خديجة...
دار هذا الحوار بين ورقة بن نوفل والسيدة خديجة - يابن عم... أكنت تمازحني يوم قلت إن نور النبوة سيبزغ من داري؟!- والله ما كذبتك يا خديجة، مما بين يدي من التوراة والإنجيل ما يشير إلى ظهور نور النبوة من مكة في هذا الزمان.
- أهو من صلبي؟- لا. - زوج هو إذاً؟! - لست أدري... لماذا تلحين بالسؤال؟!- طلبني للزواج ابن عمي حكيم بن حزام، أيكون هو نور النبوة الذي تشير إليه التوراة والإنجيل؟!- والله لا أدري... لكن حكيم يسجد للأصنام، والله ينزه نوره الذي يُبعث به أنبياؤه عن هذه الدنية.***• واعتذرت خديجة لابن عمها حكيم، فاستفسر منها قائلاً:- هل في قريش من هو أحق بك مني؟!- يابن عم... إنك والله خير الناس وأكرم الناس، ولكن لي ولد يتيم أريد أن أكرس له وقتي.- أنتِ أثرى أثرياء قريش، وستجدين لولدك من يرعاه، ولو شئت لخصصت له الخدم والعبيد والإماء. - يابن عم لا رغبة لي في الزواج.• فخرج حزام إثر ذلك تاركاً مكة كلها ورحل إلى الشام... وبعد فترة وجيزة، وبينما كان هو في الشام، التقى بميسرة خادم خديجة: - عجباً يا ميسرة... هل خرج أبوطالب بتجارة هذا العام؟!- ولم السؤال؟!- لأنني أرى ابن أخيه محمداً يقف هناك بجانب الإبل.- إنها إبل ابنة عمك خديجة.- ولماذا يقف محمد بالقرب منها؟- إنه يعمل لدى سيدتي... بعد أن سمعت عن صدقه وأمانته.- ما أحسبها إلا أن أحسنت الاختيار.- استدعتني ذات يوم وأخذت تسألني عن محمد، ثم طلبت إليَّ أن آتيها به، فجاء وكان من شدة حيائه لا يرفع بصره إلى سيدتي، حيث عرضت عليه أن يخرج في تجارتها.***• وعادت الرحلة إلى مكة، فاتجه ميسرة إلى سيدته:- يا سيدتي لقد اتّجر لك عشرات في العديد من الأسفار، فما ربحنا قط أكثر مما ربحنا هذه المرة على وجه محمد.- والله ما أسعدني الربح قدر سعادتي بما سمعت عن أخلاق محمد في رحلتي الذهاب والعودة.***• وما هي إلا أيام حتى جاء أبوطالب خاطباً خديجة لابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم. فكان جواب ورقة بن نوفل: - اشهدوا عليَّ معاشر قريش أني زوجت أمين قريش بطاهرة قريش.• ويسجل التاريخ بضع عشرة سنة، فيبزغ نور النبوة المحمدية منطلقاً شعاعه الرباني من دار خديجة.