كان لصلاح جاهين والشيخ سيد مكاوي فضل السبق في وضع قاعدة جديدة لتتر المسلسل الإذاعي، سواء من خلال الكلمات أو الألحان، إذ راعى كل منهما الشكل الكوميدي في الكلمة أو اللحن، ما جعل الإذاعة تكرر التجربة، بعد نجاح تجربة «الولد الشقي»، فكتب صلاح كلمات تتر مسلسل «مذكرات المعلم شعبان» بطولة محمد رضا وسناء جميل، وتوفيق الدقن، يرويها الفنان الشعبي ذائع الصيت محمد طه:محمد طه: بعد الصلاة ع الزين وكان ياما كان
كان فيه أسد.. والاسم كان شعبانطويل عريض.. لو دب أيده في حيطةيقدر يسلم بيها ع الجيرانوله شنب تقف عليه.. هليكوبتر مش بحر سياب وغيره زمانإن كان عنيف.. يا ما دبح بسنانهسنة 19 جنود بريطانويا ما هد معسكراتهم يا ابنيلهاليبها تبان م الهند واليابانواد ابن جن صحيح.. لكن يا خسارةفتى همام.. ويا قلة الفتيانصابه اللي صابه واللي نابه نابهوكان يقول: الشدة للجدعانيا ميت ندامة الشدة فضلت شدةعليه لوحده وغيره بقى سلطانجارت عليه الدنيا جورة قويةوصبح يقاسي الغُلب والأحزانبس الجدع برضك جدع.. يا أهل اللهوابن الأصول طول عمره ما ينهانشعبان رجع شعبان بتاع الأولوبدمه قال النصر للشجعانإزاي وليه هانشوف ونعرف حالافي حلقات عنهاسمها «مذكرات.. المعلم شعبان»ووسط انشغال جاهين ومكاوي، جاء لهما خبر سعيد.
مسرح العرائس
صودف أن شاهد الرئيس جمال عبد الناصر مسرح العرائس الرومانية «سندريكا» وهو يقدم عروضه لأول مرة في القاهرة عام 1958، فطلب من ثروت عكاشة وزير الثقافة، إنشاء فرقة مصرية للعرائس، وأن تدرّب الفرقة الرومانية أهم الفنانين المصريين في الورش التي نظمتها، وقبل مرور عام أصبح لمصر أول فرقة عرائس، تحت اسم «فرقة مسرح القاهرة للعرائس» وقدمت عروضها الأولى في العاشر من مارس 1959، الموافق أول رمضان، أمام عبد الناصر، من خلال مسرحية «الشاطر حسن».بعد نجاح الأوبريت أصدر الرئيس جمال عبد الناصر توجيهاته ببناء مسرح دائم للعرائس، فتم الشروع على الفور في بنائه خلف دار الأوبرا المصرية، وإلى جوار المسرح القومي المصري بالأزبكية في ميدان العتبة، ليأتي القرار الثاني الذي اتخذه الرئيس عبد الناصر في العام نفسه، بإدخال البث التلفزيوني في مصر.جاء قرار عبد الناصر، بإنشاء مسرح للعرائس، مشجعاً لمصمم العرائس ناجي شاكر لتحقيق حلمه بتقديم أوبريت غنائي من خلال العرائس، وما إن طلب منظمو المهرجان العالمي للعرائس في «بوخارست» أن يقدم المصريون عرضاً للعرائس، حتى قفز إلى ذهن ناجي شاكر أوبريت «الليلة الكبيرة» لصديقه المقرب صلاح جاهين، بعدما استمع إليه في الإذاعة أكثر من مرة، واتصل على الفور بجاهين:*تعمل فيه أيه ماهو معمول.. دي الإذاعة زي ما يكون ماعندهاش غيره كل شوية تذيعه=يا عم صلاح أفهمني.. أنا عايز أعمل الأوبريت مسرح عرايس*مسرح عرايس.. جديدة دي=أيه رأيك؟*رأيي في أيه.. دي نقلة تانية خالص.. ومش مضمونة=أيه بس اللي مش مضمون فيها.. الأوبريت وناجح أصلا سواء الكلمات أو الألحان.. إلا إذا كنت خايف إني أعمل عرايس وحشة.*يا حبيبي أنت أحسن فنان عرايس في الشرق.. لكن أنا خايف الجمهور يتصدم.. أنت عارف السمع غير الصورة.. خايف يكون الجمهور كوّن صورة معينة عن الليلة الكبيرة بالصوت.. ويتصدم لما يشوفها متجسدة. =أنا المسؤول.. وتحدي* خلاص وأنا مابحبش أد التحديوافق صلاح جاهين تحت إلحاح ناجي، لتبدأ أولى الصعوبات التي واجهت الأوبريت، وهي إعداد 45 دمية بشخصيات مختلفة وتدريب محركين لها في أقل من ستة أشهر، وتحويل الأوبريت من 10 دقائق إلى 30 دقيقة، بعد إضافة الجزء الجديد الذي كتبه صلاح:في قهوة ثانيةالغازية: طار في الهوا شاشي وأنتَ ما تدراشي... يا ولاطرفه شاور لي شاور لي عليك، حكم الهوا ماشيحكم الهوا ماشييا حلاوة.. يا حلاوة.. يا حلاوةهوا العصاري... ياواد.. على سطح داري.. ياوادخدني ورماني رماني عليك ولا أنت داريآهين ياناري. . منك ياجاريخدني ورماني رماني عليك هوا العصاريماشي ماشي كلامك..صاحب القهوة: اللي ح يطلب راح يقعد.. واللي ما يطلبش يبعدالزبون: ياله بنا نخرج يا مسعد شارع الترماي«لعبه زق الطارة»صاحب اللعبة: ورينا القوة. يابني أنت وهومين عنده مروة وعاملي فتوة.. يقدر بقدارة على زق الطارة ويفرقع بمبةشاب: وسع وسع وسع.. أنا أزق الطارة وأضرب ميت بمبةدنا الأسطى عمارة من درب شكمبةصيتي من القلعة لسويقة اللا لالا لا لاصيتي من القلعة لسويقة اللا لا دا أنا واخد السمعةالجميع: طب يالله تعالالشاب: لا ياعم سعيدة صاحب اللعبة: هاأوالشاب: دي البدلة جديدة الجميع: ها ها هأه سعيدة.. يأبو بدلة جديدةسيدة: ياولاد الحلال بنت تايهة طول كدهرجلها الشمال فيها خلخال زي دهشيخ: زحمة ياولداه.. كام عيل تاهكام عيل تاااهالجميع: دي الليلة الكبيرة ياعمي والعالم كتيرةماليين الشوادر يابا م الريف والبنادرلم تتوقف الصعوبات عند هذا الحد، فكان من المهم، توفير مكان لإقامة العرض، ولم يكن ذلك بالسهولة المتوقعة، ليضطر صناع الأوبريت إلى عرضه في بدروم قصر عابدين، ثم انتقلوا إلى بدروم في دار الأوبرا، ومنهما إلى خيمة في حديقة مسرح الموسيقى العربية، إلى أن استطاعوا الخروج من هذه الأزمة بإضافة الضلع الأخير لأوبريت «الليلة الكبيرة»، وهو المخرج صلاح السقا.صودف الانتهاء من بناء مسرح العرائس المصري بمنطقة الأزبكية، وقرر مدير المسرح الفنان راجي عنايت أن يكون أول عمل يفتتح به المسرح هو أوبريت «الليلة الكبيرة» ليتم على الفور تكوين فريق عمل لتقديم الأوبريت، وعهد إلى المخرج صلاح السقا بإخراج الأوبريت، وتنفيذ الديكور مصطفى كامل وعاونته الفنانة التشكيلية، زينات خليل وعندما رأت الشيخ سيد لم تستطع إخفاء إعجابها به، لتتعدد اللقاءات بينهما خلال العرض، حتى تمكن الحب من قلبيهما، وسرعان ما تزوجا.وحدة شعرية
في العام نفسه 1960، وبعد عامين من الوحدة بين مصر وسورية، تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة، وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة، وشهد هذا العام أيضاً مهرجان «أبي تمام للشعر العربي» في دمشق، عاصمة القطر الشمالي، للجمهورية العربية المتحدة، وكان صلاح على رأس المدعوين للمهرجان، فوقف وأنشد واحدة من أطول قصائده بعنوان «على الربابة» من أبياتها:أنـا بـورســعيد الرمـــز والعنــوان ألا يـا ضحـايـا الظـلـم في الأرض كـلهاأنـا حرة مِتْلـِك مــا إيــلي سجــــان وردت عـليـها دمـشق ودمـشـق أخـتـها فقـط خـارج البـاب الديـــاب قطعــان طـردنـا العـدو وزال العـدو ومـا بقى عدوعـن النـاب ولـــو كان قلبهـا خشيــان وقـطعان دياب على باب عرب مصر كشَّرتصــفوف شكــلها يخـلع قلوب الجــان تصـدت لـها مـن مـصـر والشام وجت لها ولا قــــوة إلا بِلـَمـــة الإخـــوان مـايخلـعش قـلب الشر غيـر منـظر القويومـا كـان مقـعدنـا ســـوى القضبــان ومـا كـان مِقَعّدنـا سـوى الـقـيد في رجلنا ومتـمـددة جــرح ومــلان بـــديدان هدمـنـا حـديد السـجـن وحـدود مـحدَّدةنـردد صـــلاة الشــكر والعـرفـــان نهـضـنا شـمال وجنوب كأيوب من المرضمـا بين حمص والحسـكة وبين أســــوان وجِرْيِـت دمـاء الصـحة والعـافية في البدن وشكـري عـلى يمـينه سعيــد فرحــان ويـخـرج جمال في الشـرفة ويطل ع العرب وللشـعـب صيـــحة تشــق كل عنـان وتـتـوحد الأوطـان والشـمـل يجـتـمـعومـا الحـــق إلا وحــدة الأوطـــان وللشعـب صـيـحة تـشـق للحـق سكتـهبـأغنـي وروحــي فـوق مع الدخـــان بـأغـنـي وقـلـبـي يـدق ع السـنـدان خـدتنـي الحماســة وبـأطلب الغفــران أغـني لأبـو تــمـام أقـول ألـف معـذرة في أيــام مــا كـان الشـعر له سلطــان عـرفـنـاك تـقـول الشعـر للسيف وللكتبيـدوي ويـتـردد فــي كــل مـــكان وكـنتـم تقـولوا البـيـت من دول وتسكتواوحتــى المـــعارك كـان لــها أوزان وكـانـت حـياتـكـم شـعر في شـعر كلها دلوقتـي يفنـى وهـــو مش دريــــان عـشـان يـتـقـتل إنـسـان يـقاتل ويتقتل يـا ريتـك رأيـت مـا حـــل باليابـان قـنـابـل بتـفـنى ألوف ألوف يا أخا العرب حاول صلاح خلال القصيدة استلهام تراث شاعر الربابة، خصوصاً في السيرة الهلالية، متبعاً تقاليد شعراء السيرة في استهلال مقاطع السرد بمديح النبي وذكره، مستخدماً فيها بحر «الطويل»، أحد «بحور» الشعر العربي القديم، لينتقل بعدها إلى ملحمته السياسية التحررية القومية الوحدوية الحماسية المليئة بطبيعة عصرها وروحه، فيسرد لمحات من تاريخ العرب، في مصر والشام، وثوراتهم الشعبية، حتى يصل إلى ثورة 1919، مرورا بفترة الاستعمار وفساد الملك، ثم ثورة 23 يوليو ودور الزعيم جمال عبد الناصر، إلى العدوان الثلاثي، ومحاولة قوى الشر، إعادة مصر إلى عصور الظلام، والانتصار السياسي في هذه المعركة، وصولا إلى الوحدة العربية مع سورية.حقق صلاح جاهين في سورية نجاحاً ، لم يقل عن النجاحات التي يحققها في مصر على المستويات والمجالات كافة، التي لم يكن يركز في إحداها من دون الأخرى، غير أنه ما إن عاد من سورية، حتى وجد مجالا جديداً في انتظاره، مفاجأة لم يتوقعها، أمنية تمناها كثيرا منذ طفولته، غير أن والديه، وتحديدا والدته، حالت دون تحقيقها، خوفاً عليه، وحرصا على مستقبله، لكن الوضع اختلف الآن، فقد أصبح رجلا مستقلا ومسؤولا عن أسرة، والأهم أنه أصبح فناناً ملء السمع والبصر، ليس في مصر فحسب، بل تجاوزت شهرته حدود القطر المصري، إلى القطر الشمالي أيضا، ودول الشام.إحساس بالفشل
فوجئ صلاح بالمخرج عباس كامل يتصل به ويطلب مقابلته في أقرب وقت، وقبل أن يذهب للقائه، عرف صلاح أن عباس كامل بصدد إخراج فيلم «شهيدة الحب الإلهي»، حول حياة «رابعة العدوية»، فظن صلاح أن عباس كامل يريد أن يستعين به لكتابة أشعار أو أغانٍ للفيلم، غير أنه ما إن التقى به حتى فاجأه بما لم يتوقع:*هاهاها.. هاآو؟!=أيه يا أستاذ.. أنا قلت حاجة تضحك أوي كده؟ ولا الكلام مش عاجبك؟*لا بالعكس.. ده شرف لأي فنان يشتغل معاك يا أستاذ عباس.. أنا بس بأضحك من سخرية القدر=أنت بتتكلم بالألغاز ليه؟ ويا ترى القدر بيسخر مني ولا منك؟*العفو يا أستاذ.. مني أنا طبعا.. بيطلعلي لسانه.. لأن اللي أنت بتعرضه عليّ دلوقت بكل سهولة.. كانت أمنيتي وأنا لسه بالشورت إني أبقى ممثل.. وحاربت كتير لكن فشلت إني أقنع الوالد والوالدة=وأهي الفرصة جت لحد عندك*بأقولك دي أمنيتي.. بس زي ما بيقولوا بعد ما شاب ودوه الكتاب= شاب أي وكتاب أيه؟ أنت محسسني إن بأحضر روح المرحوم جورج أبيض* هاهاها.. أقصد إني كبرت على إني أتعلم التمثيل= دى شغلتي يا أستاذ.. وافق أنت وأنا أخليك فتى الشاشة الأول* وأنا موافق يا سيدي. وأبصم بالعشرة كمان شارك جاهين كممثل في فيلم «شهيدة الحب الإلهي» (وهو غير فيلم آخر عن نفس الشخصية بطولة نبيلة عبيد) من بطولة عايدة هلال في دور «رابعة»، ورشدي أباظة، وحسين رياض، وتوفيق الدقن، ونجوى فؤاد، وكاريمان، وصافيناز قدري، ورغم عدم تحقيق الفيلم النجاح الجماهيري الكبير، إلا أن كل من شارك فيه، وعلى رأسهم رشدي أباظة، وجمهور المشاهدين، أشادوا بأداء صلاح، إلا أنه كان الوحيد الذي لم يعجبه ما أداه على الشاشة، وشعر بأنه «ممثل فاشل».زوابع فكرية
لفتت رسوم جاهين نظر الكاتب محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير جريدة «الأهرام»، فعز عليه ألا تكون رسومات صلاح جاهين فوق صفحات الأهرام، فبادر إلى الاتصال به، ليطلب منه تناول فنجان قهوة في مكتبه بالأهرام:=الشرف لينا إحنا يا فنان.. خاصة إني واحد من المعجبين بكل اللي بتعمله.. شعر وأغاني.. أو حتى أوبريتات.. وكله كوم والكاريكاتير كوم تاني *ده شرف ليّ والله يا أستاذ.. أنا عايز أقولك إني ماقدرش أنام إلا لما أقرا «بصراحة»=الله.. دا أنت بتقلد الزعيم بقى*سيادتك جايبني هنا النهاردة علشان تخلع عليّ كل الأوسمة دي مرة واحدة=فاضل وسام واحد.. بس المرة دي أنت اللي هاتدهولنا يافنان*العبد لله يمنح أوسمة.. ولمين للأستاذ هيكل.. حلوة دي =في الحقيقة هو مش لهيكل.. لكن للأهرام *متآخذنيش يا أستاذ.. أصل نسيت أجيب الفهامة معايا.. تقصد أيه؟=هاهاها.. طيب شوف بقى يا سيدي الأهرام عايزاك تنضم ليها يا فنان.. تبقى الرسام بتاعها.. هانخصص لك مساحة ثابتة يوميا.. تقدم فيها كاريكاتير.. وطبعا مش محتاج أقولك كل صفحات الأهرام مفتوحة لأشعارك.. قولت أيه؟*قولت لا إله إلا الله.. ده يظهر أن الفهامة انسرقت مني مش أنا اللي نسيتها.. أنا مش عارف أقول أي حاجة.=خلاص يبقى مبروك علينا.. من بكرة هايجهزوا لك مكتبك.. وأنا هأنتظر أول رسمة منك.*أيوا بس...=سيب كل حاجة عليّفي اليوم التالي من اللقاء، في 17 مارس 1962، نشرت جريدة «الأهرام» في صدر صفحتها الأولى خبرا يقول: «صلاح جاهين ينضم إلى أسرة الأهرام»جاء في تفاصيل الخبر أن «الأهرام» سيبدأ في تقديم خدمة جديدة للقارئ بالرسم الكاريكاتوري الذي سيأخذ دوره على صفحات الأهرام، إلى جانب الخبر والصورة والمقال، مع انضمام رسام الكاريكاتير الشهير صلاح جاهين إلى أسرة الصحيفة، لينتقل صلاح خلال أيام إلى «الأهرام»، غير أنه لم ينفصل نهائياً عن مجلة «صباح الخير»، حفاظاً على قارئها الشاب الذي أنشئت من أجله، ليخوض من خلال رسومه الكاريكاتيرية في «الأهرام» أكبر المعارك السياسية والاجتماعية.صار مربع صلاح جاهين بالصفحة الخامسة من معالم صحيفة «الأهرام»، غير أنه لم يمر شهران، إلا وكان هذا المربع وصاحبه، حديث الدولة المصرية، لما أثاره من زوابع عاصفة، إذ شهد شهر مايو من العام نفسه، معركة فكرية بينه وبين الشيخ محمد الغزالي، خلال انعقاد «المؤتمر الوطني للقوى الشعبية»، تحت رئاسة الزعيم عبد الناصر، وشارك فيه الشيخ الغزالي، فطالب في كلمته بتحرير القانون المصري من التبعية الأجنبية، وضرورة احتشام المرأة، ورأت بعض الجهات في ذلك حجراً وتزمتًا وخروجاً عن المواضيع الحيوية المتماسة مع واقع الشعب وآماله. في اليوم التالي رسم صلاح جاهين صورة الإمام الغزالي يلقي كلمته منفعلًا بينما وقعت عمامته على الأرض، وتحت الرسم علق ساخرًا: «يجب أن نلغي من بلادنا كل القوانين الواردة من الغرب كالقانون المدني وقانون الجاذبية الأرضية».غضب الشيخ محمد الغزالي غضباً شديداً من رسم صلاح جاهين الذي سخر فيه منه، وقرر ألا يصمت أمام هذا التجاوز الكبير، وأنه يجب أن يرد بقوة وعنف.الفيلسوف قاعد يفكر سيبوهلا تعملوه سلطان ولا تصلبوهما تعرفوش إن الفلاسفة يا هوهاللي يقولوه بيرجعوا يكدّبوه؟عجبي!!...على بعد مليون ميل من أرضنامن الفراغ الكوني بصيت أنالا شفت فرق ما بين جبال أو بحرولا شفت فرق ما بين عذاب أو هناعجبي!!...إنسان أيا إنسان ما أجهلكما أتفهك في الكون وما أضألكشمس وقمر وسدوم وملايين نجوموفاكرها يا موهوم مخلوقة لك؟عجبي!!...نظرت فوقي للنجوم وأنا سايررجليا عترت في الحُفر والحجايربقيت أقول وأنا ع التراب: يا سلاممش بس عبره أخذت لكن عبايرعجبي!!...-يا نجم.. نورك ليه كده بيرتجف؟هو أنت قنديل زيت؟.. أو تختلف؟-أنا نجم عالي.. بس عالي قويوكل ما أنظر تحت أخاف انحدفعجبي!!البقية في الحلقة المقبلة