تحركات تركية وفرنسية على خط «أزمة قطر»

• الدوحة تشتري 72 مقاتلة «إف 15» من واشنطن ووصول سفينتين أميركيتين إلى ميناء حمد
• قرقاش: الحملة القطرية للرد علينا لا تعالج جوهر المشكلة
• السيسي يستبعد اندلاع حرب

نشر في 15-06-2017
آخر تحديث 15-06-2017 | 18:00
محمد السادس وقرينته الأميرة للا سلمى لدى استقبال ماكرون وسيدة فرنسا الأولى في قصر الرباط مساء أمس الأول  (رويترز)
محمد السادس وقرينته الأميرة للا سلمى لدى استقبال ماكرون وسيدة فرنسا الأولى في قصر الرباط مساء أمس الأول (رويترز)
انضمت تركيا وفرنسا إلى محاولات حل الأزمة الخليجية، في حين عقدت الدوحة صفقة مع واشنطن لشراء 72 مقاتلة «إف 15»، بالتزامن مع وصول سفينتين أميركيتين إلى ميناء حمد.
بينما لا تزال الوساطة الكويتية الإطار الوحيد، الذي توافق عليه طرفا الأزمة الخليجية للتوصل إلى حلّ، وتجديد الأمم المتحدة دعمها لهذه الوساطة، حاولت تركيا وفرنسا الدخول على خط الجهود الدولية والإقليمية لحل الأزمة.

في السياق، زار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الأول، الدوحة وانتقل منها إلى الكويت، على أن يزور السعودية اليوم، في وقت شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة حل الأزمة عبر الحوار في حين أعلن الإليزيه أن ماكرون سيلتقي الأسبوع المقبل مسؤولاً إماراتياً لبحث الأزمة.

الدوحة

وفي الدوحة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن الأزمة «يجب أن يتم تجاوزها عبر الحوار والسلام، وتركيا ستساهم في ذلك».

وأوضح جاويش أوغلو في تصريحات لوكالة «الأناضول» أن «وقوفنا مع قطر ليس معناه أننا ضد أحد أو أننا اخترنا أحد الأطراف».

وقال الوزير، الذي التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ونظيره محمد بن عبدالرحمن، إن «الدوحة استحقت احترام الجميع بعدم تصعيدها، على الرغم من موقفها القوي، وأضاف أن «قطر دولة شقيقة والقطريين إخواننا ونحن هنا تضامناً معهم».

القاعدة التركية

من جانب آخر، قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن قاعدة بلاده العسكرية في قطر «ليست أحادية الجانب من أجل قطر، إنما الهدف الأساسي منها زيادة القدرة الدفاعية لدول الخليج برمتها».

وأضاف قورتولموش: «من الصواب النظر إليها على أنها قاعدة دفاع إقليمية. وخيارنا ليس نشر المزيد من الجنود في المنطقة بل حل المشاكل عبر الطرق السياسية».

ماكرون

إلى ذلك، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل المغربي محمد السادس خلال لقائهما في الرباط إلى التطابق في وجهات النظر بينهما خلال مباحثاتهما حول أزمة الخليج.

وكان قصر الإليزيه أعلن أن ماكرون سيلتقي الشهر المقبل في باريس ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، كلا على حدة، لبحث الأزمة الخليجية.

وتراجع الإليزيه عن هذا الاعلان، مشيراً إلى أن «ما من شيء مؤكداً» حتى الآن بخصوص هذين الموعدين. ووقع الإليزيه في هذا الالتباس أثناء تعقيبه على قول الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي في الرباط، إثر لقائه العاهل المغربي الملك محمد السادس انه سيلتقي «مسؤولا من الامارات العربية المتحدة سيصل الأسبوع المقبل إلى باريس».

وفي تعقيبها على تصريح ماكرون، أعلنت الرئاسة الفرنسية عن اللقاءين المنفصلين مع أمير قطر وولي عهد الإمارات، قبل أن تعود وتتراجع عن إعلانها، مشيرة إلى أن «ما من شيء مؤكداً» حتى الآن بخصوص اللقاءين.

قرقاش

في المقابل، جدد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، تأكيده أن «المشكلة الأساسية مع قطر تكمن في أن الحملة الدبلوماسية والإعلامية، التي تقوم بها لا تعالج فحوى الأزمة، ألا وهي دعمها للتطرف والإرهاب».

وأضاف قرقاش، في تغريدات متأخرة ليل الأربعاء ـ الخيمس، أن «الأضرار المترتبة على سياسة قطر الحالية كبيرة جداً، فالصلة مع المجموعات الإرهابية والمتطرفين أمر لا يمكن على الإطلاق تفهمها. حان الوقت لتغيير هذه السياسة».

وتابع :»قطر تعزل نفسها بسرعة عن الخليج، وهي لا تشاطر دول المنطقة مخاوفها وهواجسها بشأن الاستقرار، وحملة التضليل التي تقوم بها لديها فترة صلاحية قصيرة جداً».

السيسي

في هذه الأثناء، استبعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن تتسبب أزمة قطر في نشوب حرب بالمنطقة.

وقال السيسي في تصريحات مساء أمس الأول: «الدول على علم من خلال أجهزتها من هي الدول والمنظمات التي تقوم بتمويل الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية، ويجب أن يقف المجتمع الدولي ويعلي مصلحته العليا من خلال وضع آليات واضحة لكبح هذه الدول ومنع وصول الأموال إلى الجماعات المتطرفة».

وأضاف: «ليس لدي قلق في هذا الخصوص، حيث أن الضغوط تأتي كلها في محاولة لدفع هذه الدول حتى تمتنع عن تمويل الإرهاب. وهي نقطة انطلاق لو نجحت فستصبح رسالة للآخرين بأهمية إيقاف دعم المتطرفين وأرجو أن تنجح».

وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مصر تقوم بتحركات ضد قطر في الأمم المتحدة، لكنه لم يوضح طبيعة التحركات.

إلى ذلك، وفي خطوة تؤشر الى أن واشنطن لم تقطع العلاقة مع الدوحة، وقع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ووزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية، أمس الأول، اتفاقية لشراء قطر مقاتلات «إف 15»، في صفقة تقدر قيمتها بـ12 مليار دولار.

وتتضمن الصفقة 72 مقاتلة وقد انطلقت المفاوضت بشأنها منذ نوفمبر 2016.

كما أجرى العطية وماتيس مباحثات في واشنطن تناولت القضايا الأمنية المشتركة، بما فيها العمليات ضد تنظيم «داعش»، وشددا على أهمية خفض التوتر بين كل الأطراف في الخليج لتحقيق الأهداف المشتركة.

وتزامن ابرام الاتفاقية مع وصول سفينتين تابعتين للقوات البحرية الأميركية إلى ميناء حمد الدولي للمشاركة في تمرين مشترك مع القوات البحرية الأميرية القطرية.

«إيكاو»

من جانب آخر، ذكرت المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة، أنها تنظر في طلب من قطر للتدخل، بعد أن أغلق جيرانها الخليجيون، السعودية والإمارات والبحرين، المجال الجوي معها.

واستضافت المنظمة محادثات لوزراء ومسؤولين بارزين من قطر والإمارات والسعودية والبحرين ومصر في مقرها في مونتريال أمس، للمساعدة في إيجاد «حل يقوم على التوافق» لمعالجة «المخاوف الإقليمية الحالية».

«ايكاو» تستضيف اجتماعاً لمناقشة إغلاق الأجواء يضم مسؤولين بارزين من قطر والإمارات والسعودية ومصر
back to top