بات تدخل الهيئات الرياضية في كل دول العالم، بما في ذلك دول مجاورة، مباحاً، بينما الحرام كل الحرام والخراب كل الخراب إذا جاء التدخل أو حتى شبهة التدخل من الكويت، وكأنها ورياضتها في معزل عن العالم وما يجري فيه.

ويبدو أن اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وبقية الاتحادات صارت بحاجة إلى وجود «بو طبيلة» ليقرع بطبلته و»يصحّيهم» من سباتهم وينبههم لما يحدث في دول الجوار، ويصيح بأعلى صوته بجانب آذانهم أن للكويت الحق في أن تُعامل مثل غيرها، وأن الأوان قد آن لرفع الظلم عن رياضتها ورياضييها.

Ad

ولعل ما قامت به هيئة الرياضة السعودية، ومن قبلها عدة دول، خير دليل على أن الكويت تنال معاملة خاصة، وفريدة، من الهيئات الرياضية الدولية تحمل في طياتها الكثير من التعسف، فأمس الأول كلفت الهيئة السعودية، الأمير فهد بن خالد برئاسة نادي أهلي جدة مدة عام، عقب استقالة أحمد المرزوقي وأعضاء مجلس إدارته، كما كلفت أنمار الحائلي برئاسة نادي الاتحاد، لقرب انتهاء تكليف الإدارة الحالية، وكذلك تم تكليف مجلس إدارة لنادي الرائد برئاسة عبدالعزيز بن عبدالله التويجري، ونفس الشيء في نادي القادسية برئاسة معدي الهاجري.

ومن دون شك فإن ما قامت به الهيئة السعودية حق أصيل لها وفق ما تقتضيه المصلحة العامة، إلا أن المؤلم والمدهش في آن واحد هو سلب هذا الحق من الكويت، مع العلم أن التدخل المزعوم، عندما فرضت العقوبات على الكرة الكويتية 15 أكتوبر 2015 وتلتها العقوبات من اللجنة الأولمبية الدولية في نفس العام، لم يكن موجودا من الأساس، بل كانت هناك مخاوف من التدخل، وعلى هذا الأساس تم ايقاف الرياضة الكويتية، حتى تنجلي هذه المخاوف!

قد يحلو للبعض الاستناد إلى صدور قانون 34 لسنة 2016 لمهاجمة القوانين المحلية والزعم بوجود تدخل والعمل ضد الكويت، إلا أن الرد أبسط مما يتصوره هؤلاء، فالقانون المذكور صدر بعد الإيقاف، وبعد أن ضربت المنظمات الدولية الرياضة الكويتية في مقتل، وصار مصير الرياضيين في المحافل الدولية تحت العلم الأولمبي.

ما يلفت النظر في البيان السعودي المتعلق بالتعيينات الجديدة أنه ذكر أنها جاءت نظرا لأهمية ما تتطلبه المرحلة المقبلة من إجراءات وخطوات تتوافق مع التوجه لمرحلة تخصيص الأندية المشاركة في الدوري الممتاز (دوري جميل للمحترفين)، الى جانب أسباب أخرى كاستقالة رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي، وانتهاء تكليف مجلس إدارة نادي الرائد، وقرب انتهاء المدة النظامية لمجلس إدارة نادي القادسية، وكذلك قرب انتهاء تكليف مجلس إدارة نادي الاتحاد، وهو ما يعني ان لكل دولة أهدافا تتوافق مع خططها، وعلى هذا الأساس يتم التعامل مع الاتحادات، وحتى مجالس الإدارات.

والسؤال الذي بات يطرح نفسه، الى متى يتم التعامل مع الكويت بهذا المنطق العقيم؟ إلى متى سيظل أصحاب النفوس الضعيفة والمصالح يعزفون على وتر التدخل الحكومي مع كل شاردة وواردة في الكويت؟

طريقة تعاطي المنظمات الدولية مع الأمور المتشابهة بين الكويت والدول الأخرى، خصوصاً الجوار والأشقاء، يوضح ان ما في القفص أكبر من الطير، فما يحدث من المنظمات الدولية ضد الكويت أمر جد خطير، ويؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، ان الرياضة الكويتية مهما قدمت من تضحيات فلن ترى النور ثانية، إلا في حالة واحدة أن تسلم الخيط والمخيط لمن عمل على إيقافها، ليفصل «ثوب» الكويت كيفما شاء!

وبات على المسؤولين في الكويت إدراك أن الخطأ ليس في النصوص، وإنما في نفوس من تولى الأمر حقبة طويلة، منحته الفرصة ليتمدد ويضرب بجذوره في أرض المنظمات الدولية التي باتت لا ترى غيره، مهما كانت التضحيات أو التنازلات.

«صورة لبيان الهيئة العامة للرياضة السعودية بتعيين مجالس إدارات الأندية»