«علماء السعودية»: «الإخوان» متحزبون وخارجون على الدول
● عبدالرحمن يزور واشنطن لطرح وجهة نظر قطر... وموسكو تستضيف «دول المقاطعة»
● السيسي وبن زايد يتفقان على ضرورة رفع الغطاء السياسي والإعلامي عن الإرهاب
هاجمت هيئة كبار العلماء السعودية «الإخوان المسلمين»، ورأت أن الجماعة التي تحظي بدعم قطري ليست من «أهل المناهج الصحيحة، ومنهجها قائم على الخروج على الدولة»، وبينما يزور وزير خارجية قطر واشنطن لبحث الأزمة الخليجية، استضافت موسكو اجتماعاً رباعياً ضم سفراء السعودية ومصر والإمارات والبحرين لتوضيح موقفهم من مقاطعة الدوحة.
في وقت تراوح أزمة قطر التي تواجه عقوبات وقطع للعلاقات الدبلوماسية من دول عربية وإسلامية على رأسها السعودية على خلفية اتهامها بدعم جماعات إرهابية ومتطرفة، مكانها، شنت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية هجوما حادا على جماعة «الإخوان المسلمين»، وأكدت أن «الجماعة ليست من أهل المناهج الصحيحة، ومنهجهم قائم على الخروج على الدولة».وقالت الهيئة على صفحتها بموقع «تويتر» إن جماعة الإخوان «ليست لها عناية بالعقيدة، ولا بالسنة، ومنهجها قائم على الخروج على الدولة؛ إن لم يكن في البدايات، ففي النهايات»، في إشارة إلى محاولات البعض لهدم الدول الوطنية والدعوة إلى إقامة خلافة عابرة للحدود.وفي «تغريدة» ثانية، قالت الهيئة إن «الإخوان حزبيون يريدون التوصل إلى الحكم، ولا يهتمون بالدعوة إلى تصحيح العقيدة».
وتابعت الهيئة أن «كل جماعة تضع لها نظاما، ورئيسا، وتأخذ له بيعة، ويريدون الولاء لهم؛ هؤلاء يفرقون الناس».وأضافت «ليس في الكتاب والسنة ما يبيح تعدد الأحزاب والجماعات؛ بل فيهما ما يذم ذلك». ونشرت وزارة الخارجية السعودية على صفحتها بموقع تويتر «انفوغراف» باللغتين العربية والإنكليزية يتضمن تغريدات هيئة كبار العلماء بالسعودية عن جماعة الإخوان التي تحظى بتأييد الدوحة.يُذكر أن وزارة الداخلية السعودية صنفت جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية في مارس 2014.كما أصدرت السعودية، إضافة إلى الإمارات والبحرين ومصر، في 14 الجاري بيانا مشتركا صنفت فيه شخصيات ومؤسسات خيرية من جنسيات مختلفة على أنها إرهابية، وتضمنت القائمة 59 شخصية و12 هيئة، منها شخصيات تنتمي للجماعة التي تتشعب فروعها على مستوى العالم العربي والإسلامي.في غضون ذلك، أصدر مكتب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بيانا أكد فيه أن السيسي اتفق خلال لقاء مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في القاهرة، أمس الأول، على ضرورة تضافر جهود جميع الدول العربية والمجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب على كل المستويات وخاصة وقف تمويل الجماعات والإرهابية وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي لها. وعقد الاجتماع في القاهرة، وجاء بعد ساعات من قول وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن إن الدوحة لم تتلق أي مطالب من جيرانها في الخليج، وإن شؤون قطر الداخلية غير قابلة للتفاوض بما في ذلك مستقبل «قناة الجزيرة» ومقرها الدوحة.
زيارة واشنطن
وكان وزير الخارجية القطري قال إنه يعتزم التوجه إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لبحث أثر الخلاف مع دول خليجية عربية على اقتصاد بلاده وعلى جهود «مكافحة الإرهاب».وأوضح محمد، في تصريحات بالدوحة، أنه من الضروري أن يطلع الجانب الأميركي على وجهة نظر أخرى لهذه الأزمة وحقيقة الانتهاكات، لأنه حتى وقت قريب كانت هناك وجهة نظر واحدة.وأكد أن «قطر ماضية في الإجراءات القانونية بشأن الحالات الإنسانية جراء الحصار». وأشار الوزير إلى اتخاذ «إجراءات قانونية لفتح مسارات أمام حركة الطيران». ولاحقاً، نقلت وكالة «رويترز» عن الوزير القطري القول إن الدوحة مستعدة لبحث «كل مصادر قلق دول الخليج». وكانت الدوحة اشترطت رفع المقاطعة، التي تفرضها عليها السعودية والإمارات والبحرين، قبل البدء في أي مفاوضات لحل الأزمة.تعليق بحريني
من ناحيته، علق وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد على المؤتمر الصحافي لنظيره القطري، قائلا في تغريدة على «تويتر»: «سمعت كلمة حصار، وأيضاً سمعت أن خطوط الطيران مفتوحة فوق إيران وعبر مطارات الكويت ومسقط وتركيا! كلها في جملة واحدة!»، وأضاف: «اعتمدي قراراً يا قطر».واشنطن وموسكو
إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد إن الأزمة الخليجية تفرض تحديات على القوات الأميركية. وأكد لدى حديثه في ندوة أقيمت بالنادي الوطني للصحافة بواشنطن أن القوات الأميركية الموجودة بقطر مازالت تواصل عملها رغم الأزمة.وأضاف دانفورد أن التواصل والتنسيق على الصعيد العسكري مازال مستمرا في الوقت الذي يتولى فيه وزير الخارجية ريكس تيلرسون التنسيق المتعلق بالشق الدبلوماسي. وتابع أن «أحد أسباب متابعتنا الأوضاع في قطر عن كثب أن مركز عملياتنا الجوية المشتركة مقره هناك، ومعظم الإسناد الجوي في حملاتنا الجوية ضد تنظيم داعش ينطلق من هناك».وفي موسكو، التقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي في مقر مجلس الدوما الروسي مع سفير مملكة البحرين أحمد الساعاتي وسفير مصر محمد البدري والقائم بالأعمال بالإنابة بسفارة السعودية محمد الشمري والسكرتير الأول بسفارة الإمارات محمد المنصوري. وأطلع الدبلوماسيون الأربعة، البرلماني الروسي، على «ما تعرضت له دولهم من أضرار وخسائر جراء السياسة التي تتبعها قطر، وهو ما جعلهم يلجأون إلى خطوة المقاطعة».من جانبه، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية عن تفهمه لمخاوف الدول الأربع والأسباب التي دعتها إلى اتخاذ مثل هذا القرار، ودعا قطر إلى الجلوس على طاولة الحوار مع أشقائها لإزالة المخاوف وحل الخلاف بشكل سلمي.وذكر أن اتفاقية الرياض التي وقع عليها أمير قطر عام 2014 كانت أساسا جيدا لحل الخلاف الذي نشب آنذاك، ويجب على الدوحة أن تلتزم بها. وأضاف أن روسيا كانت من أولى الدول التي حاربت الجماعات الأرهابية، مشيرا إلى أنها أدرجت جماعة «الإخوان» على القائمة السوداء بقرار من المحكمة العليا في روسيا منذ 10 أعوام بسبب أعمالها الإرهابية.
«أزمة الخليج تفرض على القوات الأميركية تحديات ... البنتاغون