؟- كنت رياضياً، وأحد أبطال الكويت في الجمباز على مستوى المدارس، قبل ولوجي عالم الفن، وذلك في الفترة النهائية من الابتدائية ودخولي المتوسطة، ألعب على العقلة والحصان لكنني سقطت من المتوازي فمنعني والدي من استكمال هذا المشوار، إضافة إلى هذا ألعب أيضاً كرة السلة، وكرة القدم، والكرة الطائرة، وكرة اليد.وفي الكويت قديماً باستطاعة اللاعب أن يشارك في أكثر من لعبة رياضية، وهي مرحلة رائعة، وبالنسبة لي الرياضة أجمل شيء.كان عندنا فريق رياضي مشهور جداً اسمه نادي الشعلة، الذي أفرز الكثير من اللاعبين الكبار، مثل العصفور والعصيمي، وأنا كنت في فريق أشبال الشعلة.• أين كان مقركم؟- في منطقة حولي، بجانب منزلنا هناك، وهو اليوم نادي القادسية وفي الموقع نفسه. وجاسم يعقوب كان منزله قريباً منا.• متى بدأت التمثيل؟- بدايتي من خلال المسرح المدرسي، وكان مدرس مادة التربية الفنية الأستاذ محمود، اكتشف موهبتي، وهو يعرف أنني من الشطار ولدي حس فكاهي وصاحب قفشات كوميدية، فيجري تمثيليات داخل الفصل، خصوصاً أننا نشارك في العديد من الاحتفالات والمناسبات، وجوائزنا نقدية، وأجهزة مثل الثلاجات وغيرها، ومن بين هذه المناسبات يوم الصحة العالمي ويوم لفلسطين، ونشارك في مسيرات ضد وعد بلفور، وكنا في تلك الفترة على استعداد لإنهاء المنهج الدراسي خلال شهرين، لأن مناهجنا لا تتعدى خمسة كتب وفي موضوعات معينة، ليس مثل اليوم تشعبت المواد وزاد عدد الكتب.• هل تذكر من تلك العروض شيئاً؟- قدمنا مسرحية كوميدية، وأخرى عن الجزائر، التي شاركت فيها كأحد الجنود، ولم نكن على دراية بماذا يعني التمثيل، كنا نشارك وننتظر حصولنا على الجوائز فقط، في طابور الصباح.• ما حكاية صفعة والدك؟- كانت هناك جوائز قيمة التي تعطى للمشاركين في النشاط المسرحي، فقد حصلت على مئة دينار وثلاجة من ناظر المدرسة الفنان التشكيلي الراحل أيوب حسين، فذهبت إلى البيت وقدمت المبلغ والثلاجة إلى والدتي، وما إن علم والدي بالأمر ضربني «كف» على وجهي، معتقداً أنني قد سرقت المبلغ، لكنه في اليوم التالي اتضحت له حقيقة الأمر بعد قيامه بزيارة لناظر المدرسة، وقد منعني والدي عن التمثيل معتقداً أنه حرام، فلم أدخل المجال التمثيلي مرة أخرى إلا بعد وفاته.• كيف انطلقت إلى عالم الفن؟- شاركت في أكثر من نادٍ في خيطان والفروانية وغيرهما، آنذاك كان في كل حي نادٍ صيفي للبنين والبنات، ثم أصبح في كل منطقة وبعد ذلك في كل محافظة، إلى أن اندثرت هذه الأندية، التي أفرزت للساحة فنانين وكتاباً وأدباء ومخرجين وعسكريين ورياضيين.في نهاية موسم الأندية الصيفية، تتنافس فيما بينها، حيث يقدم كل ناد مسرحية، وفي ختام هذا التسابق، ويتم اختيار لجنة التحكيم لها تتكون من فنانين كبار، ومن ثم تمنح جوائز لأفضل مسرحية وأفضل ممثل وأفضل مخرج.• أين المسرح المدرسي والأندية الصيفية اليوم؟- أقول أين وزارة التربية حيال ذلك؟ للأسف تم إلغاء نشاط المسرح المدرسي، الذي كان يقام كل يوم ثلاثاء، مع العلم أن مواهب فنية وأدبية كثيرة ظهرت من خلاله. في السابق كان المسرح مادة أساسية في المنهج المدرسي كنشاط مدته ساعة ونصف الساعة، كذلك أبرزت الأندية الصيفية مواهب في مجالات الفن والأدب والرياضة والصحافة.تكريم وجوائز مستحقة على مسيرته الفنية الحافلة بالإنجازات
حصل الفنان عبدالرحمن العقل خلال مسيرته الفنية على عدة جوائز تكريمية من دولة الكويت وخارجها من أبرزها: جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون في دورته الأولى عام 1996 عن دوره في مسلسل «زارع الشر». واستذكر العقل حصوله على هذه الجائزة، وتلك اللحظة التي لاتنسى، عندما كان في طريقه إلى الكويت وفي المطار اتصل به مخرج العمل يوسف حمودة ليبلغه بحصوله على الجائزة فلم يصدق ذلك لوجود منافسة كبيرة بين الفنانين الكبار مثل نور الشريف ويحيى الفخراني وغيرهما، فحصل على أفضل فنان عن دوره في هذا المسلسل.كما حصد العقل جائزة أفضل ممثل في مهرجان الكويت المسرحي السادس في يونيو 2002 عن دوره في مسرحية «حبة رمل»، كما تم تكريمه في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته العاشرة عام 2008 لمساهماته العديدة في تطوير الدراما الخليجية، وحصل كذلك على شهادة تقدير في مهرجان أيام المسرح للشباب في الكويت عام 2008، وتكريم آخر في مهرجان الخليج العاشر للإذاعة والتلفزيون 2008، إضافة إلى جائزة أفضل ممثل خليجي في مسرح الطفل في مهرجان الشارقة للطفولة عام 2009، إلى جانب جوائز أخرى في ليبيا والجزائر ودول أخرى عديدة.وآخر تكريم له، كواحد من رواد المسرح الكويتي، وذلك في الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي، الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح عام 2016 في الكويت، وكرم معه من الرواد عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وسعاد عبدالله وحياة الفهد ومريم الصالح وعواطف البدر وهيفاء عادل وجاسم النبهان وخالد العبيد ومحمد المنيع وفؤاد الشطي وعبدالله الحبيل وعبدالعزيز السريع وعبدالعزيز الحداد.