مع إقرار قانون الانتخاب الجديد، يبدو أن التجاذب السياسي عاد من باب رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل، الذي أعاد إحياء المطالبة بتعديلات كانت موضع خلاف قبل إقرار القانون، فقوبل بجبهة رفض متقدمة من الأفرقاء، الذين شاركوا في القانون والذين اعتبروا أن التعديل سيفتح الباب على تعديلات مضادة، في وقت جزم الرئيس (نبيه) بري بأنه لن يفتح الباب لهذه المطالبات، في إشارة إلى رفض استغلال حتى الدورة الاستثنائية للمجلس.في موازاة ذلك، تتجه الأنظار اليوم إلى جلسة مجلس الوزراء حيث سينتج فتح ملف الكهرباء جدالاً قديماً جديداً بين من هم مع استئجار بواخر الطاقة ومن هم ضدها.
إلى ذلك، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري قانون الانتخابات بأنه "قانون لبناني وتسوية لبنانية توافقية كاملة"، مشيراً إلى أن "كل فريق سيخسر مقاعد، ولكن الوطن هو الرابح الأول".وأضاف بري خلال استقباله مجلس نقابة الصحافة، أمس، أن "هذا القانون هو نصر حقيقي للبنانيين جميعاً ولتوافقهم، وقد أعطى جرعة تفاؤل وخلق جواً من الاطمئنان".وشدد بري على "أهمية ووجوب اعتماد البطاقة الانتخابية الممغنطة أو الإلكترونية"، مشيراً إلى أننا "كنا أول من بادر إلى هذا الطرح، الذي لقي إجماعاً فورياً من كل الأطراف. ولفت إلى أن "تأمينها ليس بمعجزة، وهي تؤمن وتعزز الشفافية وتحافظ على كرامة الناخب والمرشح، ويمكن استعمال تذكرة الهوية إلكترونياً".وحول إشارة البعض (باسيل) إلى الحاجة لتعديل نقاط في القانون الجديد قال بري، إنه "إذا كان المقصود تعديلات تمس جوهر الاتفاق وتم رفضها في المناقشات، فهذا لن يمشي".وختم: "طالما نحن متمسكون بالتوافق فلا خوف على لبنان، وعلينا التمسك بالدستور وتطبيق القوانين، وتأكدوا أن لبنان سيعود سويسرا الشرق وكثر".إلى ذلك، وصف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قانون الانتخاب بـ"الإنجاز التاريخي الذي صنع في لبنان، فهو ليس قانوناً صنع في النروج أو في فرنسا أو أميركا، باعتبار أن لبنان بلد صعب وتعددي ولنتمكن من صناعة قانون انتخاب هذا بحد ذاته إنجاز، فبعض نشرات الأخبار وصفت قانون الانتخاب بالفضيحة الكبيرة، لأن فئة سن الـ18 لا يمكنها التصويت أو بسبب غياب الكوتا النسائية، وهذه إصلاحات يمكن تطبيقها لاحقاً، فانحصر الانتقاد بنقاط تفصيلية لا تقدم ولا تؤخر في قيامة البلد، والمحطات التلفزيونية للأسف تزايد على بعضها بعضاً بالسلبية، وهذا قد يؤدي إلى تدمير المجتمع"، مشيراً إلى أنه "يحمل إيجابية كبيرة لاسيما أن النسبية فيه قضت على ما يسمى بالمحادل".وأضاف خلال الإفطار السنوي، الذي أقامته الأمانة العامة دائرة المصالح والنقابات في الحزب في قاعة الإمارات - فندق حبتور في سن الفيل أمس الأول، إن "هناك اصطفافين في البلد، الأول هو 8 و14 آذار والذي يعتقد البعض أنه لم يعد موجوداً". وقال: "فبخلاف ما يفكر كثيرون ما زال هناك 14 و8 آذار، ليس لأننا نحب الاصطفافات بل لسبب بسيط هو أن مشروع 14 آذار ما زال موجوداً بغض النظر عن كوكبة القوى التي لا تزال فيه وطريقة تنسيقها في ما بينها، ومشروع 8 آذار أيضاً ما زال موجوداً بغض النظر عن كوكبة القوى الموجودة فيه، وسيستمر هذا الاصطفاف إذ من غير الممكن أن تستقيم الأمور وأن نصل إلى دولة وجمهورية قوية في لبنان".
دوليات
لبنان: باسيل يطالب بتعديلات انتخابية وبري يرفض
20-06-2017