الغربان السود
ركزت محطة الـMBC مؤخرا على ملف شائك كان من المحظور الاقتراب منه إعلاميا في السابق، وهو زيف وكذب الكثير من مدعي الدين والتدين، كشفت فتنهم وتلاعبهم بعقول الناس وتحريضهم على الكراهية ومحاولتهم الدؤوبة لتكييف الدين وفقا لمصالحهم، الأمر الذي يساهم في تقويض قوى مدعي التدين وتقليل سطوتهم بشكل أو بآخر.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
هذا بالنسبة إلى "داعش" بالمجمل، طيب، هل انتسب كويتيون إلى "داعش" أو تعاطفوا معه، الإجابة أيضا نعم بدليل الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن مقتل بعض الكويتيين ممن كانوا يحاربون تحت لواء "داعش"، بالإضافة إلى الأخبار المتناثرة عن انضمام هذا وذاك لهذا التنظيم الإرهابي، وهو ما يعني أن الجواز الكويتي استخدم بشكل أو بآخر من قبل الكويتيين المنضمين إلى "داعش" للوصول إلى أماكن وجود هذا التنظيم، وهذا ما يعني أيضا أن ظهور جواز كويتي في مسلسل يتحدث عن "داعش" ليس بالأمر المستغرب أو غير الواقعي.لماذا طالب هؤلاء الساسة إذاً بإغلاق مكتب الـMBC في الكويت؟ لماذا هذا الصراخ والاستهجان على أمر واقعي مرتبط بحدث حقيقي نعيشه اليوم؟ وما الهدف من الدعوة لإغلاق مكتب لمحطة تلفزيونية إن كانت هذه المحطة بعملها التلفزيوني تطرقت لأمر حدث فعلا وهو انضمام شخص كويتي إلى "داعش"؟إما أن يكون هؤلاء الساسة ومن معهم لا يعلمون بوجود كويتيين منضمين إلى "داعش" وهو ما أستبعده تماما أو أن لهم غايات أخرى في مطالبهم بإغلاق مكتب المحطة التلفزيونية وهو ما أعتقده شخصيا.لقد ركزت محطة تلفزيون الشرق الأوسط مؤخرا على ملف شائك كان من المحظور الاقتراب منه إعلاميا في السابق وهو زيف وكذب الكثير من مدعي الدين والتدين، كشفت فتنهم وتلاعبهم بعقول الناس وتحريضهم على الكراهية ومحاولتهم الدؤوبة على تكييف الدين وفقا لمصالحهم، الأمر الذي يساهم في تقويض قوى مدعي التدين وتقليل سطوتهم بشكل أو بآخر، وهو أمر يعتبره الكثيرون خطرا حقيقيا يهدد انتشارهم وسيطرتهم فيحاربونه بمختلف الأشكال، فتارة بتهديد بالتصفية وتارة بمحاولة التضييق على أعمالهم، وما انفعال ابعض الساسة الكويتيين ومناصريهم إلا جزء من هذا العمل المنظم لمحاربة من يحاول تعرية مدعي الدين والتدين.تلك هي المسألة بنظري، وهي بالطبع ليست تزكية لمحطة تلفزيون الشرق الأوسط، فأنا أعلم أن هذه المحطة بل أي محطة إعلامية لها سياسات قد تتغير وفق مصالح ملاكها، ولكني أتكلم عن حالة أضحكتني كثيرا أبطالها غربان سود حاولوا التذرع بـ"غرابيب سود".