حفاظاً على البيت الخليجي
تسارعت الأحداث خلال الساعات القليلة الماضية وسط التفاؤل والحذر، وتصدرت أخبار الصحف الخليجية المساعي الكويتية لحل أزمة اتجاه بعض دول الخليج لمقاطعة دولة قطر، فتفاءل أهل الخليج بالمساعي الخيرة لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد نحو الوصول إلى التوافق والتهدئة، كما جاء في تصريح وزير الخارجية، بالإضافة إلى المعالجة الجذرية لأسباب الخلاف. وأكد الوزير أيضا استعداد الأشقاء في قطر لتفهم حقيقة الهواجس لدى بعض الدول الأعضاء لمجلس التعاون الخليجي، وحتى يومنا هذا تستمر الكويت في مساعيها باتجاه رأب الصدع الخليجي، حفاظا على منظومة مجلس التعاون الخليجي. رحلة الدبلوماسية لسمو الأمير شملت المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، وقد بحث مع الأشقاء السبل الكفيلة بمعالجة التوتر، وفي موقف تفاوضي معتدل ومماثل تقدم ملك المغرب بالاستعداد لمد يد العون لضمان عدم الانزلاق إلى النزاع والمقاطعة في البيت الخليجي الذي عرف بدفئه واعتداله.
فافتتاحية صحيفة الرياض قبل يومين حملت عنوان "حقائق لا هواجس"، وأوضحت أن أزمة المملكة العربية السعودية هدفها على الأمد البعيد حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي الأمد القريب حملت المقالة مشاعر وحرص المملكة تجاه أمنها الوطني.وفي قراءة سريعة للأقلام النسائية في الصحف القطرية والإماراتية فإنها كانت تطالب بالصلح، وتشيد بالدور الكويتي في منطقة الخليج، فالكاتبة أمل عبدالملك تكتب "إيقاعات.. قطر لن تنسى الخامس من يونيو"، حيث تقول إن "دولة الكويت المحبة التي لن تنسى وقفة قطر وشعبها الشجاع ودور أمير الإنسانية في تقريب وجهات النظر ومساعيه وسلطنة عمان الكريمة". أما الدكتورة موزا المالكي فتكتب تحت عنوان "همسة ود.. الثقة كالإنسان سنوات لتكبر ولحظات لتموت"، وفي الإمارات تكتب الدكتورة فاطمة الصايغ مقالة حول كسر طوق الإرث الحضاري لمنطقة الخليج، وقد اتفقت أغلب الأطراف (وعلى الأخص العمانية والقطرية) على الحاجة لإعادة تقييم الواقع، وإفساح المجال لدولة الكويت ووساطتها حفاظا على البيت الخليجي.وأخيرا وليس آخرا فإن كان جهاز مجلس التعاون الخليجي ممثلا بقادة الدول والأمين العام قد نجح في وضع خريطة طريق لليمن وسورية والعراق في الماضي، فلماذا لا يتدخل بوضع آلية لحل النزاغ الخليجي، فالبيت الخليجي بحاجة إلى جهود لصيانة العلاقات بين دول الخليج؟