تقارب بين السعودية والعراق

الملك سلمان والعبادي يتفقان على مكافحة الإرهاب ومواجهة التأجيج المذهبي
● تأسيس مجلس تنسيقي وفتح آفاق استثمارية
● بن سلمان: نقطة تحول مهمة في المنطقة

نشر في 21-06-2017
آخر تحديث 21-06-2017 | 00:15
العبادي وخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز
العبادي وخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز
في خطوة قد تنعكس إيجاباً على مجمل الأوضاع بالمنطقة، اتفقت السعودية والعراق على بناء علاقات استراتيجية بينهما على كل الصعد، وفق خطة هي الأكثر جدية ووضوحاً منذ عام 1990.

ويأتي هذا الاتفاق، الذي توج بزيارة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي للمملكة، في توقيت مهم، إذ يستعد العراق لطي صفحة سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة منه، وربما يتجه إلى مصالحة وطنية تنتشله من حالة عدم الاستقرار.

وأثمرت جولة المباحثات التي جرت مساء أمس الأول بين العبادي وخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن بيان مشترك، أكدا فيه حرصهما على تعزيز علاقاتهما.

وبحسب البيان، اتفق البلدان على «تأسيس مجلس تنسيقي بينهما، للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي، وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية، إلى جانب تنشيط الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، ومتابعة تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتحقيق الأهداف المشتركة».

وتم الاتفاق على «تكثيف العمل المشترك لمواجهة التحديات، وفي مقدمتها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله وصوره».

وأكد الجانبان أهمية «تجفيف منابع الإرهاب وتمويله، والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي تلزم الدول بهذا الشأن»، معربين عن تصميمهما على «مواصلة جهودهما الناجحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية، وخاصة تنظيم داعش، مع ضرورة نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي».

إلى ذلك، استقبل العبادي في مقر إقامته بمكة المكرمة ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقال مكتب رئاسة الحكومة العراقية، في بيان، إن «العبادي بحث مع بن سلمان فرص الاستثمار في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة، إلى جانب التعاون الأمني، ومواجهة خطر الإرهاب».

ونقل البيان عن العبادي تأكيده أن «المنطقة تشهد مآسي كبيرة يمكن حلها بالتعاون والمساعدة»، مبيناً أن «توجه العراق هو ألا يكون طرفاً في النزاعات، بل جزءاً من عوامل الاستقرار والالتقاء».

من جهته، قال محمد بن سلمان إن «المملكة والعراق لديهما تحديات ومخاطر مشتركة»، موضحاً أن «التطرف مركّب من مجموعة من الأحداث المعقدة، منها عدم استقرار بعض الدول، لكن المملكة متفائلة بعمل العراق وتوجهه، وأنها ستقطع شوطاً مهماً من خلال المجلس التنسيقي بين البلدين».

وبينما أكد أن «للعراق مقومات نجاح أكثر من المملكة، حيث يمتلك موقعاً متميزاً وعقولاً مميزة ونهرين»، مبدياً استعداد بلاده للوقوف معه، حيث لا توجد بينها وبينه أي خلافات حقيقية»، اعتبر «التعاون بين البلدين نقطة تحول مهمة في المنطقة».

back to top