صباح الكويت في عيون أهل الخليج
الجهود المباركة لسمو الأمير حفظه الله ورعاه، في سبيل نزع فتيل الأزمة، مبعث افتخار لكل مواطن خليجي، وهي الرسالة التي نود إرسالها إلى العالم بأن دول الخليج قادرة على حل مشاكلها بالتفاهم.
قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ". (الآية 208 سورة البقرة). تابعنا خلال الأيام الماضية قرار المقاطعة لدولة قطر الشقيقة وما آلت إليه الأوضاع في البيت الخليجي من تصعيد إعلامي رمى بظلاله على الشارع الخليجي بين مؤيد ومعارض لهذا القرار، مما ترتب عليه تحرك حميم ومحمود لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد لاحتواء الأزمة وإنهاء فتيلها.هذه الجهود الخيرة التي بذلها سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، لاقت الاستحسان والارتياح لدى الشعوب الخليجية، وصاحبها ترحيب من قادة العالم لمعرفتهم بالدور المهم والحيوي الذي يقوده صاحب السمو في سبيل نزع فتيل الأزمة لما عرف عنه من حنكة سياسية، وموقع تقدير لدى قادة وشعوب دول مجلس التعاون، مما يسمح له بتقريب وجهات النظر والعودة بالأشقاء إلى الخيمة الخليجية.
على مدار الأيام الماضية كان صوت الشارع الخليجي مناصراً لتحركات سمو الأمير الخيرة التي عبر عنها بمواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن بعض القنوات الإعلامية جيشت كل إمكاناتها لتعقيد المشهد السياسي، وهو أمر ترفضه القيم والأخلاق الإسلامية والعربية، وعلى خلاف رغبات أبناء الخليج العربي الذي سيظل إن شاء الله متماسكا بلحمته.لقد أثبت حكام وشعوب الخليج العربي لحمتهم أيام الغزو العراقي الصدامي على دولة الكويت من خلال مواقف عظيمة نقشها التاريخ على صفحات من ذهب، تعجز الأقلام عن وصفها، فكل الخليج كان وطنا واحدا ورجالا صدقوا ما عاهدوا عليه. قد يكون هذا القرار رغم قسوته جرس إنذار وطريقا للعودة إلى لغة العقل التي قد تكون غابت في دهاليز الإعلام الذي شطح بعضه إلى عالم الفتن ليصطاد بالماء العكر.نعم كنا ننتظر حل المشاكل العربية خلال هذا الشهر المبارك بأن يجلس الفرقاء إلى طاولة التشاور لحل الأزمات التي عصفت به، ولكننا لم نتصور للحظة أن بيتنا الخليجي سيكون وسط تلك الدائرة، وهو البيت الذي كنا نراه البلسم لجروح الآخرين من أبناء وطننا العربي الغالي.الجهود المباركة لسمو الأمير، حفظه الله ورعاه، مبعث افتخار لكل مواطن خليجي، وهي الرسالة التي نود إرسالها إلى العالم بأن دول الخليج قادرة على حل مشاكلها بالتفاهم، كما أمرنا الله في كتابه العزيز: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". الآية (61) سورة الأنفال.لقد أثبتت الأيام محبة شعوب الخليج لسمو الأمير، وبينت احترام ملوك وأمراء دول الخليج له، سائلين المولى عز وجل أن تتكلل جهوده بما يخدم مصالح شعوب المنطقة، وأن يعم الخير أراضيها.ودمتم سالمين.