بعد أن وقعت شركتا البترول الكويتية العالمية والنفط العمانية، في 10 أبريل 2017 اتفاقية الشراكة في مشروع مصفاة الدقم ومجمع البتروكيماويات، فإنها بذلك تكون قد دشنت مبدأ التعاون الاقتصادي والنفطي بين دول الخليج بشكل غير مسبوق، حيث تبلغ نسبة الشراكة في هذا المشروع الضخم 50 في المئة لكلا الشريكين.

وقالت مصادر نفطية لـ"الجريدة" إن من المتوقع دخول شريك استراتيجي ثالث، حيث أبدت عدة شركات رغبتها في المشاركة في هذا المشروع الحيوي والمهم لكلا البلدين، مشيرة الى ان المشروع يتقدم بخطى ثابتة حسب الخطة، ومن المتوقع اتخاذ القرار النهائي للاستثمار في المصفاة (FID) في القريب العاجل.

Ad

مجمع البتروكيماويات

وكشفت المصادر أن فريق المشروع من الشركتين انتهى من مرحلة تقييم عروض مقاولي مرحلة البناء والتشييد وادارة المصفاة ومرافقها، بينما يتم بالتوازي دراسة الجدوى الاقتصادية والتصميم الامثل للمرحلة الثانية، وهي مجمع البتروكيماويات، حيث سيحتوي على وحدة لتكسير النافثا.

وذكرت ان فريقا مشتركا آخر يعمل كذلك مع فريق من التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية على وضع اللمسات الأخيرة لاتفاقيتي تسويق المنتجات البترولية، وتزويد النفط الخام، حيث ستقوم مؤسسة البترول الكويتية بتسويق 50 في المئة من إنتاج المصفاة، للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمصفاة الذي سيعزز فرصة المؤسسة بالوصول الى أسواق جديدة في افريقيا وآسيا واوروبا، إضافة الى إنتاج المصافي الكويتية المحلية، والذي سيساهم في نمو حصة المؤسسة بأسواق المنتجات النفطية.

وقالت المصادر إن شركة البترول الكويتية العالمية تسعى الى تحقيق استراتيجيتها بعيدة المدى 2030 في ايجاد فرص استثمارية مربحة وآمنة لتصريف النفط الكويتي الا أنها تحرص على أن تتفادى بعض العراقيل مثل تلك التي واجهتها الفرصة الاستثمارية في الصين، لعدم تحرير أسعار المنتجات النفطية في السوق الصيني. يذكر أن شركة البترول الكويتية العالمية تدرس حاليا عدة فرص في أسواق أخرى مثل إندونيسيا والفلبين والهند.

مضيق هرمز

الجدير بالذكر أن مصفاة الدقم ومجمع البتروكيماويات ذات طاقة تكريرية تعادل 230 ألف برميل يوميا، وتقع في منطقة الدقم الاقتصادية الواعدة جنوب سلطنة عمان، والمطلة على بحر العرب.

ويعتبر هذا الموقع ذا بعد استراتيجي لأنه يقع بعد مضيق هرمز، ولقربه من الأسواق العالمية، كما تتمتع المشاريع في منطقة الدقم الاقتصادية بالكثير من المزايا والحوافز والتسهيلات اللوجستية والبنية التحتية المتكاملة التي من شأنها دعم المشروع اقتصاديا وفنيا على المدى البعيد.

ويحتوي تصميم المصفاة على وحدة التكسير الهيدروجيني (HCR) ووحدة الفحم البترولي (Coker) وهي مصممة لاستيعاب النفط الكويتي بنسبة 100 في المئة، إضافة الى التكامل مع مجمع للبتروكيماويات يتم تنفيذه في مرحلة لاحقة.

وسيتم تزويد المصفاة بالنفط الكويتي الخام بنسبة 65 في المئة على الأقل قابلة للزيادة الى 100 في المئة، بحسب اتفاق الطرفين، وبحسب الاقتصادات بعد تشغيل المصفاة والمتوقع في 2021.

وانتهت مؤخرا ان شركة مصفاة الدقم من أعمال تمهيد وتسوية الموقع الذي ستشيد عليه المصفاة الجديدة بمساحة تقدر بـ900 هكتار، وستعمل على إنتاج عدد من المنتجات الرئيسية بالمصفاة وهي الديزل، ووقود الطائرات، إضافة إلى النافثا، وغاز البترول المسال.

ولا شك في أن هذه الشراكة في سلطنة عمان التي تشهد استقرارا ونهضة كبيرة ستفتح آفاقا جديدة للقطاع النفطي الكويتي والعماني على حد سواء.