غداة إسقاط الولايات المتحدة مقاتلة سورية كانت تقصف "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بقيادة الأكراد فوق الرقة، علقت روسيا المحرجة من الخطوة الأميركية، أمس، تعاونها الجوي مع الولايات المتحدة في سورية، مؤكدة أن الغارة خالفت البروتوكول، وأنه لم يتم التنسيق معها قبل إسقاط المقاتلة السورية، مهددة بإسقاط أي طائرة في مناطق عمل القوات الجوية الروسية. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أنه على الولايات المتحدة احترام وحدة الأراضي السورية، والكف عن أي أفعال أحادية، مشيرا إلى جولة جديدة من محادثات أستانة يوم 10 يوليو.
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن إسقاط الطائرة خطوة صوب تصعيد خطير، محذرا واشنطن من استخدام القوة ضد قوات الحكومة السورية.وقال ريابكوف للصحافيين في موسكو، إنه "يجب النظر إلى هذا الاعتداء على أنه استمرار لنهج الولايات المتحدة في الاستخفاف بأعراف القانون الدولي"، مضيفا: "ماذا يمكننا أن نسمي (ما قامت به واشنطن) إن لم يكن عملا عدوانياً؟".
الأكراد يهددون
وفي ما يبدو أنه استفزاز لواشنطن، واختبار لطريقة استجابة إدارة الرئيس دونالد ترامب، واصلت القوات السورية الموالية لنظام الأسد، هجوما واسعا على "قسد" في الرقة. وتوعدت "قسد" أمس بالرد إذا تواصل الهجوم. واتهم المتحدث باسمها طلال سلو الحكومة السورية بقصف مواقع القوات المدعومة أميركياً جنوب غربي مدينة الرقة في الأيام الأخيرة، وشن هجمات واسعة النطاق على مواقعهم.وأوضح سلو، في بيان، أن "قوات النظام ومنذ 17 يونيو 2017 عمدت إلى شن هجمات واسعة النطاق استخدم فيها الطائرات والمدفعية والدبابات على المناطق التي حررتها قواتنا. خلال معركة تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات منذ 3 أشهر"، وقال: "إننا نؤكد أن استمرار النظام في هجومه على مواقعنا في محافظة الرقة سيضطرنا إلى الرد بالمثل".مواجهة ورد
وجرت أول مواجهات على الإطلاق بين الطرفين في بلدتي الشويحان وجعيدين في محافظة الرقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن قوات النظام طردت أمس الأول "داعش" من هاتين البلدتين الواقعتين على بعد نحو 40 كلم جنوب مدينة الرقة، قبل أن تشتبك مساء مع "قسد" وتشن مقاتلة سوخوي تابعة لها غارة رد عليها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بإسقاطها.وأكدت قوة المهام المشتركة في الجيش الأميركي أن مقاتلة النظام، وهي من طراز "سوخوي - 22" استهدفت بالقنابل عناصر "قسد" في قرية جعيدين بريف الرقة الجنوبي، في محاولة لإخراجهم منها، وأسفر ذلك عن إصابة عدد منهم، موضحة أنها وبمقتضى قواعد القتال أسقطتها على الفور، وأوقفت تقدم القوات الموالية للنظام.تقدم النظام
وبحسب المرصد، فإن هذه التطورات حصلت في وقت وصل فيه النظام والمجموعات المتحالفة معه "لتخوم بلدة الرصافة بريف الرقة الجنوبي" على بعد 40 كلم إلى جنوب غرب مدينة الرقة، مشيرا إلى أن هدفه ليس الرقة، التي تسعى "قسد" للسيطرة عليها، وإنما المرور عبرها إلى محافظة دير الزور النفطية شرقا.وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن بأن "النظام لا يريد تقدما إضافيا للقوات التي يدعمها الأميركيون إلى جنوب الرقة"، مشيرا إلى أنه "يرسم حدود منطقة التماس بين قواته وقوات سورية الديمقراطية".صواريخ إيران
في سياق آخر، وفي وقت أجمع المراقبون يبدو أنه رد إيراني على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة أخيرا، وطالبت البرنامج الباليستي الإيراني، أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني الجنرال رمضان شريف، أمس، نجاح أول عملية إطلاق لصواريخ بالستية على أهداف خارجية منذ الحرب الإيرانية - العراقية قبل 30 عاما، زاعما أنها استهدفت قواعد لقيادة وتسليح تنظيم "داعش" في دير الزور على بعد 600 إلى 700 كلم.ووفق قائد القوات الجوية للحرس، الجنرال أمير علي حاجي زاده، فإن "الصواريخ عبرت الأجواء العراقية وأصابت أهدافها في سورية، بينها مبنى صغير كان يعقد فيه قياديو التنظيم اجتماعا"، مشيرا إلى أنه "في الوقت نفسه، حلقت طائرات مسيرة أقلعت من دمشق فوق منطقة دير الزور، ونقلت صورا عن الضربات".وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري أنه تم إطلاق نحو 6 صواريخ متوسطة المدى من طراز "ذو الفقار" المصنعة في إيران أمس الأول من محافظتي كرمنشاه وكردستان (غرب) على قواعد للتنظيم "رداً" على اعتدائه على مجلس الشورى ومرقد الإمام الخميني بطهران في 7 يونيو، ما أسفر عن مقتل 17 شخصا.وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد رمضان شريف، إن الهجوم الصاروخي "رسالة تحذير" للداعمين للجماعات الإرهابية في المنطقة والعالم.من جهته، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن استهداف مواقع المسلحين بصواريخ على بعد سبعمئة كيلومتر هو بداية مرحلة جديدة لمواجهة الإرهاب، مضيفا أن العملية الصاروخية كانت ردا مناسبا على قرار العقوبات الجديدة التي سنها "الكونغرس" الأميركي ضد إيران.