كندا.. توازن دقيق بين التطوير السياحي والحفاظ على المتنزهات

نشر في 14-06-2017 | 16:34
آخر تحديث 14-06-2017 | 16:34
No Image Caption
يظهر دب فجأة في الغابة... بعد صيحات الاستغراب، يسارع سائقون يمرون في متنزه بانف الطبيعي في غرب كندا إلى التوقف على جانب الطريق لالتقاط وابل من الصور لهذا الحيوان.

ويوضح توني غارلاند وهو سائح أميركي من الرواد الدائمين لمتنزه بانف "ثمة أيائل ودببة هنا، لكن يبدو أن الناس ليسوا على بينة من قواعد المتنزه إذ إنهم يخرجون من سياراتهم ويقتربون من الدببة، وهذه الخطوة تنطوي على مجازفة".

وعلى غرار غارلاند، يتوافد سياح أميركيون وآسيويون كثيرون إلى المتنزه للاستفادة من سعر صرف مناسب لهم وتمضية إجازات في المتنزهات الكندية.

ويضيف هذا السائح الستيني الآتي من سياتل على الحدود الأميركية الكندية "خلال الصيف الماضي، سجل الموقع توافد زوار بأعداد أكبر بكثير من السنوات السابقة. يبدو أن شعبية هذا المكان آخذة في الازدياد".

واستقطب منتزه بانف، وهو الأقدم الأكثر شعبية من بين نحو أربعين منتزها وطنيا كنديا، ما يقرب من أربعة ملايين زائر العام الماضي.

ويبدو أن صيف 2017 سيسجل توافدا قياسيا لا يعود فقط إلى ضعف العملة الكندية. فكندا تحتفل هذه السنة بالذكرى السنوية الخمسين بعد المئة لتأسيسها، وهو حدث يستقطب سياحا كثيرين سيتمكنون من الاحتفال بالمناسبة والاستفادة من دخول مجاني إلى المتنزهات طوال السنة.

وسجل ارتفاع في عدد الزوار بمعدل 5 % سنويا خلال السنوات الأخيرة. ويتوقع في موسم يوليو واغسطس، بالاضافة الى الزوار الاجانب، توافد أعداد كبيرة من الكنديين إلى المنتزهات بما يفوق المستويات المسجلة في السنوات السابقة.

ومع أن هذا التدفق الكبير يمثل فرصة كبيرة للقطاع السياحي، غير أنه يولّد مخاوف تتعلق بحماية الأنظمة البيئية.

ويقول غريغ دانتشوك وهو مدير البرنامج السياحي الخاص بمتنزه بانف لصالح هيئة إدارة المتنزهات في كندا "منذ يناير، سجلنا ازديادا في الحجوزات لإقامة أنشطة تخييم بواقع الضعف مقارنة مع العام الماضي".

ويقع على عاتق هذه الوكالة الفدرالية مهمة شاقة تتمثل بالحرص على مواءمة التطوير التجاري مع حماية البيئة.

ويوضح هذا المسؤول لوكالة فرانس برس "لدينا مسؤولية القيام بالأمرين معا، من جهة الحفاظ على الموارد الطبيعية في المتنزه، الطبيعة، ومن جهة ثانية منح السياح إمكان زيارته".

وتدر السياحة في المواقع الطبيعية المحمية إيرادات سنوية قدرها 1,5 مليار دولار كندي (1,11 مليار دولار أميركي) كما أن هذا المجال يوفر 22 ألفا و700 فرصة عمل، ما يمثل نعمة للحكومة التي تسعى الى الحفاظ على هذا القطاع من خلال ضخ أموال اضافية لتسييره.

مع ذلك، يعتبر البعض أن التطوير السياحي يحصل على حساب حماية البيئة.

وتقول مديرة جمعية حماية الطبيعة والمتنزهات في كندا، وهي منظمة بيئية تتخذ مقرا لها في كالغاري، آن ماري سيسلاك "ينص القانون على ضرورة وضع +منتزهات كندا+ الفدرالية المكلفة حماية هذه المساحات، على رأس أولوياتها الحفاظ على الطبيعة غير أن هذا الأمر لم يحصل".

وتضيف "عدم ترافق التدفق السريع للغاية للسياح مع أولوية حماية الطبيعية يعرض هذه المتنزهات لخطر حقيقي".

وعلى رغم وضع هيئة "متنزهات كندا" حماية الطبيعة في رأس اولوياتها، غير أن حصة الترويج السياحي من ميزانيتها تفوق تلك المعطاة للحفاظ على البيئة.

وبين السلوكيات المتهورة من السياح الراغبين في الاقتراب من الحيوانات البرية، والأضرار اللاحقة بالثروة النباتية، والمخلفات المتروكة في المواقع، وعدد المركبات المتزايد على الطرقات، زادت الأضرار الناجمة عن التدفق الكبير للسياح بسرعة فائقة في العقود الأخيرة.

ويوضح ادوارد جونسون وهو مدير مركز للبحوث في شأن الأنظمة البيئية في سلسلة جبال روكي أن "القرى الواقعة على سفح الجبال كأنت مأهولة بشكل رئيسي بعمال المناجم أو شركات النفط" غير أنها تشهد منذ بضع سنوات "تنمية سياحية كبيرة".

ويتطرق هذا الاستاذ في جامعة كالغاري عن "شغف متنام بهذه المنطقة"، مضيفا "على الارجح هذا أمر جيد لأنه كلما زاد عدد زوار المواقع الطبيعية كانت مهمة الحفاظ عليها أسهل".

وبالتالي يمكن التوفيق بين السياحة والبيئة لأن القطاع السياحي يدر ايرادات يمكن اعادة استثمارها محليا وفق هذا الاستاذ.

ويشدد جونسون على "ضرورة التفكير مليا بطريقة التنمية الواجب اعتمادها بما يضمن ادراك الجميع للتبعات المترتبة عنها".

back to top