المثقف وأزمة الخليج
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
مؤكد أن هناك جذوراً متشابكة للأزمة الخليجية، بما يفرض ضرورة حلها، لكن المؤكد أيضاً أن عموم شعوب الخليج تردد وبشكل صريح ودال ومحب مقولة: "خليجنا واحد". شعوب الخليج وبعفوية وصدق شعورها بانتمائها لبلدانها، وبإدراكها لخطورة الوضع، وبكرهها لخلاف مدمر بين الأخوة، تنادي بالسلام، وتنادي بحلٍ يُبقي على منظومة مجلس التعاون، مؤكداً أهميتها وضرورة وجودها كصمام أمان في منطقة تتقاذفها أمواج الحروب العاتية. وإذا كان هذا هو موقف الشعوب فلا أظن أن المثقف الخليجي سيقف ضد إرادة شعبه، ليؤجج فكرة احتراب سيأكل الأخضر في حال نشوبه.إن مثقفي دول مجلس التعاون أمام لحظة مفصلية في تاريخ بلدانهم ومنطقتهم، وهم بالتالي أمام موقف إنساني أولاً وفكري ثانياً، يتطلب منهم بالضرورة رأياً راجحاً وموقفاً واضحاً بحل الأزمة بالطرق السياسية، وإبعاد وحفظ المنطقة وشعوبها عن أي خلافات مدمرة، قد تقودها إلى ما لا تحمد عقباه.لدول منطقة الخليج العربي تاريخ يحفل بالوحدة، والوقوف صفاً واحداً في وجه أي مصاب أو عدوان. وليس أدل من ذلك التكاتف السياسي والشعبي الكبير أثناء العدوان الصدامي الغاشم على الكويت عام 1990. وبالتالي لن يكون موقف المثقف الخليجي اليوم ببعيد عن عشق وحدة هذه المنطقة، والمناداة بتحكيم العقل، ومعالجة كل الأسباب الكامنة وراء هذه الأزمة.شعوب المنطقة تنظر بعين الاهتمام والترقب لموقف وصوت المبدع والفنان والمثقف الخليجي، وهي ستسجل كل موقف إنساني يرتفع منادياً بالسلام، وإبعاد دول منطقة الخليج عن أي تأزيم.الإبداع الحق هو ذاك الذي ينادي بعيش سلام وحرية للإنسان، ومن هنا نقول: إننا ضد التصعيد، ومع أن تبقى منطقة الخليج العربي، واحة سلام وخير للإنسان، كل الإنسان، الخليجي والعربي والأجنبي.