في جلسة الشهادة الأولى التي أدلى بها تحت القسم منذ تعيينه على رأس وزارة العدل الأميركية في فبراير الماضي، نفى جيف سيشنز خلال مثوله أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي، أن يكون متواطئا مع الحكومة الروسية، معتبرا أنها «كذبة مشينة وبغيضة».

وندد سيشنز، خلال جلسة الاستماع، بشدة بما ينسب إليه من تصرف بشكل غير لائق خلال لقاءات مع مسؤولين روس أو أنه كان على علم بأي محاولة للتواطؤ مع موسكو من جانب أفراد في الفريق الانتخابي للرئيس الاميركي دونالد ترامب.

Ad

ورفض مرارا أن يكشف عما اذا كان تحدث إلى الرئيس حول طريقة تعاطي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي مع التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية. وتمت إقالة كومي بشكل مفاجئ أخيرا على خلفية هذا الملف.

وبدأ سيشنز شهادته بالتأكيد أنه لم يلتق أبدا أو يجر أي محادثات مع مسؤولين روس حول الانتخابات الرئاسية في عام 2016.

وأضاف أن «الايحاء بأنني شاركت في أي تواطؤ أو كنت على علم بحصول تواطؤ مع الحكومة الروسية لايذاء هذا البلد... كذبة مشينة وبغيضة»، متعهداً بالدفاع عن سمعته «ضد مزاعم حاقدة وكاذبة».

وشهدت الجلسة، التي استمرت ساعتين ونصف الساعة تبادلات حادة مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الذين طالبوا سيشنز بتفاصيل حول محادثاته مع ترامب، رفض الوزير الاميركي الكشف عنها، مبررا ذلك بالسرية.

وحذر بعض أعضاء الكونغرس الديمقراطيين سيشنز من أنه يبدو وكأنه يرفض التعاون حول مسائل أساسية.

وكان كومي لدى إدلائه بشهادته أمام اللجنة نفسها قبل أسبوع، قال إن ترامب طلب منه التخلي عن تحقيق حول مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، ما يمكن أن يعرض الرئيس لاتهامات بعرقلة القضاء.

وكان فلين أرغم على الاستقالة بعد أسبوعين من توليه مهامه وسط شكوك بأنه كذب حول اتصالاته مع مسؤولين روس. ومع أن وزارة العدل أعلنت أن سيشنز تنحى عن التحقيق في مارس بسبب دوره في حملة ترامب، إلا أن كومي قال في شهادته إن «أف بي آي» كان على علم بوقائع من شأنها ان تطرح إشكالية في حال شارك سيشنز في التحقيق.

وعند سؤال سيشنز حول ماهية هذه المعلومات، قال: «ليس هناك شيء»، مضيفا أن «هناك إيحاء سريا يتم تسريبه عني ولا أحب ذلك».

وبعد أقل من شهر على إقالة ترامب لكومي، سرت شائعات بأنه ربما يسعى الى طرد روبرت مولر المحقق الخاص الذي عينه الكونغرس لتولي التحقيق حول التدخل الروسي.

ورفض سيشنز التعليق على الشائعات، مكتفيا بالقول إنه يثق بمولر.

وإثر جلسة الاستماع، علقت متحدثة باسم البيت الابيض بأن ترامب ليس لديه أي نية لإقالة مولر.

وعند سؤاله عن ادعاءات بأنه أجرى لقاءات لم يفصح عنها مع مسؤولين روس عندما كان مستشارا لحملة ترامب، رد بأنه أقر بلقاءين العام الماضي مع السفير سيرغي كيسلياك. لكنه نفى أي محادثات مهمة مع كيسلياك خلال لقاء ثالث في 27 أبريل 2016 بمناسبة حفل استقبال في فندق مايفلاور الذي يملكه ترامب في واشنطن.

ونفى سيشنز ايحاءات كومي بأنه لم يتخذ الاجراءات الصحيحة لحماية مدير الـ»اف بي آي»من اي ضغوط سياسية.

من جهة أخرى، ذكرت وسائل اعلام أميركية ان طالبا اميركيا دخل في غيبوبة اثناء سجنه في معسكر للاشغال الشاقة في كوريا الشمالية عاد الى الولايات المتحدة في ساعة متأخرة أمس الأول بعد ان سمحت بيونغ يانغ بعودته الى بلاده.

كما منح ترامب وزارة الدفاع (البنتاغون) صلاحية تحديد عديد القوات الاميركية في افغانستان، في خطوة قد تؤدي إلى نشر آلاف الجنود الاضافيين في هذا البلد.