الحركة التشكيلية في بيروت... معارض حول علاقة التقنيات الحديثة والتعبير الفني
لا تهدأ الحركة التشكيلية في بيروت ولا تكلّ، ولا تعرف عطلة، بل هي في دوران مستمر، تعزف على وتر الخط واللون أنغاماً معاصرة مؤطرة بتقنيات حديثة من دون أن تفقد هويتها وكيانيتها المرتبطة بشخصية التشكيليين الذين تنتمي إليهم، فيحركونها ويجعلون اللون يتدفّق في عروقها مثل النهر الجارف. نظرة إلى أبرز المعارض التي تحتضنها صالات العرض في بيروت راهناً:
برعاية سفير جمهورية أرمينيا في لبنان «سامويل مكرتشيان»، تنظم «أراميه آرت غاليري» في سوق الذهب – أسواق بيروت معرضاً بعنوان «تناغم الفوضى» للرسام التشكيلي الأرمني «فاهان رومليان» (15 يونيو- 15 يوليو 2017).من خلال لغته الفوضوية الخاصة بالرسم، يحاول الفنان توحيد العلم والدين والفلسفة وعلم النفس، في معرضه الجديد، للوصول إلى التحرّر العقلي.
يصف «هنريك إيجيتيان»، مؤسس الفن الحديث في متحف أرمينيا، رومليان بأنه أحد أعظم الفنانين في جمهورية أرمينيا، واختير ليشارك في معارض في بلدان مختلفة بسبب قدراته ونجاحاته المتتالية.ولد فاهان رومليان في أرمينيا وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1986. درس الفن التجريدي والمعاصر في باريس وبريطانيا، وعرضت أعماله في باريس وألمانيا والبرازيل وأميركا وإيطاليا والصين.
ألن سِكولا
ينظِّم «مركز بيروت للفن» معرضاً للفنان الأميركي ألن سِكولا بعنوان «الفوتوغرافيا في المعمل» (28 يونيو- 29 سبتمبر 2017)، يضمّ أكثر من خمسين عملاً فوتوغرافياً وتوثيقياً، إضافة إلى عروض شرائحية وفيديو من مختارات من مسيرة الفنان، يعيد سِكولا من خلالها طرح تساؤلات أطلقها وساهمت في تشكيل أعماله ومواقفه، حول ماهية التصوير الفوتوغرافي ودوره، وكيفية مساهمته في تكريس وشرعنة العلاقات السلطوية القائمة. ألن سِكولا فنان ومصور وكاتب ومنظر وناقد أميركي، وأحد أبرز الفنانين في النصف الثاني من القرن العشرين وأكثرهم تأثيراً، احتلّت أعماله الصدارة بين المرجعيات الفكرية للفن والتصوير الفوتوغرافي والسياسة في القرن العشرين وعلى امتداد أكثر من أربعين عاماً. (توفي سنة 2013).مروة أرسانيوس
أيضاً ينظِّم «مركز بيروت للفن» معرضاً للفنانة مروة أرسانيوس بعنوان «انحدار أفقي» (28 يونيو – 29 سبتمبر 2017)، يوازي بين سرديتين مختلفتين لتاريخ مدينة بيروت الحديث. تعاين أرسانيوس الملامح الراهنة للمشروع النيوليبرالي في لبنان الذي تشكل في أوائل تسعينيات القرن المنصرم، إثر انتهاء الحروب الأهلية اللبنانية. تنطلق الفنانة من أزمة النفايات الماثلة في مخيلة اللبنانيين البصرية والسياسية منذ اندلاعها في العام 2014، لتستشرف التحولات البعيدة الأمد التي أنتجتها منظومة الرأسمالية المتأخرة والآثار المباشرة لهذه التحولات على الواقع البيئي والسياسي في لبنان. يضمّ المعرض عرض فيديو وتجهيزاً فنياً وسلسلة رسومات.دورين خاناميريان الزين
تنظّم «أجيال آرت غاليري» المعرض الفردي الأول للرسامة التشكيلية دورين خاناميريان الزين بعنوان «متاهات» (يستمر لغاية 24 يونيو 2017)، ويتضمّن مجموعة من اللوحات تنطلق فيها دورين من التوتر القائم بين الطبيعي والاصطناعي، بهدف ابتكار عمل يشبه خرائط المدن. من خلال تقطيع الطلاء على القماش، تعطي الرسامة التشكيلية الألوان اتجاهات متعددة، وتبتكر أشكالاً أقرب إلى الأنبوب، ثم تسيطر على مسارها، وتعمل بشفافية لصقل التفاصيل في لعبة فنية خاصة بها، تحرص من خلالها على الخروج من دوامة القلق والتوتر إلى مكان أكثر هدوءاً.مرجعية اللوحات هي ذات الفنانة التي تنصهر مع البيئة المحيطة بها من دون أن تتأثر بواقعها، لذا يمكن قراءتها على أنها صور لخرائط مدن مثل بيروت، تتدفق أشكالها وتتجاوز حدودها المقصودة، فتشكل تكوينات متطورة تنشد حياة بعيدة عن الصراعات.