أستراليا تعلق غاراتها بسورية وواشنطن تغير مواقع طائراتها

• «البنتاغون» يعمل لإعادة التنسيق مع موسكو
• هدنة درعا تنهار
• إسرائيل لإيران: انتبهوا

نشر في 20-06-2017
آخر تحديث 20-06-2017 | 17:50
أطفال يتابعون من شرفة منزلهم المدمر دخول شحنة مساعدات لبلدة حراستا المحاصرة في الغوطة الشرقية أمس (أ ف ب)
أطفال يتابعون من شرفة منزلهم المدمر دخول شحنة مساعدات لبلدة حراستا المحاصرة في الغوطة الشرقية أمس (أ ف ب)
رغم احتفاظ البيت الأبيض بحق حماية مصالحه في سورية، نقلت وزارة الدفاع الأميركية مواقع طائراتها لضمان سلامة طياريها بعد تهديد الروس بجعلها أهدافاً لهم، في وقت قرر الجيش الأسترالي وقف عملياته بسبب تدهور العلاقات الروسية- الأميركية في النزاع المعقد.
مع قيام الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات شملت نقل مواقع طائراتها فوق سورية لضمان سلامتها من التهديدات الروسية، أعلنت أستراليا، أمس، تعليق عملياتها الجوية في الأجواء السورية بعد هذه التهديدات التي أصدرتها روسيا إثر إسقاط القوات الأميركية طائرة سوخوي تابعة لحليفها الرئيس بشار الأسد.

وأعلنت متحدثة باسم الجيش الأسترالي، في بيان: "في إجراء احترازي أوقف جيش الدفاع الاسترالي مؤقتاً العمليات الضاربة في سورية"، موضحة أنه "يتابع من قرب الوضع في الأجواء السورية وسيتخذ قراره بشأن استئناف عملياته الجوية في وقته".

ولم يقدم الجيش الأسترالي أي تبرير لهذا القرار، الذي يأتي على خلفية تدهور العلاقات الروسية- الأميركية بشأن النزاع السوري، مشيراً إلى "استمرار العمليات في العراق في إطار التحالف".

وأعرب الكرملين عن قلقه الشديد حول تطور الوضع في سورية بسبب خطوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وقال المتحدث الرسمي باسمه دميتري بيسكوف، تعليقا على إسقاط الولايات المتحدة الطائرة السورية قرب الرقة: "بالطبع، الوضع المتعلق بخطوات التحالف يثير قلقاً كبيراً جدا".

إعادة الاتصال

وبعد ساعات على تعليق موسكو خط الاتصال لمنع حوادث الاصطدام في الأجواء السورية وتهديدها برصد طائرات التحالف الدولي غرب الفرات وجعلها أهدافاً رداً على إسقاطه إحدى مقاتلات الأسد في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جو دانفورد، أمس الأول، أن الولايات المتحدة "ستعمل على المستويين الدبلوماسي والعسكري خلال الساعات المقبلة لإعادة خط الاتصال لتجنب الاصطدام" بين الطائرات الأميركية والروسية.

وقال المتحدث باسم "البنتاغون" الميجور أدريان رانكين-غالاوي: "لقد اتخذنا إجراءات حكيمة بنقل مواقع طائرات فوق سورية حتى نواصل استهداف قوات داعش وفي الوقت ذاته ضمان سلامة طيارينا نظراً للتهديدات الماثلة في فضاء المعركة".

كما صرح المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: "سنفعل كل ما بوسعنا لحماية مصالحنا"، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستبقي على خط اتصال مفتوح مع الروس.

هدنة درعا

وفي تطور ميداني لافت، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، انهيار الهدنة الأميركية - الروسية - الأردنية في درعا من جراء تنفيذ طائرات النظام السوري عدة غارات وقصف صاروخي استهدف عدة أماكن في درعا البلد، ومنطقة سجن غرز والطريق الواصل بين بلدتي صيدا والنعيمة.

وأفاد المرصد بأن قوات النظام نفذت هجوماً عنيفاً تمكنت خلاله من السيطرة على تلة الثعيلية وكتيبة الدفاع الجوي المحاذية لها، مشيراً إلى معارك عنيفة لا تزال متواصلة، في محاولة من الفصائل معاودة التقدم في المنطقة، في حين تسعى قوات النظام لتحقيق مزيد من التقدم نحو الغرب.

وأشار المرصد إلى أنه في حال تثبيت قوات النظام سيطرتها على التلة والكتيبة وتقدمها باتجاه الحدود الأردنية، فإنها ستفصل ريفي درعا الغربي والشمالي الغربي، عن الريفين الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة درعا، وستوقع الفصائل في كل جهة منها في حصار كامل.

تصعيد بدمشق

وفي ريف دمشق، تعرضت أحياء سكنية في منطقة العباسيين وحي كفرسوسة السكنيين وسوق الخضار بمنطقة الكباس السكنية، لقصف بقذائف الهاون والصواريخ، في حين اتهمت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية النظام بالتحضير لعملية عسكرية واسعة ضدها.

ووفق نشطاء، فإن القصف الحكومي على حي جوبر يأتي كتمهيد لتنفيذ عملية عسكرية ترمي لإنهاء وجود فصائل المعارضة في الأحياء الشرقية للعاصمة وإجبارها على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية. ورغم إبلاغ وزارة الدفاع الروسية مجلس الأمن باستهداف اجتماع لقياديي تنظيم "داعش" بالقرب من الرقة ومقتل زعيمه أبوبكر البغدادي و300 آخرين في 28 مايو، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أنه ليس بوسع موسكو تأكيد مقتل البغدادي.

نتنياهو يحذر

وبعد إعلان الحرس الثوري إطلاق صواريخ متوسطة المدى على مواقع "داعش" في دير الزور، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول إيران من تهديد إسرائيل.

وقال نتنياهو: "لدي رسالة واحدة لإيران: لا تهددي إسرائيل"، مؤكداً أن القوات الاسرائيلية "تتابع باستمرار نشاطات إيران وبياناتها".

ونفى نتنياهو "التدخل في الصراع الدموي المروع الذي يدور في سورية ومآسيه الكبيرة جدا"، لكنه أقر بتقديم مساعدات إنسانية "للأطفال والعائلات السورية التي خُرب عالمها ودُمرت أجسادها". وكشف أن إسرائيل استقبلت نحو ألف جريح سوري منذ بدء الأزمة.

من جهته، أكد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، خلال اجتماعه مع حزبه "إسرائيل بيتنا"، أن "إسرائيل ليست معنية بضربة إيران الصاروخية وليست قلقة ومستعدة لكل تطور".

محادثات أستانة

في هذه الأثناء، أعلنت وزارتا خارجية روسيا وكازاخستان أمس الأول أن جولة جديدة من محادثات أستانة برعاية روسيا وايران وتركيا ستعقد في الرابع والخامس من يوليو المقبل، بتبكير 5 أيام عن الموعد المحدد سلفاً قبل الجولة السابعة من مفاوضات جنيف في العاشر من الشهر ذاته.

وأعلنت وزارة خارجية كازاخستان أن اللقاء سيخصص "لـبحث مناطق خفض التوتر"، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار سورية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في وقت سابق من بكين أن الاجتماع مقرر في العاشر من الشهر، أي يوم افتتاح جولة جديدة من المحادثات تنظمها الأمم المتحدة في جنيف.

back to top