رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية في كازاخستان جودة بسيوني لـ الجريدة.: خريجونا ينشرون سماحة الإسلام في آسيا الوسطى
«توسعنا في إنشاء كليات جديدة تلبية لاحتياجات المجتمع»
أكد رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية في دولة كازاخستان، الدكتور جودة بسيوني، أن الجامعة أحد أهم روافد الدعوة الإسلامية ونشر الإسلام الوسطي في أواسط آسيا، وأوضح في مقابلة أجرتها معه "الجريدة" على هامش زيارته الأخيرة إلى القاهرة، أن الإقبال على دراسة العلوم الشرعية والدعوة في تزايد مستمر بفضل استحداث كليات جديدة ومراكز لتعليم اللغة العربية، والتي كانت مطلبا لمسلمي كازاخستان... وإلى نص المقابلة:
● بداية، نود التعرف على تاريخ ومهام الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية؟- هي جامعة مصرية تم تأسيسها عام 1993، وفتحت أبوابها أمام الطلاب عام 2001، وهي نتاج للعلاقات المصرية الكازاخية الجيدة والوطيدة، وتشرف عليها وزارة الأوقاف المصرية وتتبع الأزهر علمياً ودراسياً، وتعد منبراً عربياً يقدم صورة الإسلام المعتدل ونشر الثقافة الإسلامية، وتمنح خريجيها شهادة البكالوريوس، والماجستير في عدة تخصصات، وخلال الأعوام السابقة تخرج فيها نحو 5000 آلاف داعية وخطيب ومدرس يتولون مقاليد الدعوة في كازاخستان.
● حدثني عن عدد الكليات ونوعية مناهجها؟- هناك هدف ثابت لدينا، وهو تطوير الجامعة، حيث يصبح أبناؤها مواكبين لتطور الحياة، واحتياجات المجتمع، ومنذ أن توليت رئاسة الجامعة عام 2014 شرعت في التوسع في الكليات، لتصبح ثلاث كليات، هي "الدراسات الإسلامية"، و"اللغة العربية"، و"أصول الدين"، ويبلغ عدد الطلاب فيها من الفرقة الأولى إلى الرابعة 600 طالب، ونطمح أن تتزايد الأعداد في العام المقبل ليتجاوز 2000 طالب، كما نعمل على تطوير المناهج بنفس طريقة مناهج جامعة الأزهر، من أجل تطوير الخريجين للقيام بمهمة الدعوة على أكمل وجه.● ما شروط الالتحاق بالجامعة؟- أن يكون الطالب ملماً بالحد الأدنى لقواعد اللغة العربية، وحافظا للقرآن الكريم، ولدية الاستعداد التام لدراسة العلوم الشرعية، وأن تكون لديه الرغبة الحقيقية في تعلم الثقافة الإسلامية، ومن أجل فتح الباب لمزيد من أبناء كازاخستان، افتتحنا ثلاثة مراكز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها قبل الالتحاق بالجامعة كأحد الروافد التي تمد الجامعة بالطلاب بعد إكساب مهارات اللغة العربية. ● ما الأسباب التي تجعل الإقبال على هذه الجامعة أمراً مرغوباً؟- أن الدراسة في الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية تعد نموذجا يحتذى به ورمزا للوسطية، كما أن هناك منزلة خاصة لعلماء الأزهر الذين يقومون بالتدريس بهذه الجامعة، إلى جانب أمر آخر هو أن الجامعة تقوم بتدريس العلوم الإسلامية على مذهب "أبي حنيفة"، وهو المذهب الذي يتبعه جميع مسلمي كازاخستان، والجامعة أيضاً تستقدم أساتذة لتعليم العلوم الشرعية هم أيضا يتبعون المذهب الحنفي، حتى لا يحدث تعارض واختلاف.● هل أعداد الطلاب القليلة التي تدرس في الجامعة تعكس حالة عزوف عن دراسة العلوم والثقافة الإسلامية في كازاخستان؟- السنوات الماضية من عمر الجامعة لم تشهد أي تطوير، ولم يتم استحداث كليات وأقسام جديدة، وباتت الدراسة مقصورة على تعلم الثقافة الإسلامية فقط، ولم تكن للجامعة دعاية كافية لدى أبناء كازاخستان، لذلك حين توليت مهام الجامعة، استحدثنا كليات جديدة كانت مطلباً لدى قطاع كبير من المسلمين لتعليم أبنائهم الفقه الشرعي واللغة العربية وتعلم قواعد الدعوة الإسلامية، كما أنني كنت أتحدث عن الجامعة وأهدافها، وما ستقدمه في جميع الملتقيات التي كنت أدعو لها، وحث الآباء على إلحاق أبنائهم بهذه الجامعة، وبفضل الله ستتضاعف الأعداد خلال العام المقبل بعد التوسعات التي أجريناها أخيراً.● هل هناك عراقيل تواجه سير العملية الدراسية في هذه الجامعة؟- الجامعة تتلقى كل الدعم من الجانبين المصري والكازاخستاني، أو من جامعة الأزهر، وحين زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كازاخستان، طلبت منه مزيداً من الدعم لهذه الجامعة، وتمت الموافقة فوراً على تلبية جميع احتياجاتنا التوسعية، باعتبارها الإشعاع الثقافي في هذا البلد، كما أن وزير الأوقاف المصري وافق على رفع أعداد المقبولين سنوياً إلى أكثر من ألفي دارس، من أجل نشر التعليم الإسلامي.● صف لنا حال المسلمين في كازاخستان؟- الإسلام في كازاخستان ينعم بحمد الله بوافر الاستقرار، ويمثل المسلمون نحو 75 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، وكازاخستان هي إحدى جمهوريات "الكومنولث"، وبعد استقلالها عام 1992، انطلقت اقتصاديا، ما أتاح لها تفاعلاً مميزاً بين مسلمي وسط آسيا، ودستورها يكفل لجميع القوميات والعرقيات الحرية في ممارسة عقائدها.
لدينا 5 آلاف خريج يواجهون الفكر المتطرف في منطقتنا