سيظل الفهم الخاطئ لحديث النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي رواه مسلم عن أبي هريرة أن النبي- صلى الله عليه وسلم، قال: "فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون" من بين أبرز الأحاديث النبوية التي تلجأ إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير سياستها الرامية إلى نشر الإرهاب والرعب في نفوس خصومهم، عبر القيام بممارسات دموية في المناطق التي تخضع لسيطرتهم، ولعل الإعدامات الجماعية والابتكار في سبل القتل التي نقلها تنظيم "داعش" عن نفسه في العراق وسورية خير دليل على ذلك.وبحسب الوثائق التي رشحت عن التنظيم إلى جانب الكتب التي تُعد مرجعيات دينية للتنظيم تؤكد ضرورة الإثخان على الأعداء، والعمل على نقل تلك الأخبار على نطاق واسع حتى يتم بث الرعب في نفوس المناطق الأخرى التي لم يصل إليها التنظيم، حتى تفطر عزيمة تلك المناطق وتقل المقاومة، ورددت تلك المرجعيات حديث "نصرت بالرعب".
والفهم الصحيح للحديث يظهر في عدد من الكتب الشارحة له، أن عطية الله للنبي- صلى الله عليه وسلم- بأنه "نُصر بالرعب" خاصة وليست عامة، فيقول ابن حجر في فتح الباري: "مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة، ولا في أكثر منها، أما ما دونها فلا، وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر".والأفعال التي يقوم بها "داعش" حالياً، ليست من الإسلام في شيء، إذ إن وصايا النبي للجنود في الغزوات عدم التعرض للمدنيين الذين لا يشتركون في الحرب، وكذلك عدم جواز التعرض للشيوخ والنساء والأطفال والعجزة، أو العُباد المنقطعين للعبادة، أو العلماء المنقطعين للعلم.ومن الوصايا النبوية لعبدالرحمن بن عوف- رضي الله عنه- عندما أرسله في شعبان سنة 6 هـ إلى قبيلة كلب النصرانية الواقعة بدومة الجندل، فقال له: "اغزوا جميعاً في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لا تَغُلُوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمَثِلُوا، ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فهذا عَهْدُ اللهِ وسيرة نبيه فيكم".
توابل - دين ودنيا
مفاهيم مغلوطة : «نصرت بالرعب» مُبرر المتطرفين للترويج لجرائمهم
16-06-2017