في 17 أبريل عام 1951، وقعت السيدة فاطمة اليوسف، الشهيرة باسم «روزاليوسف» خطاباً إلى «حضرة صاحب العزة مدير قلم المطبوعات بمحافظة العاصمة» تفيده فيه بصدور مجلة «صباح الخير» أسبوعياً كل يوم خميس، غير أن المجلة لم تصدر بهذا الإخطار، كما لم تصدر بعد الإخطار الثاني الذي أرسل في العام 1954، حتى استقر على إصدارها في 17 يناير 1956، برئاسة تحرير الكاتب الصحافي أحمد بهاء الدين، ليكون أصغر رئيس تحرير في مصر – 31 عاماً – بعد الأخوين مصطفى وعلي أمين.صدر العدد الأول تحت الشعار الذي اختاره بهاء الدين «للقلوب الشابة والعقول المتحررة»، ليستعين بصديقه صلاح جاهين، بل ويفتح له صفحات المجلة على مصراعيها، ليقدم عبرها رسومه الكاريكاتورية، فعمد صلاح إلى ابتكار شخصيات كارتونية من إبداعه، لتعيش مع المصريين أفراحهم وأحزانهم، وتنقل إليهم انتقاداته الساخرة اللاذعة لكل الأوضاع الخاطئة، وكما انتشرت أشعار صلاح وأغانيه، انتشرت بسرعة شخصياته الكارتونية أيضاً، قيس وليلى، قهوة النشاط، الفهامة، درش، وغيرها من الشخصيات التي راح جمهور القراء ينتظر أن تطل عليه كل أسبوع، عبر صفحات المجلة. كان يسعده جداً، أن يستوقفه أحد القراء في الشارع ليعلق له على واحدة من رسوماته التي شاهدها أخيراً وفهم قصده منها، أما أكثر ما كان يسعده فهو أن يسمع بظهور شاعر جديد يكتب بالعامية، ما جعله يخصص باباً صحافياً في مجلة «صباح الخير» بعنوان «شاعر جديد أعجبني»، يقدّم من خلاله أسماء شعراء، البعض جديد يكتب لأول مرة، والبعض الآخر لفت أنظار المثقفين، بأشعاره العامية، بحثاً عما أطلق عليه «عزوة العامية»، حتى أنه كان يفرح «فرحة طفولية» غامرة بميلاد قصيدة جديدة أو شاعر جديد، وكلما أعجب بشاعر جديد التقى به، يحتضنه ويلقي على سمعه تلك الجملة التي قالها لصديقه الشاعر فؤاد حداد، عندما التقاه أول مرة صائحاً: «الحمد لله.. أنا حاسس إننا بقينا كتير».
فرحة التأميم
شعر جاهين بإحساس جديد لم يشعر به من قبل، على المستويات كافة، مهنياً وإنسانياً وإبداعياً وسياسياً، حتى أنه رغم حجمه الضخم ووزنه الثقيل، قفز من فوق الكرسي حتى كاد أن يلمس سقف حجرته، عندما سمع قرار الزعيم جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، في العيد الرابع لـ «ثورة 23 يوليو» في العام 1956، رداً على رفض البنك الدولي تمويل بناء «السد العالي»، فانفعل صلاح جاهين بشكل كبير، وكتب «موال عشان القنال»:الشـعب واقف على شـط القنـال.. كـلـهوكـل غليـون يفوت ينــده لـه ويـقول لـهسـيب اللي مغلـول يـموت من حسرته وغلهإحـنـا حـفرنـا القنـال بإيدينـا وأسـنانناوطـردنـا منـه غـريب ما بقاش حايوصل لهسـيب اللي مغلـول في لندن وف باريز مغلوليشـد شـعره ويصـرخ م القـرون مخلوليـهـاتـي .. لم حد يسـمع صـوته مهما يقولهـو حـايلطـم ويـخبط راسـه في الحيطـةوإحنا حانمشى ف طريقنا للهدف على طولإيــدن يقــول:إزاي قـنـاة السويـس يـا إخـواننــا تتأممده مـوش كـلام .. أمـال إحنا إزاي حانتسمم؟ناكـل منين؟ بـعدمـا عدمناكـي يا أسـهم؟مافيش كـلام زي ده يـاللا ابـعتوا الأسطوليقف قصـاد مصـــر.. عند الأمـر يتقدم !شعـبـان يقـول: بـاردون يـا إيـدن أنـا راجـل عـلى قــديلـكن حـأجـاوب عليك واخـد معــاك واديمين اللي شـال بـالغلق على كتفه؟ مش جدي؟مين اللي سف التـراب والوحـلة؟ مش جدي؟مين اللي مـات م البـلاوي الزرقا؟ مش جدي؟والميـة دي ماشية فين؟ مش ماشية في بلادنا؟خــلاص يـا إيـدن ادينــي قلت لك رديإيــدن يقــول:لـكن دي شـريـان مهم عشــان بريطـانياوفـوق كـده لسـه فيه بـرضـه حاجات تانيةبخصـوص فـرنســا وأمـيركـا وألمـانيـاما أقـدرش أسـيب القنـال في إيد جمال وحدهأحسن حاجات "موش كويس” تجرى في الدنياعوضين يقـول:إزاى تـجيب سـيرة الشـريـان وأنـا جــزارعمـري ماشفتش خـروف أو عجـل والا حمـارله عـرق نـاقـص.. وموجـود عند سـابع جاركـل البهــايـم عــروقهـا جـوه جتتـهـاأمـا أنت راجــل علـى رأي الـمثـل فشـارإيــدن يقـول:أضـمن منين المــلاحـة تسـير بـحـريــةوإن العـواقب ســليمـة ميــة فـي الـميــةلازم قنـاة السـويس مـاتـكونش مصــريــةلازم قنـاة السـويس إحـنـا اللـي نـحـكـمهاونـديـر شـؤونـهـا وتبقــى الاســم دوليــةجـابـر يقـول: مـن صـغر سـني وأنـا ريـس علـى الـميـةشـايـف جــميع المــراكب والمـراكـبيــةرايـحـة وجـايـة فـي خيـر وسـلام وحـريةمـن بـور سـعيـد للسويس لـم فيـه ولا قـاربإلا وأنـا بـقلبـي حـارسـه وشـايـله في عينيابـلاش يـا إيـدن تقول حــرية وتـدجــلده كـل شـيء في التاريخ مـكـتوب ومتسجلوأنت حسابـك مـع الـحـرية متأجــلبـلاش تقول اسـمهـا واسـمع زعيمنـا جـمـالوهو بـيـكلم الأحـرار وبيجـلجـلإيــدن يقـول:هـاتـوا الـدول تـجتمع في الـمؤتمـر هـاتواهــاتــوا دالاس بـالعجـل مــن دولاراتوهـاتـوا بينـو يـعينـه في مناوراتــهإيــاك نـعـود للقنــال بحكـايـة التـدويـل ويـعـود لنـا عـهـد لاسـتعمار ولــذاتهمحمـود يقـول:خـلي الـدول تـجتمع فـي الـمؤتمـر خـلـييـحـكم دالاس ع الــدول ويقـول ويـملــي يـحـكم علينـا ويـعــزل فينــا ويــولــيدي مـؤامـرة مش مـؤتمــر وإحنا مانقـبلهـاشوإحنا مـا نـعرفش مــؤتمــرات تــراللـي!اتـلمـوا في الـمؤتمــر وانـفضـوا واتـلمـواســبع ليـالــي ولا اتـفقـوا ولا اتـلمـواوقف دالاس يـقتــرح.. شـبيلوف حبس دمـهوعـم بينـو وقف يـــاخـد بـإيـد عمـهكـريشـنا قـام لـه وراح واخـده علـى مشمهإيـدن صـبح يبـكـي من قـهره ومـن غمــهيـا ميت نـدامـة عليك يـا مؤتـمـر لنــدنحتـى اللـي راكــن عليك زودت لـه هـمـهفين الـكـلام اللـي زي الشـومـة والنبــوتينـزل على اللـي معادينـا المـجـرم الممقوتاللـي على نـهبنــا وســـلبنا حـايمـوتإيـدن زعيـم الـدجـل.. أبـو شـنب فضــةشـايب وعـايب.. خــدوه ياولاد حـارتنـا توت...في غمرة سعادته بقرار الزعيم بتأميم قنال السويس، أصدر صلاح جاهين ديوانه الثاني القصير «موال عشان القنال» والذي يتضح من اسمه أنه كتبه بوزن «الموال الشعبي» في «خماسيات» تتخللها مقاطع غنائية بأوزان مختلفة، فحقق نجاحاً مضافاً.في هذه الفترة توثقت علاقته بنصفه الثاني سيد مكاوي، حيث وجد كل منهما ضالته في الآخر، ذلك النموذج الذي بحث عنه كل منهما على طريقة سيد درويش وبديع خيري، أو بيرم التونسي وزكريا أحمد.وبعد عدة أشهر من التقاء الصديقين جاء أول تعاون بينهما، حيث كتب جاهين أول أغنية للشيخ سيد، واقترح الأخير أن تؤديها المجموعة، ليس بصوته، لإيمانه الشديد بالغناء الجماعي، وأن جميع الناس لابد أن تغني، خاصة أن الأغنية تتحدث عن العمال والفلاحين، وهم خير من يعبر عن أنفسهم، فكتب له أغنية «يا صنايعي يا فلاح»، لحنها الشيخ سيد وغنتها المجموعة:اعمل لنا مفتاح يا صنايعي يا فلاح تفتح أبواب الخيرأسوان مليانة حديدانهض ومد الأيدومتمدهاش للغيرأعمل لنا مفتاحبعدها كتب صلاح جاهين عدة أغنيات خفيفة من تلك النوعية التي يحبها الشيخ سيد، والتي اعتادت الإذاعة أن تقدمها في فترة الصباح مثل «نسيم القمر» و{اصحى يا محبوب اصحى»، ولحنها الشيخ سيد وقدمتها المجموعة أيضا.مهمة وطنية
رغم التنوع الكبير في الأغاني الوطنية التي قدمت بمناسبة هذا الحدث الكبير، حيث تجلى مبدعو مصر ليقدموا 44 أغنية ونشيداً في عشرة أيام، من أروع ما أنتجته القريحة الإبداعية، إلا أن نجم جاهين بزغ من بينهم بشكل كبير ومميز، فبعد «موال عشان القنال» كتب «محلاك يا مصري» بمناسبة انسحاب المرشدين الأجانب من إدارة القنال بعد تأميمها، وما إن قرأتها كوكب الشرق أم كلثوم، حتى بادرت على الفور بالاتصال بصلاح وطلبت منه أن تغني هذه الكلمات، وعهدت بتلحينها إلى الموسيقار محمد الموجي، لتقوم بغنائها بعد أقل من أسبوع من انسحاب المرشدين الأجانب من القنال:محلاك يا مصري وأنت ع الدفة والنصرة عاملة في القنال زفة يا أولاد بلدنا تعالوا ع الضفة شاورولهم غنولهم وقولولهمريسنا قال ما فيش محال راح الدخيل.. وابن البلد كفىحيوا الرجال السمر فوق السفينة حيوا اللي جاهدوا عشان ما يفرح وادينابصت لنا الدنيا وشافت عملهم غنت بكل لسان على كل ميناأنا قلبي فاكر لسه مين اللي جرحه ولولا يوم النصر ما اتلم جرحهشفت القنال في أيدين رجال من بلادي رفرف عليهم قلبي من كتر فرحهحبايبنا شرق وغرب جايين بلادنا يشاهدوا نور الحق فوق كل مادنةونسيمنا بالأحضان مقابل راياتهم وقنالنا يحكي لهم حكاية جهادنافي الوقت نفسه اختار الموسيقار محمود الشريف عددا من أبيات قصيدة "موال عشان القنال” ولحنها تحت عنوان "يا سايق الغليون” وغناها المطرب محمد عبد المطلب، وهي من الأغاني التي تحمل مفردات أهل القنال الذين يطلقون على "القارب” الذي يعمل بماتور لفظ "غليون” وهو لفظ محرف للكلمة اليونانية "جليون” فجاءت الأغنية كأنها رسالة من سكان منطقة قنال السويس لباقي سكان مصر:يا سايق الغليون.. عدي القنال عديوقبل ما تعدي.. خد مننا وديدا اللي فتح بحر القنال جديعدي القنال عدي القنال عديبحر القنال يا كترها رمالهوجدنا فوق الكتاف شالهبحر القنال اتبدلت حالهوجدنا يتهنى بعيـالهمؤامرة دولية
بدأ التعاون بين الصديقين جاهين ومكاوي يثمر أعمالاً تلفت الأنظار بقوة إليهما، وما كاد القطار ينطلق، حتى حدث ما أوقفه، فلم تكتمل فرحة المصريين بعودة «قنال السويس»، حيث لم تمر أيام إلا وبدأ إعلام الدول الاستعمارية الكبرى، خاصة بريطانيا وفرنسا، يشن هجوماً عنيفاً على مصر. لأن بريطانيا أكثر المتضررين من قرار تأميم القنال، كونها تمتلك 45% من أسهم القناة، بدأت التفكير بإسقاط جمال عبد الناصر، فتبلورت خطتها من خلال فرض عقوبات اقتصادية على مصر، ولم تقف ردة فعل قرار تأميم القنال عند بريطانيا فحسب، بل امتد الأمر إلى فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، ثم وجهت بريطانيا الدعوة إلى 23 دولة لحضور مؤتمر لندن في 16 أغسطس 1956. وأعلنت فرنسا وبريطانيا تعبئة الاحتياطي، وأذيع رسمياً تحرك قواتهما وأساطيلهما، فانتهزت إسرائيل الفرصة وهاجمت الحدود المصرية، ودخلت إلى سيناء في 29 أكتوبر 1956، فأصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذاراً بوقف الحرب وانسحاب الجيش المصري والإسرائيلي لمسافة 10 كيلومترات من ضفتي قناة السويس، ما يعني فقدان مصر سيطرتها على قنال السويس، ولما رفضت مصر نزلت القوات البريطانية والفرنسية في بور سعيد ومنطقة القنال، وكان واضحاً أن ما حدث هو مؤامرة بين الدول الثلاث.التقى سيد مكاوي بصديقه صلاح جاهين، وهو في حالة من الهياج النفسي والضيق من العدوان، يشعر كأنما ثمة بركان يغلي بداخله يريد أن ينفجر، في الوقت نفسه تمنى الشيخ سيد لو أنه كان مبصراً ليستطيع السفر إلى مدن القنال ويكون إلى جوار أهالي بورسعيد في تصديهم لهذا العدوان الغاشم، أو أضعف الإيمان أن يصل إليهم صوته ليشد من أزرهم:*دي مقدور عليها.. ممكن صوتنا يوصلهم من هنا يا شيخ سيد=قصدك بالغنا يعني*وهو الغنا شوية.. الكلام هايخلينا نحارب معاهم.. لأن لازم كل الناس تحارب=طب ومستني أيه.. ما تكتب يا صلاح اكتب *أنا كتبت بالفعل.. والكلمات أهي معايا.. أسمع وقوللي أيه رأيك: ﺡ ﻨﺤﺎﺭﺏ ﺡ ﻨﺤﺎﺭﺏ ﺡ ﻨﺤﺎﺭﺏكل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺡ ﺘﺤﺎﺭﺏﻤﺵ ﺨﺎﻴﻔﻴﻥ ﻡ ﺍﻟﺠﺎﻴﻴﻥﺒﺎﻟﻤﻼﻴﻴﻥ ﺡ ﻨﺤﺎﺭﺏﺡ ﻨﺤﺎﺭﺏ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻨﺼﺭﺘﺤﻴﺎ ﻤﺼﺭ ﺘﺤﻴﺎ ﻤﺼﺭﺡ ﻨﺤﺎﺭﺏ ﺡ ﻨﺤﺎﺭﺏ ﺡ ﻨﺤﺎﺭﺏرد الاعتبارلم يمر اليوم إلا وقد لحن الشيخ سيد الأغنية، وتم تسجيلها في اليوم التالي وأذيعت في اليوم نفسه، وسرت الأغنية بين جموع الشعب سريان النار في الهشيم، وسمعت أم كلثوم الأغنية، فطلبت من صلاح جاهين كتابة أغنية وطنية لها، فكتب لها «والله زمان يا سلاحي» ولسان حاله يريد أن يطلب منها أن يلحنها الشيخ سيد مكاوي، غير أنها أعطتها للموسيقار كمال الطويل، وهي على يقين بأنه شريك تجربة نجاح عبد الحليم حافظ في الغناء الوطني، وتحديداً في أغنية «إحنا الشعب» فهي تبحث عن النجاح المضمون:والله يا زمان يا سلاحي اشتقت لك في كفاحي انطق وأقول أنا صاحي يا حرب والله زمان والله زمان ع الجنود زاحفه بترعد رعودحالفة تروح لن تعود إلا بنصر الزمان هموا وضموا الصفوف شيلوا الحياة على الكفوفياما العدو راح يشوف منكم في نار الميدان يا مجدنا يا مجدنا يللي انبنيت عندنا بشقانا وكدنا عمرك ما تبقى هوان الشعب يزحف زي النور الشعب جبال الشعب بحور بركان غضبان بركان بيفور زلزال بيشق لهم في قبورحققت الأغنية نجاحاً مدوياً، حتى أنه لم يكن في مصر، كبير أو صغير، لم يحفظ الأغنية، الجميع يردد الأغنية، حتى أصبحت بمثابة نشيد وطني رسمي، خصوصا الأبيات الأربعة الأولى، فكان من الطبيعي أن يصل صدى نجاح الأغنية إلى المستشار بهجت حلمي، والد صلاح جاهين، ليدرك للمرة الأولى مدى عظمة ما يقوم به نجله وأهميته، وقيمة الشعر الذي يكتبه، لدرجة أن مصر كلها تردده، وقبلها سيدة الغناء العربي، لم يصدق أن تغني أم كلثوم من كلمات نجله، الذي اتهمه يوماً بالفشل، وكانت رؤية صلاح هي الأصح، عندما أكد له يوماً ما أنه سيجعل الناس تشير إليه لتعرفه باسم نجله، وهو ما حدث بالفعل، عندما بدأ يقدم نفسه لشخص ما يتعرف إليه لأول مرة، فيبادر الشخص متسائلا:=هو حضرتك والد الشاعر صلاح جاهين اللي كتب «إحنا الشعب» و{والله زمان يا سلاحي»؟ قبل مرور شهرين تم انسحاب العدوان الثلاثي عن مدن القنال، معلناً انتصار مصر سياسياً، بعدما وجه الاتحاد السوفياتي إنذاراً بضرب لندن وباريس بالصواريخ، وتم الانسحاب في 23 ديسمبر من العام نفسه.شعر سيد مكاوي بغيرة فنية عندما غنت أم كلثوم للملحنين الشابين كمال الطويل ومحمد الموجي، من كلمات صديقه صلاح جاهين، فقرر أن يأخذ خطوة إيجابية ويبادر إلى تقديم لحن لأم كلثوم، غير أن اللقاء لم يأت كما توقع، فرغم كلمات الترحيب والثناء والتشجيع، وثقتها الكبيرة بأنه سيكون له مستقبل كبير، إلا أنه خرج من المقابلة وهو لا يعرف ما إذا كان سعيداً أم حزيناً، إلا أن الشيخ سيد اعتبر أن اللقاء فشل، ورأى أنه ربما كان عليه أن ينتظر حتى تطلبه هي، ولا يكرر ما فعله ثانية.مهبوش بخربوش الألم والضياعقلبي ومنزوع م الضلوع انتزاعيا مرايتي يا اللي بترسمي ضحكتييا هل ترى ده وش والا قناععجبي!!...حبيت.. لكن حب من غير حنانوصاحبت لكن صُحبة ملهاش أمانرحت لحكيم وأكتر لقيت بلوتي إن اللي جوّه القلب مش ع اللسانعجبي!!...ليه يا حبيبتي ما بيننا دايماً سفرده البعد ذنب كبير لا يُغتفرليه يا حبيبتي ما بيننا دايماً بحورأعدي بحر ألاقي غيره اتحفرعجبي!!...ورا كل شباك ألف عين مفتوحينوأنا وأنتِ ماشيين يا غرامي الحزينلو التصقنا نموت بضربة حجرولو افترقنا نموت متحسّرينعجبي!!....نوح راح لحاله والطوفان استمرمركبنا تايهة لسه مش لاقية برآه م الطوفان وآهين يا بر الأمانإزاي تبان والدنيا غرقانة شرعجبي!! البقية في الحلقة المقبلة