منظور آخر: مجاهرتك بالإفطار لا تجرحني
الصيام ليس صياما عن الطعام، إنما هو صيام عن جميع العادات السيئة، ومنها ظلم الآخرين لا سيما من أديان أخرى حين أفرض عليهم واحدة من ركائز ديني الذي لا يعتنقونه، بل أعاقبهم على ذلك، وهذا ظلم فاحش.
![أروى الوقيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1502968882088610300/1502968890000/1280x960.jpg)
ولست أفهم كيف لمنظر شخص يشرب أو يأكل أن يجرح صيامي؟ لأننا طوال اليوم نشاهد برامج طبخ، ومسلسلات تحتوي على موائد طعام، ناهيك عن صور الأكل المنتشرة على الدوام في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، بل بتنا بهذا القانون المعاقب للمجاهرة بالإفطار في رمضان نعاقب بل نمارس دور المراقب على الناس، وكأن الصيام يجعل منا أشخاصا أسوأ، نريد أن نوقع بغيرنا فقط وبأي تهمة. الصيام ليس صياما عن الطعام، إنما هو صيام عن جميع العادات السيئة، ومنها ظلم الآخرين لا سيما من أديان أخرى حين أفرض عليهم واحدة من ركائز ديني الذي لا يعتنقونه، بل أعاقبهم على ذلك، وهذا ظلم فاحش.نحن لا نعيش في حالة انعزال عن العالم، بل على العكس متواصلون مع العالم أكثر من أي وقت مضى بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، لذا يجب أن نتعلم كيف نتقبل الآخر المختلف عن ديننا، بل نكرمه باحترام خصوصيته ليحترم أخلاق المسلمين، ولكننا بمعاقبته وسجنه سنكتسب عدوا جديدا للإسلام، وهو أمر رائج حاليا، اكتساب أعداء للإسلام، ألا يكفي ما يقوم به "داعش" من تصرفات وحشية شوهت الإسلام عالميا؟ لذا يجب علينا كدول صغيرة أن نحترم الوافدين والمقيمين من جميع الأديان والجنسيات، ولا أظن في ذلك أي جرح لصيامك أخي المسلم الصالح.قفلة:انتشر فيديو لشخص يضرب وافدا آسيويا في نهار رمضان لأنه كان يأكل، وهذه بركات فكرة معاقبة المجاهرة بالإفطار، التي جعلت الصائم يقوم بدور ضابط النيابة الذي يعاقب المجرمين، ولكن ما لا يعلمه أن هذا الفيديو جرح صيامنا جميعا، ولم يجرحنا هذا الفقير وهو يتناول وجبته على الأرض، وملامح الفقر بادية على مظهره دون أي شك، هل هذه أخلاق المسلمين؟