يشهد عالم الطاقة اختراقا لافتا هو الأكبر من نوعه منذ فترة التكسير التي غيرت الكثير من طرق تعامل الصناعة مع متطلبات وشروط العرض والطلب، والمعروف أن الليثيوم هو أحد أهم المكونات التي تمد الكثير من الأجهزة بالطاقة، كما أن الدراسات تشير إلى أن استعماله على نطاق واسع قد يؤدي إلى خفض الاستهلاك العالمي للوقود الأحفوري.ويقول تقرير صدر أخيرا عن موقع أويل نيوز النفطي إن أمام العالم اليوم طريقة جديدة لاستخراج "الوقود الفائق" النادر الذي قد يشكل أكثر التطورات أهمية في عالم الطاقة منذ أن بدأ استخدام الزيت الصخري على صعيد تجاري.
ويشكل هذا "الوقود الفائق" الأساس لكل ما من شأنه تحديد مستقبل التقنية العالية – من الطلب المحموم على البطاريات القابلة للشحن وأنظمة تخزين الطاقة والسيارات الكهربائية الى الملايين من الأجهزة الالكترونية التي نستخدمها كل يوم.لكن المشكلة هي أن الكميات غير كافية من هذه المادة، ليس بسبب عدم قدرتنا على العثور عليها لأن الليثيوم متوافر بغزارة، ولكن نتيجة الطلب المتزايد بشدة عليه، ونحن لم نتمكن حتى الآن من استخراجه بتكلفة معقولة.ويشير التقرير الى أن بنك غولدمان ساكس يتوقع أن يتضاعف الطلب على الليثيوم بأكثر من ثلاث مرات بحلول عام 2025 ليصل الى 570000 طن، كما أن بنك كريدي سويس يتوقع أن يتجاوز الطلب على الليثيوم حدود العرض في نهاية العقد الحالي.ومع تطور مستقبل الطاقة المدفوعة بالتقنية لا يوجد أكثر أهمية من مسألة تنويع مؤن الليثيوم، لكن التحدي يكمن في عملية استخراجه واستخدامه بصورة تجارية مقبولة.لكن الخبراء توصلوا اليوم الى حل لهذه المشكلة، يتمثل في "البتروليثيوم"، وهي عملية تصدرتها شركة صغيرة حققت قفزة كبيرة في جهود استخراج الليثيوم، وتمثل هذه الشركة وتدعى "ام جي اكس مينرال" ما يمكن وصفها بعملية تغيير قواعد اللعبة في عالم السلع المطلوبة بشدة وفي أكثر من ميدان.ويضيف التقرير أن الصناعة حصلت في الوقت الراهن على طريقتين تقليديتين من أجل استخراج الليثيوم، وهما تعدين الصخور والتبخير الشمسي، لكن تكلفة الطريقتين عالية جدا ما يحد من امكانية استخدامهما على نطاق تجاري واسع.لكن عندما يتاح للصناعة ثورة طاقة مدفوعة بتقنية عالية ستكون بحاجة الى كميات هائلة من مادة الليثيوم وكانت حتى الآن غير متوافرة، إلا ان تقنية شركة ام جي اكس مينرال أسهمت في تغيير هذا الحال بصورة تامة. وتعتمد هذه التقنية على الفصل بين كربونات الليثيوم والماء الشديد الملوحة، حيث يوجد النوع الأفضل من الليثيوم.وحققت أنشطة هذه الشركة قفزات كبيرة في الصناعة، تمثلت في اقامة معامل ضخمة للانتاج منذ بداية العام الجاري، كما أنها تخطط لمضاعفة انتاجها من البطاريات في السنة المقبلة.
السيارات الكهربائية
وبحسب معلومات صدرت عن بنك ماكويري فإن حصة الطلب على الليثيوم من السيارات الكهربائية والهجينة وحدها سترتفع بشدة من مستويات عام 2015 عند 10 في المئة الى 33 في المئة بحلول عام 2021.ومع تطلع شركات كبرى الى استيعاب انتاج العالم من الليثيوم يعتبر استخراجه ثورة حقيقية مجزية وعالية المردود. ويقول خبير الليثيوم جوزيف لويري إن الطلب على الليثيوم سيتضاعف من الآن حتى سنة 2020، ولن يتمكن منتجو هذه المادة من تلبية ذلك الطلب في ظل الظروف الراهنة في الأجل المتوسط أو الطويل.وهذه هي التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات ذات الرسملة الضعيفة رغم الاختراق التقني الذي تحقق حتى الآن في ميادين الكيمياء والهندسة.