صداقة عدائية بين العلاجات الغذائية والكيميائية
يجب أن نرفع أطيب تحية لربة المنزل الحاذقة، التي تضع الأدوية العشبية موضع الأغذية المهمة بين يدي عائلتها يوميا، باختلاف أنواع أطباقها، وتعرف كيف تستعملها لتفي بالغرضين، علاجا وغذاء.
إن الأدوية العشبية خلقها الله لكل الناس، وربما تتفاعل وتنفع لعدة أمراض حسب الأرض والشخص الذي تداوى بها، على عكس الأدوية التقليدية "الكيميائية"، وهي من صناعة الإنسان وتجاربها وأعراضها محددة، وربما أصابت المريض بسوء بسبب المضاعفات السلبية من جراء الجرعة العالية أو التحسس من المادة الفعالة ذاتها، أو من المواد الإضافية إلى الدواء أثناء صناعته، أما الأعشاب من المواد الخام التي يعاملها الجسم معاملة الغذاء أو الطعام فتبقى، ويتعرف عليها حسب طينته، كأهل الشرق الأقصى لهم أدويتهم وسكان الجبال لهم أدويتهم الطبيعية، وغيرهم. وهذا لا يمنع أن لها أعراضا جانبية وأحيانا سامة، في حال أخذت بجرعات خاطئة أو أخذت مع أعشاب أخرى مضادة لها، ولكن تبقى خطورتها أقل بكثير من الأدوية الكيميائية.وأول أعراض الأدوية العشبية الجانبية أنها تعمل على إثارة الجهاز الهضمي، وقد تسبب إسهالا مزمنا وجفافا، وهنا يجب مراجعة المتخصصين في ذلك، لوضع المصاب على نظام صحي يعيد إليه التوازن الغذائي ونشاط القولون، في حين الجرعة الزائدة من الأدوية الكيميائية قد تؤدي إلى الوفاة مباشرة لأي سبب لا يعرفه المريض أو تجاهله، كالتحسس من المضادات الحيوية مثلا أو المواد المخدرة بعد العمليات الجراحية! ويجب عدم التساهل في النوعين من العلاجات، لخطورة كل منهما!
ولا يمكننا تجاهل بعض التفاعلات المهمة التي قد تحدث من استعمال بعض الأدوية مع مثيلاتها من الأعشاب، كالزنجبيل مثلا أو الثوم مع مريض يستعمل الأسبرين كمسيل للدم أو أي دواء مميع آخر، لأنه قد يؤدي إلى النزيف في حال جرح أو ما شابهه! كما لا يمكن استعمال تبخير البابونج لمن يشتكي من الربو مع علاجه الكيميائي، فإنه قد يؤدي إلى الاختناق وأورتيكاريا الحلق التحسسي، كما أن عشبة القديس لا تؤخذ مع الحبوب النفسية والمهدئة، وعشبة ساوبالميتو لا تؤخذ مع حبوب منع الحمل وهكذا، لما لها من تفاعلات مشاكسة، ويجب الحرص معها والعودة إلى خبير التغذية فيها.وفي الحقيقة فإنه من هنا يجب أن نرفع أطيب تحية لربة المنزل الحاذقة، التي تضع هذه الأدوية العشبية موضع الأغذية المهمة بين يدي عائلتها يوميا، باختلاف أنواع أطباقها، وتعرف كيف تستعملها لتفي بالغرضين، علاجا وغذاء. مع علمها بالجرعات المناسبة لكل منها في طبقها، في الحالات المرضية في بيتها، وبهذه الطريقة يكون الجسم قد اعتاد على الغذاء الدوائي بعيدا عن أي مضاعفات عكسية، كما نرى أن شركات المكملات الغذائية تحتكر الأسواق وتحذر من استعمالات الأعشاب الخام قبل مرورها بين يدي تجارها، ضاربين بخبرة سيدة المنزل العريقة في مطبخها عرض الحائط!* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية