إيزيدية محررة تروي قصتها: اختطفني داعش بالعراق وباعني في سوق بسوريا
استعبد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية نورا خلف لثلاث سنوات، فقد اقتادوها من قريتها الصغيرة بالعراق إلى الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في سوريا واشتروها وباعوها خمس مرات قبل أن تتحرر أخيراً مع أطفالها الأسبوع الماضي.تقول قيادية بوحدات حماية المرأة الكردية لرويترز إن نورا واحدة من الكثير من اليزيديات اللاتي عقد المقاتلون الأكراد العزم على تحريرهن من قبضة التنظيم المتشدد في عمليات سرية.وأطلقت الوحدات على العملية اسم «حملة انتقام لنساء سنجار» موطن الأقلية اليزيدية بالعراق التي اجتاحها المتشددون في صيف عام 2014.
وقال شهود ومسؤولون عراقيون إن المتشددين ذبحوا واستعبدوا واغتصبوا الآلاف حين اجتاحوا شمال العراق ومارسوا التطهير ضد الأقلية اليزيدية، ويعتقد أن نحو ثلاثة آلاف امرأة ما زلن في الأسر.وقالت نسرين عبدالله القيادية في وحدات حماية المرأة إن نحو 200 امرأة وطفل من شمال العراق تحررن في أجزاء مختلفة من سوريا حتى الآن.أنقذتهن وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة التي تتألف من النساء فيما وصفتها بأنها عمليات سرية في أراض تخضع لسيطرة الدولة الإسلامية بدأت العام الماضي، وامتنعت نسرين عن كشف المزيد من التفاصيل لأسباب أمنية.وأضافت أن الوحدات الكردية بدأت هذه المهمة في إطار الحملة التي تشنها وتدعمها الولايات المتحدة لاستعادة الرقة معقل التنظيم المتشدد في سوريا.وبدأ تحالف من جماعات كردية وعربية تتصدره وحدات حماية الشعب التوغل في الرقة الأسبوع الماضي بعد الزحف على المدينة منذ نوفمبر تشرين الثاني.وقالت نسرين «من وقتها لهلأ ونحن نجاهد إنه نحرر اليزيديات يلي أسرى عند داعش».وأضافت أن المقاتلين الأكراد اتصلوا بها ووضعوا «مخططاً بشكل مناسب» لتحريرها دون أن يمسها سوء.
كلمة سر
قالت نورا إن مقاتلاً بالدولة الإسلامية استعبدها منذ عام في محافظة حماة السورية وإن أبناءها كانوا معها حين هربهم رجل لم تكشف عن هويته في العملية التي نسقتها وحدات حماية الشعب الكردية.وأضافت أن الخطة وضعت بفضل القواعد التي يفرضها تنظيم الدولة الإسلامية وتمنع المقاتلين من أخذ هواتفهم المحمولة إلى جبهة القتال، ترك الجهادي الذي كان يحتجز نورا هاتفه في المنزل مما سمح لها بالاتصال بشقيقها الذي طلب بدوره المساعدة من وحدات حماية الشعب.وقالت نورا (24 عاماً) «كان أبو عمير يترك هاتفه في البيت عندما يذهب للرباط، كنت حافظة لرقم أخي».في النهاية تم إبلاغ نورا بأن عليها انتظار اتصال من رجل سيأتي لإنقاذها، أخبرها بكلمة سر متفق عليها حتى تعرف أن الرحيل معه آمن.وقالت لرويترز في مدينة القامشلي السورية بالشمال الشرقي الذي يسيطر عليه الأكراد «أنا مسرورة في إقامتي هنا، وبعد استراحتي هنا سوف أذهب لألتقي بأخي»، وستعود قريباً إلى منطقة سنجار الجبلية.وبعد أن خطف مقاتلو الدولة الإسلامية نورا وأطفالها الأربعة عام 2014 نقلوها عبر مناطق مختلفة من شمال العراق بصحبة عشرات النساء من بلدتها كوجو في سنجار، وقالت «لا أعرف حتى الآن ما الذي جرى لزوجي».وقالت نورا إن في إحدى المراحل حين كانت أسيرة حبسها المتشددون في سجن تحت الأرض في الرقة وفي فترة أخرى احتجزوها بسجن في تدمر.وأضافت «اقتادنا إلى سوق تحت الأرض وكان هذا السوق لبيع النساء، حيث كانوا يعرضوننا أمام عناصر التنظيم وكل واحد منهم يختار الفتاة التي تعجبه»، وأجبرها المقاتلون على خدمتهم والطهي لهم وضربها البعض واغتصبوها مراراً.والآن تقيم نورا وأطفالها في مركز إيواء تديره هيئة المرأة التابعة للإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.وقالت نسرين القيادية بوحدات حماية المرأة إن الوحدات توصل النساء لأقاربهن في شمال العراق من خلال التنسيق مع لجنة من اليزيديين حول سنجار.وقبل شهرين أنقذ المقاتلون الأكراد أيضاً ابنة نورا البالغة من العمر سبعة أعوام التي بيعت قرب الرقة وأرسلوها إلى أقاربها في سنجار.وقالت نسرين «ونورا كمان رح نسلمها عن طريق هيئة المرأة... ورح تشوف بنتها هنيك كمان».ومضت قائلة «يلي بتم تحريرن صرلن سنوات بعيدين عن أهلن، العيشة بين هيدول الدواعش... بيفرض عليهن انحلال وانسلاخ، حقيقة في صعوبة من هالنقطة... بنفيستهن عقد يعني فمشان هيك لازملن اهتمام نفسي».