يتضمّن برنامج الدورة الأولى من عيد السينما في لبنان: طاولة مستديرة مع المؤلفين: خالد مزنر، سينتيا زاين، وإميل عواد، يديرها الفرنسي بنوا بازيريكو، متخصص في الموسيقى، جولة على الأفلام الفرنسية، وحفلة موسيقية تحييها الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية وتقدم مقطوعات موسيقية لأفلام كلاسيكية ضخمة.منذ تأسيسه عام 1985 من قبل وزير الثقافة آنذاك جاك لانغ وكبار المخرجين السينمائيين، يحتضن عيد السينما في فرنسا نشاطات سينمائية مهمة مفتوحة يقدِّمها للجمهور بهدف إشراك الجميع في مغامرة اكتشاف عالم السينما، لا سيما الشباب.
نشاطات مختلفة
عام 2015 نظمت هدى حنيش ولورا زين نشاطاً يقوم على دراسة الشعارات التي تطلقها الحركات الاحتجاجية في بيروت وعلاقتها بمسرحيات زياد الرحباني، وهذا العام تعودان إلى الساحة الثقافية من خلال تنظيم نشاطات سينمائية وموسيقية تتخذ طابع طاولة مستديرة مع مخرجين سينمائيين لبنانيين ومتخصصين فرنسيين، يليها عرض أفلام وحفلة موسيقية. لا شك في أن هدى ولورا واعيتان لعدم وجود سياسة ثقافية حكومية في لبنان وأن المبادرات الفردية وحدها تحرّك هذا الوسط، وتملأ النقص، لا سيما أن النشاط الثقافي يؤدي دوراً مهماً في إقامة جسر تواصل بين فروع الثقافة المختلفة: السينما، الموسيقى، والفنون عامة. من هنا، قناعة هدى ولورا بأن الثقافة هي ممارسة متدفقة وديناميكية، يعبّر عنها بوسائل مختلفة، وتعكس الوضع الثقافي الفني التنظيمي والجماعي في لبنان.مهما سيطر عدم الاستقرار على أوضاع البلد، تستمرّ النتاجات الثقافية والفنية وتزداد تألقاً، فبيروت تتمتّع بمساحة ثقافية ديناميكية على المستويات كافة، وشهدت في السنوات الأخيرة تطوّراً لافتاً. من هنا، كانت الفكرة في إطلاق عيد السينما، باعتبار أن السينما كفن تعكس تجربة جماعية توفّر مساحة للتسلية، وينعكس عرض فيلم ما إيجاباً على الجمهور لجهة المناقشات حوله والتفاعل مع أحداثه، ومجرّد المشاركة في نشاطات ثقافية يعني تقديم مبادرات شيقة ومبتكرة للجمهور. في هذا السياق، توضح المنظمتان: «نحن رواد سينما نقية وللأفلام مكانة قوية واستثنائية في الثقافة الإنسانية. بالنسبة إلينا، السرد والجوانب التمثيلية تجعل من الفيلم أحد أشكال الفن الفريدة من نوعها. علاوة على ذلك، تولّد السينما خبرة جماعية تجعل منها هواية مميزة. نعتقد أن مجرد حضور فيلم يحدث آثاراً إيجابية لدى الجمهور».تضيفان: «لا شك في أن مهرجان السينما في لبنان الذي يقام بالتوازي مع مهرجان السينما في فرنسا هو فرصة ممتازة لبيروت للاحتفال بحق بوضع مريح وبروح الأعياد التي من شأنها تعزيز الفضول للمعرفة ، إذ يشارك الجميع فيها. وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر المعهد الفرنسي في بيروت، حيث تنظم فعاليات ثقافية على مدار العام، الإطار الجيد والملائم لتنظيم هذا النشاط المميز».موسيقى الأفلام
يتضمّن مهرجان السينما في بيروت، فسحة لموسيقى الأفلام الكلاسيكية، بهدف إحياء لحظات خالدة في هذا الفن، باعتبار أن الموسيقى هي مصدر العواطف في الفيلم، وتدل على الحركة وتقيم علاقة وثيقة بين المتفرج وبين الأحداث، فأضحت مع الوقت أحد أبرز عناصر الفيلم وتدخل ضمن لعبتي الكتابة والإخراج بحيث أنه ما لا يمكن التعبير عنه بالكلمة والصورة يعبَّر عنه بالموسيقى. في هذا السياق، يمكن القول إن السينما اللبنانية عرفت لحظات مبدعة في موسيقى الأفلام، لهذا السبب يشارك فنانون لبنانيون موهوبون ومؤثرون في مجال موسيقى الأفلام في الطاولة المستديرة، وسوف يتبادلون الأفكار والخبرات وإلهام الجمهور ليس في شكل سؤال/ جواب، ولكن من خلال مناقشات ودية يديرها خبير فرنسي في الموسيقى.