نور الشريف... الفيلسوف العاشق (24 - 30)

الهروب إلى القمة

نشر في 19-06-2017
آخر تحديث 19-06-2017 | 00:04
جاء نجاح نور الشريف في «ضربة شمس» حافزاً كبيراً ليكرّر تجربة الإنتاج، غير أنه تذكر هذه المرة فيلم «حبيبي دائماً» الذي لم يكمله الكاتب الراحل يوسف السباعي، فعهد إلى رفيق الصبان بكتابة السيناريو، وإلى كوثر هيكل بالحوار، وأسند الإخراج إلى حسين كمال. وما إن انتهى فريق العمل من تصوير الفيلم، حتى فوجئ موزع بما لم يكن في الحسبان.
حملت «وكالة الجاعوني»، المسؤولة عن توزيع «حبيبي دائماً» الخارجي، خبراً صادماً لنور الشريف، عندما أكدت له أن الفيلم لن يوزّع خارج مصر بسبب المقاطعة العربية بعد معاهدة «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل عام 1979، ووضع اسم الكاتب يوسف السباعي على رأس قائمة الممنوع دخول أعمالهم إلى أي من دول المقاطعة، حتى بعد اغتياله، باعتباره كان مصاحباً للرئيس السادات في زيارته القدس.

والتوزيع الخارجي هو السوق الذي يعتمد عليه أي منتج في المقام الأول، لذا لم يكن أمام الشريف سوى استئذان إسماعيل، نجل الكاتب يوسف السباعي، برفع اسم الراحل من شارة الفيلم، مع حفظ كامل حقوقه المادية، فوافق متمنياً لهم التوفيق.

نجح الفيلم وصدق الجمهور قصة الحب الرومانسية الحالمة بين «إبراهيم وفريدة»، على عكس معظم الأفلام حيث يظهر زوجان على الشاشة يمثلان دوري العاشقين. حتى أنه أصبح مثالاً في الحب على طريقة القصص الخالدة في التاريخ، خصوصاً بعدما ضمّن الشريف الحوار جملاً كان يتبادلها هو وبوسي خلال فترة الخطوبة وبداية الزواج.

شارك في البطولة كل من مريم فخر الدين، وسعيد عبد الغني، والضيفة ماجدة الخطيب، كذلك حرص الشريف على أن يقدم من خلال العمل مجموعة من الوجوه الشابة، في مقدمهم مصمم الأزياء عمرو خليل، وأحمد ماهر، ومحمود مسعود، ويوسف رجائي، وشاركت الفنانة نورا كمنتجة منفذة. واكتملت فرحة الأسرة بنجاح آخر، عندما علم الشريف بأن عليه أن يستعد لاستقبال ضيف جديد في العائلة، إذ علم أن بوسي تنتظر مولوداً.

نبع محفوظ

قدّم نور الشريف فيلماً مأخوذاً عن رواية «غاتسبي العظيم»، من كلاسيكيات الأدب الأميركي للروائي فرنسيس سكوت فيتزغيرالد، ليمنح محمد خان الفرصة الثانية من خلال «الرغبة»، الذي كتب له السيناريو والحوار بشير الديك، وشارك فيه كل من مديحة كامل، وإيمان، وإسعاد يونس، ونبيل الدسوقي. ثم قدّم «لست شيطاناً ولا ملاكاً» الذي حوله مؤلفه سمير عبد العظيم من مسلسل إذاعي ناجح إلى فيلم سينمائي، أخرجه هنري بركات، وشارك في بطولته كل من سهير رمزي، وعلي الشريف، وهدى رمزي. كذلك شارك في «تحدي الأقوياء» مع سهير رمزي وحسين فهمي، قصة حمدي البدوي، وسيناريو وحوار بهجت قمر وحمدي البدوي، وإخراج أحمد السبعاوي.

شارك الشريف وبوسي مع فريد شوقي في «فتوات بولاق» المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ، معالجة تلفزيونية وسيناريو وحوار وحيد حامد، وإخراج يحيى العلمي. ما إن انتهى تصوير الفيلم وعُرض حتى استقبل النجمان طفلتهما الثانية التي أطلقت عليها خالتها الفنانة نورا اسم «مي»، ليصبح الشريف «أبو البنات».

في فيلمه التالي عاد الشريف إلى «نبع» نجيب محفوظ الذي لا ينضب، فاختار منه قصة «الشيطان يعظ» التي كتب لها السيناريو والحوار أحمد صالح، وشاركه البطولة أيضاً فريد شوقي، إلى جانب كل من نبيلة عبيد، وعادل أدهم، وتوفيق الدقن، وإخراج أشرف فهمي، ثم قدّم «لن أغفر أبدا»، سيناريو وحوار محمود أبو زيد وفاروق سعيد وماهر إبراهيم، مع كل من نورا، وسعيد صالح، والفنان الكبير عبد المنعم إبراهيم. كذلك قدّم من خلاله أيضاً الوجهين الجديدين، عمرو صلاح الدين وعفاف رشاد، فيما تولى الإخراج سيد طنطاوي.

وعاد نور إلى نجيب محفوظ في «أهل القمة» الذي كتب له السيناريو والحوار مصطفى محرم، وشارك فيه كل من سعاد حسني، وعزت العلايلي، وعمر الحريري، وعايدة رياض، وأخرجه علي بدرخان.

ينتقد الفيلم سياسة الانفتاح الاقتصادي التي اتبعها نظام الرئيس السادات، الذي أطلق عليه الكاتب أحمد بهاء الدين اسم «انفتاح السداح مداح»، وما تبعه من ظهور طبقات طفيلية فاسدة استغلت ذلك لتحقيق طفرة اقتصادية بطرائق غير مشروعة. ما إن ذهب المنتج عبد العظيم الزغبي إلى الرقابة على المصنفات الفنية للحصول على ترخيص للعرض، حتى صدم بما لم يكن يتوقعه فجنّ جنونه، وراح يبحث عن الشريف في كل مكان قد يتردد عليه ليبلغه بالكارثة، فوجده في فندق «شيراتون القاهرة»:

= ألحقني يا نور... اتخرب بيتي.

* إيه في إيه يا أستاذ عبد العظيم؟

= نبوي إسماعيل.

* وزير الداخلية... ماله؟

= طلب من الرقابة منع عرض الفيلم.

* إزاي ده؟ ومين اللي قالك الكلام الفارغ ده؟

= أنا لسه جاي من الرقابة وبلغوني بالكلام ده.

* طب ليه؟

= أنت بتسألني أنا؟ أساله هو... قول له عايز تخرب بيت الزغبي ليه؟

* اهدأ يا أستاذ عبد العظيم... أنت هتندب.

= طب أعمل إيه؟

* ولا حاجة... تستناني هنا خمس دقايق هعمل تلفون وأجيلك.

اتصل الشريف فوراً بالسادات نفسه، الذي طلب منه مشاهدة الفيلم، فعاد إلى الزغبي وأخذا نسخة من العمل وذهبا معاً إلى بيت الرئيس في اليوم التالي ليشاهدها بحضورهما إلى جانب وزير الداخلية النبوي إسماعيل. ما إن انتهى العرض، حتى أشعل الرئيس غليونه، ونفث دخانه، ونظر إلى وزير الداخلية:

= والله برافو عليك يا نور... فيلم كويس.

* شهادتك شرف كبير لنا يا سيادة الريس.

= بس أد كده الانفتاح عمل الكوارث دي كلها.

* في ناس كتير فسرت دعوتك غلط يا سيادة الريس... واستغلوا أن سيادتك فتحت الباب لرجال الأعمال للاستثمار وحاولوا يخربوا فكرة الانفتاح.

= وأنت إيه رأيك يا نبوي؟

- اللي تشوفه يا سيادة الريس. بس أنا شايف أن الفيلم فيه إساءة إلى المرحلة كلها... وكمان فيه إدانة للشرطة.

= هاهاها... قول كده بقى إن إدانة الشرطة هي اللي مزعلاك يا نبوي... مش الإساءة إلى المرحلة.

* الفيلم بيدين بس رجال الأعمال الفاسدين يا سيادة الريس.

= خلاص يا نور شيل المشهد اللي ظابط الشرطة بياخد فيه رشوة... وأعرض الفيلم.

عرض «أهل القمة» بتصريح من السادات نفسه بعد لقاء الممثل الرئيس، غير أنه لم يكن يدري أنه اللقاء الأخير. بعد أقل من خمسة أشهر، اغتيل السادات أثناء حضوره العرض العسكري يوم 6 أكتوبر، وسط الاحتفال بالذكرى الثامنة لنصر أكتوبر، وسادت حالة من الاضطرابات والدهشة البلاد لم تستمر طويلاً بعد تولي النائب محمد حسني مبارك رئاسة الجمهورية خلفاً له.

عاد نور الشريف إلى الدراما التلفزيونية وقدم من إخراج يوسف مرزوق مسلسل «ولسه بحلم بيوم»، قصة وسيناريو محسن زايد وحواره، إلى جانب كل من سميحة توفيق، وصفاء أبو السعود، وعبد المنعم إبراهيم، ومحمود الجندي، وهادي الجيار، وحقّق العمل جماهيرية كبيرة، أضيفت إلى رصيد النجم الذي أصبح يتربع على عرش نجومية السينما والمسرح والتلفزيون، ليس لكثرة أعماله وتنوع موضوعاتها فحسب، بل لتركيزه على قضايا وطنه وهمومه، حتى أنه فوجئ في مطلع 1982 بعرض 12 عملاً عليه، ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، فقدّم فيلمين من تأليف وحيد حامد، إلى جانب يسرا: الأول «السفاحين» من إخراج أحمد يحيى، والثاني «أرزاق يا دنيا» من إخراج نادر جلال. كذلك شارك في «بريق عينيك» عن قصة سميرة خاشقجي، وسيناريو وحوار أحمد صالح، ومن إخراج محمد عبد العزيز، ثم قدّم للتلفزيون «عاشت مرتين» من تأليف نبيل عصمت، وإخراج نور الدمرداش، إلى جانب نيللي، ومحمود عبد العزيز. ثم عاد إلى المسرح، لكن بشكل جديد ومختلف، إذ قرّر تكوين فرقة مسرحية مع الكاتب علي سالم، أطلق عليها اسم «مسرح الممثل» وقدّم من خلالها مواهب جديدة شابة من خريجي معهد التمثيل.

كتب علي سالم مسرحية بعنوان «سهرة مع الضحك». وإن كان الاسم يشير إلى أنها مسرحية كوميدية، غير أنها كانت سياسية من ثلاثة فصول، كل منها عبارة عن مسرحية قصيرة مستقلة، أدى الشريف بطولتها إلى جانب مجموعة كبيرة من طلبة معهد التمثيل وخريجيه، وأخرج «المتفائل» و«المؤلف في شهر العسل»، فيما تولى علي سالم إخراج الثالثة بعنوان «الكاتب والشحات».

رشح المنتجان واصف فايز وسمير خفاجي كابتن مصر والنادي «الأهلي» محمود الخطيب للقيام ببطولة فيلم عن حياة لاعب كرة قدم مشهور، مقتبس عن مسرحية «فتاة الوداع» للكاتب نيل سيمون. كتب العمل وحيد حامد، وأخرجه سمير سيف، وبعد جلسة للأخير مع الخطيب أكّد أنه لا يصلح للتمثيل، وفي اليوم نفسه اتصل بنور الشريف ليؤدي بطولة «غريب في بيتي» إلى جانب النجمة سعاد حسني، لأكثر من اعتبار، أهمها نجوميته، كذلك لأنه لاعب كرة قدم سابق، ثم باعتباره أول من منح سيف فرصة العمل كمخرج.

وافق نور الشريف على الفيلم بشرط أن يرتدي «قميص» النادي الأهلي لأنه صاحب الجمهور الأكبر، وكي لا يغضب قطاع عريض من معجبيه. لكن سمير سيف أصرّ على أن يرتدي «قميص» الزمالك، وحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ليفاجأ البطل بالفنانة نادية الجندي تتصل به:

= عندك مانع تمثل معي فيلم؟!

* لا طبعاً تحت أمرك... بالعكس أنا ما عنديش أي مانع.

= خلاص تتفضل بكرة في مكتب محمد مختار تمضي العقد.

* واحدة واحدة يا ست الكل. مش لما أعرف حتى اسم الفيلم ودوري فيه إيه... ومين المخرج!

= الفيلم اسمه «وكالة البلح» قصة نجيب محفوظ وكتبه مصطفى محرم وشريف المنياوي... وبطولتي وإخراج حسام الدين مصطفى.

* طيب خلاص محتاجاني في إيه... لما الفيلم بطولتك وبقية العناصر كاملة.

= لا قصدي هيبقى بطولتي أنا وأنت.

* شوفي يا مدام نادية. أنا ما تعودتش أوافق على حاجة من غير ما أقراها.

= وهو اسمى مش كفاية؟

* على عيني وراسي... بس حتى لو وافقت مش هيبقى قبل سنة لأني والله عندي ارتباطات كتير... وأنا بشكرك جدا أنك فكرتِ فيّ.

نجم فوق العادة

رفض نور الشريف العمل مع نادية الجندي وحسام الدين مصطفى، ووافق على التعاون مع مخرج جديد يخوض تجربته الأولى في السينما لأول مرة، فعاود اكتشاف المواهب الحقيقية وتقديمها للسينما المصرية، ذلك من خلال المخرج الشاب عاطف الطيب، الذي حارب لتحقيق حلمه في إخراج أول فيلم روائي له بعنوان «الغيرة القاتلة» عن مسرحية «عطيل» لشكسبير.

كتب السيناريو والحوار وصفي درويش، وما إن جلس الشريف مع المخرج واستمع إليه وقرأ الفيلم، حتى تحمس جداً لمنح الطيب الفرصة، وتحقيق حلمه، بل والمشاركة أيضاً في الإنتاج.

شارك في البطولة إلى جانب الشريف كل من نورا، ويحيى الفخراني، وسعاد نصر، وشعر البطل بأنه أمام مخرج من طراز فريد، فنان واع له رؤية وفكر مختلفان، يهتم بالتفاصيل كافة ويرسم ملامح مخرج يسير في طريق خاص به. لكن ما إن انتهى تصوير «الغيرة القاتلة»، وقبل إطلاقه، حتى عرض بشير الديك على الشريف فيلماً آخر كتب زميله وصديقه المخرج محمد خان قصته من خلال موقف حقيقي شاهده، عن سائق تاكسي مصاب بحالة إحباط، يجلس إلى جانبه راكب يظل يتحدث طوال الوقت، فيوقف السائق السيارة وينزل ويشعل النيران فيها، وسط دهشة الناس في الشارع.

عرض خان القصة على بشير الديك، وكتباها معاً، وبعدما انتهيا منها، رفض خان تنفيذ الفيلم:

- أنت بتقول إيه؟

= لأني شايف عاطف الطيب في الفيلم ده.

- بعد ماكتبناه سوا وعشت كل مشهد فيه... جاي دلوقت تقول عاطف.

= أيوا لأن الفيلم مرسوم عليه.

وافق نور الشريف على بطولة «سواق الأوتوبيس» مع عاطف الطيب، وصاغ بشير الديك حكايته بأسلوبه، وشاءت حسابات التوزيع أن يعرض الفيلم قبل «الغيرة القاتلة» وينجح بشكل غير مسبوق، ويشكّل فارقاً في نجومية الشريف وميلاداً مهماً لعاطف الطيب، ويحصل على نحو 25 جائزة من وزارة الثقافة، وجمعيات السينما في مصر، والمهرجانات العربية.

شارك الفيلم أيضاً في مهرجان «نيودلهي السينمائي الدولي»، وحصل الشريف على أول جائزة عالمية فيه. وقف على منصة التكريم يتحدث عن مصر والفن المصري وتاريخ السينما المصرية العريقة، فيما جلست عن قرب بوسي تنظر إلى حبيبها بفخر وحب، ليصبح نجماً فوق العادة باعتباره الفنان المثقف، الذي يدرك مسؤوليته تجاه الفن ووطنه، ويغامر في الفن لأجل الفن ليسعد جمهوره، ويثير الدهشة والجدل مع كل عمل يقدمه.

الشريف لا شاهين

شجّع تألق الشريف المخرج يوسف شاهين لاختياره ليجسد شخصيته في فيلم «حدوتة مصرية»، فوافق الممثل بشرط أن يجسد الدور بأسلوبه وليس بأسلوب المخرج، وتحقق له ذلك رغم أن الأخير كان يحرص على أن يطبع صورته على كل ممثل يعمل معه.

استكمل الشريف ارتباطاته الفنية، فقدّم للتلفزيون مسلسل «أديب» قصة الدكتور طه حسين، وسيناريو محمد جلال عبد القوي وحواره، إلى جانب كل من نورا، وصلاح السعدني، ودلال عبد العزيز، وإلهام شاهين، التي رشحها البطل للمخرج يحيى العلمي، وهي لا تزال في السنة الرابعة في المعهد.

قدم نور بعد المسلسل فيلم «الطاووس»، سيناريو عبد الحي أديب وحواره، إلى جانب كل من رغدة، وصلاح ذو الفقار، وليلى طاهر، من إخراج كمال الشيخ. ثم عرض عليه صديقه الكاتب محمود أبو زيد سيناريو فيلم «العار»، من إخراج علي عبد الخالق، على أمل بأن يجمع بينه وبين كل من حسين فهمي ويحيى الفخراني لأول مرة. غير أن الأخير اعتذر عن الدور لارتباطه بعمل آخر، فرشّح الشريف محمود عبد العزيز، من ثم قدّم الأخير أحد أهم أدواره الذي وضعه على خريطة النجومية والأدوار الكوميدية. وشاركت الثلاثة البطولة الفنانة نورا، كذلك اختار الشريف الوجه الجديد إلهام شاهين، وحصل الفيلم على جائزة الإخراج في مهرجان «مانيلا السينمائي الدولي»، وعلى جائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل سيناريو في مهرجان «جمعية الفيلم السنوي».

رغم ما حققه نور الشريف من نجومية، وحصوله على جوائز محلية ودولية عدة، وتصدره «نجوم الشباك» بإيراداته، فإنه طلب أن يسبق اسم الفنان فريد شوقي اسمه في الأفلام كافة التي يشاركه فيها، ذلك تقديراً لتاريخه. قدّم معه «ياما أنت كريم يارب»، قصة حسين عمارة وإخراجه، وسيناريو مصطفى محرم، وحوار بهجت قمر، و«الذئاب»، قصة وسناريو يسري الجندي وحواره، وإخراج عادل صادق، وشاركتهما في الفيلمين بوسي. ثم قدّم معه أيضاً «عندما يبكي الرجال»، قصة أحمد فريد محمود، وسيناريو مصطفى محرم، وحوار بهجت قمر، وشارك معهما كل من مديحة كامل وفاروق الفيشاوي. لاحقاً، ظهر معه في «بيت القاضي» إلى جانب كل من فاروق الفيشاوي، وشويكار، ومعالي زايد، قصة إسماعيل ولي الدين، وسيناريو عبد الحي أديب وحواره، وإخراج أحمد السبعاوي.

قدّم الشريف المخرج حسين الوكيل في أول أعماله «اللعنة» الذي كتب له السيناريو أيضاً، فيما تولى الحوار صلاح جاهين، وظهرت فيه مديحة كامل، التي شاركها البطل أيضاً بطولة «شوارع من نار»، قصة إيرما لادوس وسيناريو وحوار إبراهيم الموجي وأحمد صالح، وإخراج سمير سيف، وقدّم الأخير من خلاله الوجه الجديد نهى العمروسي، وأهدى العمل لكل من الكاتب نجيب محفوظ والمخرج حسن الإمام، معترفا بفضلهماً عليه، كما سبق واعترف بفضل نور الشريف في أكثر من مناسبة، قبل أن يعود الأخير ويقدمه مجدداً برؤية مختلفة من إنتاجه أيضاً في «آخر الرجال المحترمين»، قصة وسيناريو وحيد حامد وحواره، مع كل من بوسي، وأحمد راتب، وعلي الشريف. كذلك صنعا معاً لاحقاً «المطارد» المأخوذ عن إحدى روايات نجيب محفوظ، كتب له السيناريو والحوار أحمد صالح، وشارك فيه كل من سهير رمزي، وتحية كاريوكا، وحقّق بعده الشريف حلمه بتجسيد إحدى الشخصيات التي يحلم بها، إذ كتب له مصطفى محرم شخصية العالم الإسلامي «ابن خلدون» لتجسيدها في مسلسل بالاسم نفسه، وشاركه بطولته كل من بوسي، وأنور إسماعيل.

رشح لإخراج المسلسل في البداية إبراهيم الصحن، ثم اعتذر لارتباطه بمسلسل آخر فاختار الشريف زميل دراسته في معهد الفنون المسرحية المخرج محمد عبد السلام، وصوِّر بعض المشاهد في المغرب، ليُصدم البطل برفض الرقابة عرضه العمل في مصر لأنه ينتقد نظام الحكم، وتتكرر فيه جملة: «مصر منكوبة بحكامها»، غير أنه عرض في دول عربية عدة.

«حدوتة مصرية»

يتميز فيلم «حدوتة مصرية» الذي قام ببطولته نور الشريف بتضمنه مشاهد ملونة لإحدى حفلات السيدة أم كلثوم هي الوحيدة من نوعها، إذ كانت غالبية تسجيلات حفلاتها بالأبيض والأسود، وكان المخرج العالمي يوسف شاهين صوّر هذه الحفلة لكوكب الشرق قبل رحيلها فأصبح الشريط نادراً ومختلفاً عن بقية تسجيلاتها، وقرر بعدها وضع بعض مشاهده في الفيلم الذي يعد الجزء الثاني من السيرة الذاتية له بعد «إسكندرية ليه».

كتب فكرة الفيلم الدكتور يوسف إدريس، وتولى يوسف شاهين السيناريو والحوار والإخراج، وشارك فيه كل من يسرا، ورجاء حسين، وسهير البابلي، وماجدة الخطيب، ومحمود المليجي، وتوفيق الدقن، والمطرب محمد منير، والفنان الشاب محسن محيي الدين.

البقية في الحلقة المقبلة

نجاح «حبيبي دائماً» وضع الشريف وبوسي في مرتبة العشاق التاريخيين

رفع الشريف اسم يوسف السباعي من شارة «حبيبي دائماً» مع حفظ كامل حقوقه المادية

وزير الداخلية منع عرض «أهل القمة» والسادات أجازه بعد حذف مشهد

نور رفض فيلماً لنادية الجندي ليمنح الفرصة لعاطف الطيب في «الغيرة القاتلة»

جائزة دولية للشريف عن «سواق الأوتوبيس» إلى جانب 25 جائزة محلية وعربية
back to top