أفكار خليجية تنتظر التنفيذ
من الأفكار التي طرحتها الكويت قبل عشر سنوات وقدمتها لقادة مجلس التعاون الخليجي الحاجة إلى فهم الظروف الداخلية لدول الخليج، ورسم استراتيجية لحماية المنطقة من الانعكاسات الطائفية، والسعي إلى تحصين دول المجلس.
وسط الأحداث الأخيرة المؤسفة بين دول مجلس التعاون، وفي ظل الجهود الكويتية والأميركية والبريطانية التي اتجهت لرأب الصدع واحتواء الزلزال وتوابعه، أي أزمة بين إفصاح المملكة العربية السعودية عن قلقها إزاء التدخل القطري في شؤونها الداخلية، أما توابع الزلزال فتأتي عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تفشت من خلالها الأفكار السلبية المطروحة من أطراف داخلية وخارجية استمرت في إشعال الحرب الإعلامية بين الأطراف... ووسط ذلك كله اخترت أن أعود إلى أوراقي التي صاحبتني في دراساتي ومقالاتي، وأبحث في الرؤى المطروحة من دول مجلس التعاون لحماية المنظومة من الانقسام والانزلاق إلى هاوية الاختلافات لعلي أجد فيها ما ينفعنا في يومنا هذا. وقد اخترت أن أطرح استراتيجية مستوحاة من الأفكار التي طرحتها الكويت قبل عشر سنوات وقدمتها لقادة مجلس التعاون الخليجي:ففي المجال السياسي هناك حاجة لقراءة المحددات الخارجية لمنظومة التعاون، أي الهواجس والظروف الخارجية التي يجب استيعابها جيدا والتعامل معها، والحاجة للعمل الجماعي لرسم استراتيجية خليجية لسلامة وتأمين الإمدادات النفطية، وضمان تدفق النفط للأسواق العالمية فيما لو تعرضت بعض المنافذ لخطر الإغلاق.
وفيما يخص الظروف الداخلية فقد برزت الحاجة لفهم الظروف الداخلية لدول الخليج، ورسم استراتيجية لحماية المنطقة من الانعكاسات الطائفية، والسعي إلى تحصين دول المجلس، مما قد ينجم عن ذلك، والتمسك بالحوار وصياغة موقف سياسي مشترك كوسيلة للسعي إلى نزع فتيل الأزمات بكل أشكالها.أما المجال الاقتصادي فتأتي الحاجة إلى الاهتمام بالمواطن الخليجي والسعي نحو خلق فرص العمل لأبناء دول المجلس، والاستثمار في العناصر البشرية، بالإضافة إلى الحرص على تكريس جزء من الفوائض النفطية لتعزيز هياكل الإنتاج واستمرارية التجديد في النهج الاقتصادي، ودعم المواقف التفاوضية لدول المجلس أمام التكتلات الاقتصادية المختلفة.وفي المجال الإعلامي تأتي الحاجة لرسم استراتيجية إعلامية فاعلة واستحداث خطط لاحتواء الحروب الإلكترونية التي تتخذ من الإعلام الاجتماعي والتقني ساحة لها، وتشجيع الإبداع في استخدام الإعلام فيما ينفع القضايا الاقتصادية والتعليمية والإنسانية وغيرها.وفي النهاية نتوصل إلى نتيجة وهي أهمية الأفكار المطروحة في اجتماعات مجلس التعاون، وأهمية تنفيذها، وما سبق أخي القارئ كان غيضاً من فيض وجدته وسط أوراقي التي ارتكزت على منظومة مجلس التعاون، والأفكار المستوحاة من إحدى الوثائق المقدمة من الكويت، لعلنا ندرك خطورة غياب الآلية التنفيذية لاستراتيجياتنا المطروحة على مائدة قادة الخليج.