تحية رمضانية لرجال الأمن!
الكثير من رجال الداخلية قد حرموا أنفسهم من قيام الليل وتلاوة القرآن والصلاة في المساجد في ليالي القدر والعشر الأواخر المباركات من أجلنا، ولعل من أول الواجبات أن نشركهم في صالح دعواتنا وابتهالنا، ونتقاسم معهم أجر وثواب أعمالنا وعبادتنا، فهم أهل لذلك.
هذه أيام شهر رمضان المبارك قد انقضت ولياليه قد تصرّمت، وقد كنا فيها بضيافة الرحمن وفي كنف رب العز والجلال، فهنيئاً لمن استقبل هذه الأجواء المقدسة بعمل الخير وتبادل الزيارات وعيادة المرضى، وفي العشر الأواخر الانقطاع إلى الله بالعبادة والصلاة وقيام الليل وإحياء ليلة القدر في مشهد يتكرر بفضل من الله ونعمائه ليتجدد معه العهد والميثاق، ونسأله عز وجل أن يتقبل منا الطاعات والأعمال خالصة لوجهه الكريم.هذه النعمة الجليلة التي لا تضاهيها عبارات الشكر لله لم تكن لتحقق لنا أجواء الالتحاق بها سوى مظلة الأمن والأمان التي حرم منها الكثير في المجتمعات الإسلامية خلال السنوات الماضية، ونعمة الأمن من أهم سوابغ المولى جل وعلا وفضائله الذي بلطفه وإحسانه كسبنا مجتمعاً متسامحاً كريماً ما زال يقاوم ويرفض أمراض العصر النفسية والفكرية الضالة، وحتى الحالات الإرهابية التي شهدناها، وآخرها حادث مسجد الإمام الصادق (ع) قبل سنتين وفي مثل هذا الشهر الكريم، ورغم مصابه الجلل، تم استيعابه بالتعالي على الحزن والجراح وبحكمة بالغة، ونسأل الله أن يحرس بلدنا وشعبنا بعينه التي لا تنام.
أجواء العبادة الرمضانية التي يعيشها أهل الكويت ومن يقطن معهم من العديد من الجنسيات أيضاً تحرسها أعين ساهرة وجهود مخلصة وأياد أمينة من رجال وزارة الداخلية، وعلى كل المستويات، بدءاً بتعليمات معالي وزير الداخلية ومجلس الوكلاء والقيادات الأمنية في مختلف المحافظات، وانتهاءً بشباب الميدان من جميع الرتب العسكرية، فهؤلاء وضعوا أرواحهم فداء لبلدهم وشعبهم وقضوا ساعات طويلة وهم صيام، وحتى في فترة ما بعد الفطور التي ينعم بها الناس بالراحة وقضاء أمسيات هانئة، وفي أجواء الحرارة العالية، لحفظ الأمن وتحقيق أقصى مستويات الحيطة والحذر على مداخل المساجد لحماية المصلين وتفرغهم للعبادة.الكثير من رجال الداخلية قد حرموا أنفسهم من قيام الليل وتلاوة القرآن والصلاة في المساجد في ليالي القدر والعشر الأواخر المباركات من أجلنا، ولعل من أول الواجبات أن نشركهم في صالح دعواتنا وابتهالنا، ونتقاسم معهم أجر وثواب أعمالنا وعبادتنا، فهم أهل لذلك، كما نتوجه إليهم وإلى كل من يساهم معهم من الشباب المتطوعين في حفظ الأمن والنظام والسهر على رعاة المساجد بأسمى آيات الشكر والامتنان والتقدير، ونحتسب جهدهم وعملهم عبادة لوجه الله وفي حب الوطن، وندعو لهم بأن ترعاهم عين الله وتحرسهم رعايته الكريمة، وأن يحفظهم الباري ويحفظ بهم بلدنا من شر الأشرار، وندعو للجميع بقبول الطاعات وأن يعيدنا وإياهم على أمثال هذه المناسبات الفضيلة بالخير وتمام العافية إنه سميع مجيب الدعاء، وأسعد الله أيامكم بحلول عيد الفطر الأغر، وكل عام والكويت وأهلها بخير وسلام.