• ماذا استفدت من المبدع الراحل صقر الرشود؟- هو مدرسة فنية نهلت منها أنا وزملائي الكثير، تعلمت منه الالتزام بالكلمة الجميلة والموزونة وبأخلاقيات المسرح واحترام الجمهور، العمل بحب وإخلاص، الشعور بالرهبة عند تقديم أي مشروع فني، واختيار الشخصية بعناية والحرص على أدائها بإتقان، تجنّب التكرار، عدم النظر إلى الماديات، فالأهم القيمة والفكر، لذا أختار أدواري بدقة وأدرس العمل الذي يعرض عليّ من جوانبه كافة لاسيما المخرج وفريق العمل... فأنا أتطلع دائماً إلى الدور المرسوم الذي يحمل بصمة.يكفي أن نرى ما قدمه الفنان عبدالله الحبيل من إبداع في مشهد الصندوق بمسرحية "حفلة على الخازوق" فهو من مدرسة صقر الرشود، وحتى الفنانين الكبار تعلموا منه في مسرحية "1 2 3 4 بم"، ويحفّزك خياله الإبداعي على تقديم الجديد.• وماذا يعني لك؟- هو حالة خاصة بالنسبة لي، في كل شيء، فهو مبدع كمخرج وفي الوقت نفسه صارم جداً، إنسان متواضع، يعطيك مساحة كافية لإبرازك، صادق مع الجميع، ويبين لك مواطن ضعفك في الأداء كي تتدراكها، وقبل العرض بيوم أو يومين، يطلب منا إحضار من يعز علينا من الأهل والأصدقاء لمشاهدة البروفة، حتى يملأ ربع الصالة، ويجلس في إحدى الزوايا لمراقبة ردّ فعل الحضور حول العرض، حتى يغلق أماكن الضعف إن وجدت، قبل أن يقدم عرضه للجمهور. وكانت مدة عروضنا عشرة أيام تقريباً، ثم زادت لتبلغ شهراً. وفي البروفة "الجنرال" الأخيرة، يأخذ منا ساعاتنا، ويغلق الأبواب، وهذا مافعله على سبيل المثال في مسرحية "بحمدون المحطة"، استغرقت البروفة وقتاً طويلاً حتى صباح اليوم التالي، أي صبيحة العرض الرسمي.وتعودت منه على عدم الخروج من المنزل يوم افتتاح عروضنا، إنه مدرسة في كل شيء، عندما يكتب عملا ما، ينام ويصحو وهو في الكتب بمقر مسرح الخليج، ومعه عبدالعزيز السريع، وأتخيله كما كان بشعره المنكوش، لايخرج البتة من المسرح، شكل ثنائياً رائعاً مع السريع، وبعد رحيله لم يكتب السريع شيئاً.قبل وفاته كنا ننتظر عودته إلى الكويت قادماً من الإمارات لكي نشرع في عمل مسرحي جديد، لكن القدر لم يمهله، فمات هناك.• كيف كانت عروض "بحمدون المحطة" في لبنان؟- عرضت في بحمدون، في صالة فندق كبير وراق اسمه الشيخ، وأتذكر أننا كنا في بلكون الدور الثاني وتدخل علينا "الغطيطه"، مشهد لأول مرة نراه، غيمة تدخل علينا، وقدمنا عروضاً ناجحة جداً على صعيدَي الإقبال الجماهيري والجانب الفني، والجمهور أكثريته من اللبنانيين، وتفاعلهم كان رهيباً، والجميل أن لهجتنا يفهمها اللبنانيون.• هل صورت تلفزيونياً؟- لا، مع الأسف لم يتم تصويرها، هي من تأليف عبدالعزيز السريع وإخراج الفنان الراحل صقر الرشود، الذي شارك في كتابتها وكانت آخر المسرحيات التي كتبها الرشود مع زميله السريع، والمسرحية حملت الطابع الغنائي وتضمنت عدة (اسكتشات) غنائية كتبها عبدالعزيز السريع ولحنها الملحن يوسف المهنا ومن غناء عدة فنانين، وقدمت عدة عروض على مسرح المعاهد الخاصة في الكويت بدءاً من الثامن عشر من ديسمبر من عام 1974 حتى الثالث والعشرين من يناير من عام 1975، وشهد مشاركة نخبة من نجوم فرقة مسرح الخليج العربي منهم خالد العبيد، محمد المنصور، حياة الفهد، هيفاء عادل، عائشة إبراهيم، محمد السريع، سليمان الياسين، عبدالله الحبيل، أحمد الضرمان. • ما هي مسرحياتك الأخرى مع "الخليج العربي"؟- "فلوس ونفوس" تأليف عبدالعزيز السريع، إخراج صالح حمدان، عرضت 10 يونيو 1970. "الجحلة" مقتبسة عن مسرحية "الجرة" للكاتب المسرحي الإيطالي لويجي بيرانديللو، إخراج د. صالح حمدان، عرضت 2 مارس 1971. "1 ،2 ، 3، 4 بم"، تأليف عبدالعزيز السريع وصقر الرشود، إخراج صقر الرشود، عرضت 27 يناير 1972. "ضاع الديك" تأليف عبدالعزيز السريع، إخراج صقر الرشود، عرضت 7 نوفمبر 1972. "الواوي" وتتضمن "هدامه" تأليف مهدي الصايغ، إخراج صقر الرشود. "تحت المرزام"، تأليف نواف أبو الهيجاء، إخراج صقر الرشود، عرضت على مسرح كيفان في 26 فبراير 1976. "متاعب صيف" تأليف سليمان الخليفي، إخراج صقر الرشود، عرضت 24 نوفمبر 1976. "عريس لبنت السلطان" تأليف محفوظ عبدالرحمن، إخراج صقر الرشود، عرضت 21 مارس 1978. "تنزيلات"، تأليف مهدي الصايغ، إخراج منصور المنصور، عرضت 21 يناير 1981."عزل السرق"، تأليف د. خالد عبداللطيف رمضان، إخراج منصور المنصور، عرضت 24 سبتمبر 1981."الحلاق"، تأليف ألفريد فرج، إخراج مبارك سويد، عرضت 16 مارس 1982. "صباح الخير يا كويت"، تأليف محمد الرشود، إخراج منقذ السريع.• من يعجبك من كتّاب الدراما؟- الساحة المحلية الحالية تحسر على قلة الكتاب الذين يخوضون غمار الكتابة المسرحية. لأن الكتابة للمسرح تحتاج إلى أدوات معينة تمكن الكاتب من ذلك، وتعجبني كتابات فهد العليوة ومحمد الكندري في مجال الكتابة للتلفزيون، لكن في المسرح هناك قلة تكتب والأغلبية تقوم بالإعداد.وفي ما يتعلق بالكتابة المسرحية للطفل، ثمة أعمال تركز على التراث، وأي فكرة جميلة أكتبها وأراها تتناسب مع الطفل أجتهد لترجمتها.• كيف ترى أحوال الساحة راهناً؟- اختلفت الأحوال كثيراً في الساحة الفنية عن الماضي، إذ انعدم الإخلاص لدى بعض الفنانين والعاملين في الوسط الفني، وباتت المادة شغل هؤلاء الشاغل، ومن المفترض ألا يسأل الفنان عن المقابل، قبل أن يسأل عن الفنانين المشاركين، وعن نوعية الدور، ونوعية العمل الذي سيشارك فيه، والى أي مدى سيقدم فكرة أو رسالة للجمهور. ويفترض أيضاً أن يسأل عن المخرج الذي سيتعامل معه وكيف سيدرس النص الذي سيقدمه، وكيف سيتقمص الشخصية. • ما الحل برأيك؟- من الضرورة بمكان العودة إلى بروفات الطاولة، كما كان يفعل كبار الفنانين لينسجم فريق العمل ويقدم عملاً جيداً. كنا سابقاً نجلس مدة شهر أو أكثر لبروفة الطاولة، لنشرح النص، وأحياناً يستبعد أحد الممثلين بعد مرور عشرة أيام لأنه لم يصل في أدائه إلى الشخصية المطلوبة.• وماذا عن الأعمال العربية المشتركة؟- إنها فكرة جيدة، لكن بشرط أن يوضع كل فنان في مكانه الصحيح، وألا ينسى هويته، وأن يتعامل مع الفن كفن، لا أن يشارك لمجرد الحضور، وعليه أن يحترم عقلية المشاهد ويقدم اللهجة المطلوبة منه بشكل سليم، كما فعل الفنان السوري جمال سليمان عندما شارك في الدراما المصرية، وما لفتني فيه أنه أتقن لهجة كل بلد عربي مثَّل فيه، فكان لأعماله صدى جيداً.• كيف يمكن منع إطلاق شائعات موت الفنانين؟- يجب أن تفرض وزارتا الداخلية والمواصلات غرامة مالية وإنزال عقوبة السجن ثلاثة أشهر بحق من ينشر هذه الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً إلى آثارها السلبية لاسيما الصدمة التي تحدثها عند أهل الفنان وقد تسبب في موت أحدهم.• هل تعرّضت لمثل هذه الشائعة؟- بالطبع كذلك الأمر مع حياة الفهد وعبدالحسين عبد الرضا وولد الديرة، ولا أعلم ماذا يستفيد مروّجها؟!. الفنان القدير عبدالرحمن العقل ممثل عشق خشبة المسرح، وعاصر روادها، فاشترك في معظم أعمالهم، وأثبت أنه من الممثلين القلائل الذين يؤدون أدوارهم بطريقة روائية مميزة تتوازن وتتساوى مع بقية أفراد العمل، حتى وصل به المطاف لأن يكون ممثلاً رائداً ومتناغماً مع أصعب مسرح، ألا وهو مسرح الطفل.في تعابيره يتغلغل صدق الكلمة، فيحضر الزمان والمكان شاهدين على الحدث والرواية، فتزداد الأسئلة وعلامات التعجب حتى تصل إلى أجوبة في نهاية القصة.واستطاع من خلال مخارج الحروف، التي يجيدها أن يشد المشاهد إلى الحالات الإنسانية والسياسية المبطنة في حركة عضلات وجهه وجسمه، كل ذلك أتى من خلال حياته اليومية، التي يعيشها دون تكلف أو مزايدة.إنه الفنان عبدالرحمن العقل، الذي تحدى العادات والتقاليد باحترافه الفن والتمثيل في المسرح، سواء كان للكبار أو الأطفال، وفي أداء الأدوار الكوميدية أو التراجيدية على حد سواء.في الحلقة الثالثة، يستدعي الفنان عبدالرحمن العقل "بوخالد" ذاكرته ليتحدث عن المبدع الراحل صقر الرشود، كمدرسة فنية نهل وزملاؤه منها الكثير، مثل الالتزام بالكلمة الموزونة وأخلاقيات المسرح واحترام الجمهور واختيار الدور بعناية والحرص على تأديته بإتقان تام.كما تناول في حديثه عرض مسرحية "بحمدون المحطة" من تأليف عبدالعزيز السريع وصقر الرشود وإخراج الأخير، التي لم تصور تلفزيونياً، ونجحت عروضها في لبنان. وأشاد العقل بكتاب الدراما التلفزيونية الكويتيين من جيل الشباب فهد العليوة ومحمد الكندري، لكن في المسرح هناك قلة يكتبون والأغلبية تقوم بالإعداد.... حول التفاصيل دار هذا الحوار:
زيارة المسؤولين تبث روح الحماسة لدى فريق العمل
أشاد الفنان عبدالرحمن العقل، بمتابعة المسؤولين في تلفزيون الكويت سير عمل تنفيذ المسلسلات بنظام المنتج المنفذ، خصوصاً اهتمام وكيل الإعلام طارق المزرم، وزيارة الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون مجيد الجزاف لمواقع التصوير، للمؤازة والدعم الشامل لكل المنتجين الكويتيين دون استثناء، لأن تلفزيون بلدهم هو أولى بإبداعاتهم وإنتاجاتهم. وأضاف العقل إنهم عملوا على توفير كل الاحتياجات والإمكانات التي يحتاجها كافة المنتجين من خلال دعم المنتج المنفذ، وهم كمسؤولين أبوابهم مشرعة أمامنا وهذا اهتمام رائع لكل من يساهم في ارتقاء وتطوير دراما تلفزيون الكويت.والمسؤولون يشددون على كافة عناصر العمل بدءاً من الكاتب والمنتج، مروراً بالممثل، وانتهاء بالمخرج، بضرورة المحافظة على القيم والأخلاقيات والوسطية، ونبذ الطائفية، والدعوة إلى الوحدة والتسامح، وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية إلى إيجاد الحلول الناجعة لها، والابتعاد عن تناول الظواهر السلبية وكأنها تشغل حيزاً مهماً في المجتمع. وهذا ما لمسه العقل، أثناء تصويره لعملين "ليش يا جارة" الذي عرض قبل رمضان، ومسلسل "أبوطبيع" وهو يعرض حالياً في رمضان، فهذه الزيارات والمتابعات الميدانية لتلك الأعمال ترفع معنويات العاملين فيها، وكذلك للتعرف على أي معوقات قد تواجه العملية الانتاجية. وأكد العقل أن الجزاف لم يتوان في إسداء التوجيهات المتعلقة بالعمل الفني، التي تدل على أنه بخلاف منصبه ومهامه يمتلك نظرة ثاقبة ومسؤولة عما سيطرح على شاشة تلفزيون الكويت، ومثل هذه الزيارات تبث في فريق العمل روح الحماسة لمواصلة البذل والعطاء ومضاعفة الرقابة الذاتية حتى في عدم تواجد المنتج.