لا يحبذ الفنان عبدالعزيز المسلم الخروج عن النص خلال أعماله الفنية، ويفضل الالتزام بالحوار المتفق عليه، معتبراً أن للنص مكانته التي لا يود الخروج عنها.

وأشار المسلم، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمه الخميس الماضي برفقة نجوم مسرحية "جنوب إفريقيا" للحديث عن تفاصيل العمل في مسرح نادي القادسية الرياضي، إلى ضرورة احترام الطقوس المسرحية الأكاديمية وعدم الاخلال بها، مبيناً أن حدود الارتجال في أعماله ضيقة أثناء العروض، ولكن بابه موارب حينما يكون في مرحلة التحضيرات.

Ad

وأكد أن مسرحية "جنوب إفريقيا" هي الأكثر تكلفة مادياً في التجارب المسرحية السابقة لمسرح السلام، مشيراً إلى أن العمل سيقدم خلطة مسرحية تشمل الكوميديا والرعب، وستكون للمرة الأولى في أعماله المسرحية، إذ لا يوجد رعب منفصل عن الكوميديا.

وذكر أنه بذل جهداً كبيراً لتنظيم الحركة المسرحية على الخشبة وفق معايير فنية بحتة، موضحا أنه يهدف إلى "رسالة فنية مهمة عن الوضع العربي حاليا، والصراع بين الناس الذي يكون أقرب إلى الغابة وشريعتها، كما أنني استعنت بمجموعة من المتخصصين ولأكاديميين وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية إيمانا بقدراتهم وترسيخا لطموحاتهم".

وعن التحدي الذي يخوضه في العمل، قال: "لا أبالغ إن قلت إن شخصيتي في المسرحية ستعيدني كممثل بقوة كبيرة وسأتحدى نفسي لأنني حاولت تقديم الدور بكل دقة، لأنه يعتمد على قدرات الممثل من الناحية الكوميدية والمفارقات التي ستحدث، لاسيما انني أجسد ثلاث شخصيات، وسأواجه الأسود والفيلة، ولذلك أراهن على العمل وسأضع جل خبرتي في هذه المسرحية".

وعن أسلوبه في التعامل مع النص إخراجيا قال: "أتعامل مع عمل مركب، ويتضمن صراعا إنسانيا مع الحيوانات في الغابة، ويشمل الكثير من التشويق والكوميديا والرعب، والعمل في خطوط متنوعة ورسائل وقيم بينها نبذ العنصرية وكل ما هو شاذ ضد الإنسانية"، مؤكدا أن فحوى المسرحية "أننا لسنا في غابة، وتحكمنا قوانين وقيم إنسانية واجتماعية وسياسية واقتصادية".

وبشأن الفئات العمرية التي ستشاهد العرض، نصح بعدم اصطحاب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 سنوات، لأن هناك خدعا بصرية وتقنية صوتية ومواقف ومفارقات وصراعات ما بين مقاعد الجمهور.

ثقة متأصلة

عن التحدي الكبير بالنسبة إليه في هذا العمل، قال المسلم إنه يمضي منذ مسرحية "هالو بانكوك" في الطريق مع تحد لنفسه، ولقد قام بتأسيس مؤسسته المسرحية وحرص على تقديم أعمال مسرحية جماهيرية هادفة ووفق معايير مسرحية دولية، وقام ببناء الثقة المتأصلة من جمهوره بعمله المسرحي المؤسسي الذي يتحرك من خلاله بالقيم والأهداف الوطنية والاجتماعية، لافتا إلى أن هناك حملة ضخمة ستواكب العمل الجديد وستنطلق الأسبوع الجاري.

بدورها، تحدثت الفنانة هيا الشعيبي عن مشاركتها في العمل قائلة: "أنا سعيدة بالعمل مع الفنان عبدالعزيز المسلم، والذي قدمت معه العديد من التجارب المسرحية، وهو في كل عمل يقدمه يدفع بأشياء جديدة، وأنا بنت مسرح السلام، وكانت بدايتي وانطلاقتي إلى النجومية والانتشار من خلال مسرحية (البيت المسكون)".

وعن مضمون العمل، ذكرت أن المسرحية تتحدث عن خطوط متعددة منها السياسية والاجتماعية العائلية ومشاكل الشباب والمرأة، وستكون بمنزلة "الصندوق" الذي يحتوي على متعلقات ثمينة، إلى جانب أن "إخراجه سيكون ضخما ومرعبا، وشعرت أن المسلم وضع ثقله كمخرج ومؤلف في هذا العمل".

وأشارت الشعيبي إلى أن مسرحية "جنوب إفريقيا" تتضمن "ستايلات عالمية" بينها أقنعة كبيرة من النحت والرسم والتي ستكون مفاجأة للجمهور، إضافة إلى أن دخول الديكور مع الشاشة ووجود أضخم "سيستم" صوت سيمنح العمل تفردا وضخامة ونقلة نوعية في مجال العمل المسرحي المبهر، وكأنه كوكتيل عربي خليجي أجنبي، مبينة أن الدور الذي ستجسده هو الأول بالنسبة إليها.

أما الفنانة أحلام حسن فأعربت عن خوفها من التجربة لأنها الأولى في مسرح الكبار عبر عمل مسرحي ضخم، لافتة إلى أن المسرح الجماهيري مختلف تماما عن تجاربها المتعددة في المسرح النوعي ومسرح الطفل. وذكرت أنها أرادت أن تجرب نفسها في دخول هذه التجربة في مسرح الكبار اعتمادا على قدراتها كممثلة أكاديمية، وتشجيعا ودعما من قائد العمل المؤلف والمخرج والمنتج الفنان عبدالعزيز المسلم الذي غرس فيها الثقة من أول بروفات العمل، مؤكدة أن الخوف من التجربة هو مفتاح النجاح بالنسبة إليها.

ومن جانبه، قال الفنان شهاب حاجيه إن تجربته في مسرحية "جنوب إفريقيا" ستكون الثانية له في مسرح السلام الذي يقود مسيرته النجم المسرحي الكبير عبدالعزيز المسلم، وبالتالي سيخوض التجربة بكل أريحية، لافتا إلى أن دوره في العمل سيحمل عدة مفاجآت لجمهوره من نواحي التشويق والكوميديا.

خدع بصرية وإنتاج سخي

تحدث في المؤتمر الصحافي عدد من الممثلين المشاركين في العمل، وقال الممثل فيصل السعد، إن هذه التجربة بمنزلة فرصة لإثبات حضوره مسرحياً، في حين قال الممثل خالد الفرحان، الذي يشارك للمرة الثانية مع مسرح السلام: «أعتبر أنني أخوض تجربة مختلفة بكل المقاييس وأراهن على النجاح»، وبدورها، أعربت الممثلة سعاد سليمان عن قلقها من العمل في المسرح مشيرة إلى أن تشجيع فريق العمل «يدفعني إلى خوض التحدي باقتدار». وتحدث الممثل عبدالله المسلم عن الخدع البصرية والإنتاج السخي للعمل، مؤكداً أن هناك مفاجآت كثيرة في المسرحية.

من جانبه، الممثل هاني الطباخ أشاد بروح التجانس لدى فريق العمل والجمالية في الأداء والإبهار والتشويق. كذلك تحدث كل من علي الفرحان وعبدالله الرميان وسعيد الملا عن مشاركتهم في العمل.