«عزل الدوحة» قد يستمر سنوات... ومناورات قطرية - تركية

• «الأوروبي» يدعم جهود الكويت لإنهاء التوتر
• مسقط: حل الخلاف الخليجي قريباً

نشر في 19-06-2017
آخر تحديث 19-06-2017 | 17:20
مدرعات تركية مشاركة في المناورات داخل قاعدة عسكرية بالدوحة أمس الأول (رويترز)
مدرعات تركية مشاركة في المناورات داخل قاعدة عسكرية بالدوحة أمس الأول (رويترز)
دخلت أزمة مقاطعة دول خليجية وعربية وإسلامية على رأسها السعودية لقطر أسبوعها الثالث، في وقت توقع مسؤول إماراتي أن تدوم «عزلة قطر» سنوات، وأعلن الاتحاد الأوروبي دعمه للجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الكويت لإنهاء التوتر، في حين انطلقت مناورات عسكرية تركية - قطرية بالدوحة أمس.
مع دخول "أزمة قطر" التي تواجه مقاطعة من دول خليجية وعربية وإسلامية في مقدمتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين أسبوعها الثالث، توقع وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن تدوم "عزلة قطر" سنوات.

وقال الوزير الذي قطعت بلاده، إضافة إلى السعودية والبحرين العلاقات الاقتصادية مع الدوحة، أن قطر تعيش في حالة غضب ونكران. وأضاف أن قطر ليست في حالة حصار، بل عزلة قد تستمر سنوات.

وتابع: "نراهن على الوقت. لا نريد التصعيد، نريد عزلها". ورأى الوزير أن "تركيا مازالت تحاول البقاء على الحياد في الأزمة". وقال: "نأمل أن تتحلى تركيا بالحكمة، وتدرك أن مصلحتها تكمن في الإجراءات العربية ضد قطر". وأشار إلى أن الانتهاء من "إعداد قائمة شكاوى" ضد قطر سيتم في غضون أيام.

وفي وقت سابق، قال قرقاش، في تغريدة على "تويتر"، إن بلاده تعاملت بشكل مسؤول مع ملفي التطرف والإرهاب. وأضاف: "الاتفاق الدولي والإقليمي على أولوية مكافحة التطرف والإرهاب والخطاب المشترك حوله إجماع ضروري ومهم، وموقف الإمارات في هذا السياق مشرف ومتقدم".

ولفت قرقاش إلى أن "التطرف والإرهاب خطر وجودي على عالمنا وشبابنا، ونرفض توظيفه سياسيا أو محاولة تلميعه تحت أي شعار أو تفسير، أن تكون واضحا في رفضك هو دليل إنسانيتك".

البحرين تطرد

وفي المنامة، طلبت مملكة البحرين من جنود قطريين مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة.

وبحسب المصدر، فإن السلطات البحرينية أوضحت للقائد المسؤول عن القاعدة الأميركية بالبحرين ضرورة مغادرة الجنود القطريين العاملين في القاعدة.

يذكر أن البحرين تضم قاعدة أميركية تعمل فيها القيادة المركزية للقوات البحرية، وتشمل عسكريين من دول في المنطقة، ينفذون مهام تتعلق بالحرب على تنظيمات متطرفة في الشرق الأوسط.

الدوحة وأنقرة

إلى ذلك، بدأت قوات تركية تمارين عسكرية مشتركة في قطر مع نظيرتها القطرية.

وقالت مديرية التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع القطرية إن القوات التركية بدأت عقب وصولها إلى قطر أول التدريبات العسكرية في معسكر كتيبة طارق بن زياد بالعاصمة الدوحة.

وأوضحت أن التدريبات تأتي بهدف "رفع الكفاءة القتالية للقوتين القطرية والتركية في وضع خطط العمليات المشتركة لمحاربة التطرف والإرهاب وعمليات حفظ السلام قبل وبعد العمليات العسكرية".

وجاءت التمارين التي قالت وزارة الدفاع إنها "مخطط لها منذ فترة" في خضم الأزمة الخليجية.

وتضع أزمة الخليج تركيا في موقف حساس، لأن أنقرة تعتبر الدوحة أبرز حليف لها في الخليج، لكنها تسعى أيضا الى توثيق علاقاتها بالسعودية. وفي الوقت نفسه، تسعى تركيا الى الحفاظ على علاقاتها مع إيران، خصم السعودية الرئيس. وقبل التمارين مع القوات التركية، أجرت القوات القطرية تمارين مشتركة مع قوات أميركية في قطر التي تضم أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة.

ضرر العقوبات

على صعيد متصل، قال وزير الاقتصاد والتجارة القطري الشيخ أحمد بن جاسم إن الموردين لدولة قطر هم من تضرروا من الحصار المفروض عليها.

وأضاف أن "قطر توجهت نحو بدائل استيراد بأسعار أرخص مما كانت تدفعه سابقا في بعض الحالات".

وكشف الوزير أن الدوحة كانت مستعدة لمثل هذه الأزمة، مؤكدا أن الوضع الاقتصادي الحالي في قطر يسير بشكل سلس ومن دون صعوبات، رغم القرار المفاجئ للحصار.

ولاحقاً، اشترطت قطر وقف المقاطعة الاقتصادية، التي تفرضها السعودية والإمارات والبحرين عليها قبل البدء في "مفاوضات حضارية".

وقال وزير خارجيتها محمد عبدالرحمن، إن بلاده "لن تتفاوض وهي تحت الحصار، ولن تتفاوض فيما يخص سياستها الخارجية أو قناة الجزيرة".

وشدد على أن بلاده ستعتمد على سلطنة عمان والكويت وتركيا لتوفير بدائل تجارية، مشيراً إلى توفير إيران ممرات جوية للطائرات القطرية.

«الأوروبي» والكويت

في غضون ذلك، صرحت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بأن الكتلة الأوروبية أعربت خلال اجتماع لوزراء خارجيتها، أمس، عن تأييدها لجهود الوساطة الكويتية لحل الخلاف الخليجي.

وقالت موغيريني في تصريح: "ندعم بشدة جهود الوساطة التي يقوم بها الإخوة والأصدقاء من الكويت في هذا المسعى الصعب. هم بحاجة إلى دعمنا ونحن على استعداد لذلك".

وأكدت أنها "على اتصال يومي" بوزراء خارجية كل من الكويت والإمارات والسعودية وقطر لمتابعة التطورات.

وشددت على أهمية حل التوتر عبر الحوار المباشر والابتعاد عن التصعيد، وعدم اتخاذ خطوات أحادية الجانب.

ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه مصالح مباشرة في الحرب ضد الإرهاب وتسوية عدد من أزمات المنطقة والاقتصاد مع كل دول الخليج، وهي مرتبطة بالتعاون فيما بينهم.

في السياق، قال وزير الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي، أمس، إن "الأزمة الخليجية الحالية سيتم حلها قريبا".

من جانب آخر، استنكرت الأمانة العامة للهيئة العالمية للعلماء المسلمين، إحدى هيئات "رابطة العالم الإسلامي" ما وصفته بـ "تجرؤ الإعلام القطري على أعراض كبار علماء الأمة".

وقالت في بيان: "وإذ تستنكر الأمانة هذه الجرأة على أعراض كبار علماء الأمة، لتؤكد أن الآلية الإعلامية المسخرة لخدمة التطرف، تتولد عنها مثل هذه النماذج في تيه انسلاخها من أدب الإسلام في حفظ الديانة واللسان".

«الناتو» والخليج

من جهة أخرى، قالت نائبة الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو)، روز غوتمولر، أمس، إن الحلف يعمل من أجل تطوير مجالات التعاون مع شركائه من دول الخليج العربية، ويتطلع إلى إيجاد سبل لتطوير "المؤسسات الدفاعية وطرق التدريب" في دول الخليج.

وأشارت في هذا السياق الى افتتاح الأطلسي مركز تدريب إقليميا جديدا في الكويت خلال يناير الماضي.

الدوحة ستعتمد على سلطنة عمان والكويت وتركيا لتوفير بدائل تجارية وإيران لممرات جوية
back to top