بينما تبدو دولته المزعومة على بعد خطوات من الانهيار، حاول تنظيم «داعش»، الذي يتعرض لحصار خانق في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، رفع معنويات مقاتليه وأنصاره والتلويح بأن القضاء عليه «كدولة» لن يكون نهاية المطاف.

وقال المتحدث باسم التنظيم الإرهابي أبي الحسن المهاجر في رسالة صوتية: «نذكّر أخواننا المجاهدين وأهل الإسلام عامة باغتنام ما تبقى من هذا الشهر الفضيل لشن هجمات على أعداء الإسلام في أرض الخلافة وفي العالم أجمع»، خاصاً بالذكر سورية والعراق ومصر واليمن وإيران وأوروبا وأميركا وروسيا وأستراليا.

Ad

وفيما بدا أنه نداء يائس للإرهابيين، الذين يواجهون موتاً محتماً بسورية والعراق، قال الإرهابي: «يا جندي الخلافة ما هي والله إلا ميتة واحدة وقتلة واحدة»، مشجعاً إياهم على الموت، لأنه «لا خير في عيش يدوس فيه أحفاد المجوس خلال ديار حكمتموها بشرع الله».

وتوجه إلى الإرهابيين في سورية قائلاً: «دونكم النصيرية وملاحدة الأكراد وصحوات الردة في الشام، ثبوا عليهم وثبة الأسد الغضاب، ولا يفوتنكم حظكم من هذا الشهر».

وخاطب المتحدث أيضاً «جنود الإسلام في ولايات سيناء ومصر وخراسان (إيران) واليمن وغرب إفريقيا والصومال وليبيا وتونس والجزائر وكل مكان، واصلوا جهادكم وألزموا ثغوركم ورباطكم».

وأشاد بالعملية الإرهابية المزدوجة في طهران قائلاً: «لقد شفيتم الصدور وأدخلتم على المسلمين السرور»، كما أشاد أيضاً بالمعارك، التي يخوضها إرهابيون في جنوب الفليبين.

معركة الموصل

جاء ذلك، بينما أعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» أمس، البدء باقتحام حي الشفاء في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، وهو آخر حي يسيطر عليه «داعش» إلى جانب الوسط التاريخي للمدينة.

المهندس والخزعلي

إلى ذلك، قال نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبومهدي المهندس، المطلوب في الكويت لتورطه في تفجيرات إرهابية، أمس، إن «الحشد الشعبي لم يتراجع عن أي متر تم تحريره منذ صدور فتوى الجهاد الكفائي وهو يقاتل في مساحات شاسعة ويمسك اليوم حدود العراق لتطهيرها».

وأضاف المهندس خلال احتفالية بذكرى تأسيس «الحشد»: «لم نتحرك متراً واحداً منذ بداية عملنا في الحشد إلى اليوم خارج إطار الدولة وخارج إطار القيادة العامة للقوات المسلحة»، معتبراً أن «العراق سيتحول إلى قوة أساسية في المنطقة».

وبشأن الدعوات إلى «إنهاء» دور الحشد الشعبي بعد تحرير مدينة الموصل، تابع المهندس قائلاً، إن «الخطر ما زال يهدد العراق»، لافتاً إلى أن «الحشد الشعبي عامل من عوامل الوحدة».

من جهته، أكد الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي في الاحتفالية ذاتها، أنه «إذا لم يتحقق الانتصار السياسي، فإن الانتصار العسكري يكون قد ذهب أدراج الرياح، ولا أقصد المشاركة في الانتخابات أو الفوز وتحقيق مكاسب ضيقة»، موضحاً، أن «الانتصار السياسي هو إفشال المشاريع، التي كان يريد أن يحققها عدونا في العراق وهو في إفشال الفتنة الطائفية والاقتتال الداخلي بشكل كامل، والانتصار السياسي يتحقق بالاستقرار الأمني في المدن ووضع نهاية للخروق الأمنية والتفجيرات».

وشدد على أن: «من الغريب أو المريب أن تصدر دعوات من أطراف داخلية أو خارجية تطالب بحل الحشد الشعبي».

ولفت إلى أن «الذي يطالب بحل الحشد الشعبي من حيث يعلم أو لا يعلم يريد أن يجردنا من سلاحنا، الذي دافعنا به عن حاضرنا، ويريد أن يتركنا مجردين أمام الوحوش، التي أرادت وتريد الشر بهذا البلد».

من جانبه، قال عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقية، إن «الفتوى المقدسة والاستجابة السريعة لأبناء الشعب والقدرة العالية للتنظيم، والتي استمر بها أصحاب الجهاد المقدس، الذين وقفوا بوجه الدكتاتورية، فأنتجت دوراً أساسياً في إسقاط الدكتاتور بالأمس والوقوف بوجه الإرهاب وإسقاط المؤامرة الكبرى على العراق».

وقال الحكيم: «نفتخر ونعتز بحشدنا وقواتنا»، محذراً من «دخول الغرور في النفوس في هذه اللحظة الخطيرة، ويجب تحمل المسؤولية والتواضع والانحناء بين يدي الله بعد تحقيق الانتصار».

وأكد أن «الانتصار يجب أن يواكبه مشروع سياسي ووضع حلول ومعالجة»، مبيناً أن «التسوية الوطنية فيها استشراق لاستحقاقات المستقبل وتوفير بيئة سياسية ملائمة ويجب لملمة الصفوف الداخلية».